من الناحية الفنية والأداء داخل أرض الملعب يعتبر فريق الهلال وبكل المقاييس غائبا تماما والظروف المحيطة بفريق كبير وعريق بمستوى الهلال لا يرضى عشاقه بغير القمة مكانا ولا بغير الإبداع عنوانا قد تجعله يواصل الغياب ولفترة ربما ليست بالقصيرة وهذا ما لم تتعود عليه جماهير الزعيم. الهلال الذي شاهدناه أمام هجر والشباب ليس بهلال جيريتس المبدع والمبهر ولا حتى هلال كالديرون المجتهد أنه هلال جديد يخطو خطواته الأولى مع مدرب جديد (توماس دول) ومع لاعبين أجانب مستجدين (إيمانا – يوسف العربي – بوينج سو – عادل هرماش) والأخير تعرض لإصابة لم تكن في الحسبان لخبطت حسابات الفريق وغياب إجباري برحيل ياسر القحطاني وكريستيان وليهامسون. عندما خسر الهلال من الشباب خرج علينا من يستبعده عن المنافسة ويحلم بأن فريقه هو المنافس القوي هذا الموسم وكأن النقاط الثلاث التي خسرها من الشباب مفترق طرق في مسيرة الزعيم. أنهم يتحدثون عن أحلامهم وأمانيهم فالهلال ما زال وسيظل المنافس القوى والأبرز والأكبر على كل بطولات الموسم والأمر لا يتعدى بضعة أخطاء بسيطة سوف يتم التغلب عليها بالحكمة والتروي والتعقل الهلالي. الهلال يخسر أول مباراة في منافسات الدوري منذ انطلاق منافسات الموسم الماضي وعندما خسر فقد خسر من فريق كبير ومميز وتحت وطأة ظروف قهرية ومع ذلك لن يبتعد عن صلب المنافسة وليس على مراكز المقدمة فقط وكما هي عادة غيره بل على بطولة الدوري. جماهير الهلال على يقين تام بأن الخوف لا يمكن أن يتسرب إلى نفوسها من خسارة مباراة ومن واقع ثقتها ومعرفتها بفريقها هي على ثقة بأن زعيمها ما زال وسيستمر منافسا جبارا على بطولة الدوري وهي إحدى تخصصاته وأهم ما يؤرق جماهير الهلال أن تنجح محاولات ما وصفهم رئيس النادي سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد بالمترصدين في زعزعة استقرار الفريق. إن محاولات اليائسين بدأت مع النجم الكاميروني إكيلي إيمانا بعد رحيل المحارب الروماني ميريل رادوي وهي نفس المحاولات وبنفس الطرق الملتوية لذلك يجب أن يحاط إيمانا بسياج إداري وفني يقيه محاولات المترصدين واليائسين ويجب ألا تغفل إدارة النادي بقيادة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد وإدارة كرة القدم بقيادة الأسطورة سامي الجابر هذا الجانب على وجه التحديد. الهلال وعلى الرغم من خسارته أمام الشباب لم يصل بعد لنقطة اليأس من المنافسة على البطولة التي وصلت إليها بعض الفرق بنهاية الجولة الثانية ولعل الفريق الهلالي يحتاج لبعض التعديلات التي أفتقدها برحيل جيريتس والتي من أهمها زرع الروح القتالية في نفوس اللاعبين والتي كان يلتهم بها كل من واجهه والدقة في تنفيذ الخطة الفنية وتخلص بعض اللاعبين وخاصة المخضرمين من الإصرار على ارتكاب الأخطاء البدائية وخاصة في حراسة المرمى والدفاع. قبل الوداع.. عندما طلب سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد من جماهير ناديه الصبر على الفريق كان محقا فالفريق الهلالي استبدل ستة لاعبين ببدلاء من نفس النوعية تقريبا والأمر يحتاج لنوع من الصبر حتى يصل الفريق لحالة الانسجام المطلوبة وسيكون الصبر مقياس نجاح الهلاليين ولكنه لن يطول فالهلال ومن واقع سجله البطولي يمرض لكنه لا يموت.. خاطرة الوداع.. بدأت أدرس قناعاتك عن عشقنا المشترك ويبدو أنك أصبت كبد الحقيقة..