في المشهد الأمامي، فريق حقق الدوري دون أي خسارة وآنس وحدة اللقب بجيرة الكأس قبل أن يخسر بطولة أمام الغريم. وفي الكواليس، رئيس دفع الملايين لكن لقباً غيبه، سرق نومه ليصبح شغله الشاغل تكوين فريق جديد. في الكواليس رئيس يرى أن لقب الدوري دون أي خسارة لا يكفي وأن فريقاً خسر بطولة واحدة أغضب الجماهير فبات واجباً تجديده وإن كلفته تلك المهمة ملايين. في الهلال لا شيء يكفي، حتى «الكل» لا يكفي، في الهلال تحقيق الكل يعني وجوب إيجاد هدف جديد وبالتالي البحث عن تحقيقه، وفي الهلال كن لاعباً مدرباً أو مديراً أو حتى كرة تدريب، لكن إياك أن تكون رئيساً. وعد الأمير عبدالرحمن بن مساعد جماهير ناديه العام الماضي بتغيير الفريق القوي ليصبح أقوى لم يكن ضعيفاً لكن وكما قلت سابقاً في الهلال لا شيء يكفي، وفعلاً فعل الرئيس باع أجانب الفريق، بعد أن رفض أبرزهم التجديد نتيجة ما تعرض له من انتقاد حول كل ما يفعل ولا يفعل واستغنى عن الثاني لكبر عمره وبحث جاهداً عن عرض للثالث الذي لم تعد طريقة الفريق تناسب طريقة لعبه أما الرابع فرحل لأنه لم يكن بحجم الهلال. طالبت الجماهير بمهاجم فجلب اثنين، وسمعت أحاديث عن نية الفريق التعاقد مع ايكيل ايمانا فزاد زوار موقع ناديه السابق على 150 الف زائر في اسبوعين فغالى النادي وضاعف قيمة اللاعب واستغل رغبة الجمهور الهلالي في الضغط على الرئيس، الذي لم يرض إلا بالتعاقد مع اللاعب وفعلاً نجح. قبل بداية الموسم قدم الرئيس الهلالي كل ما يمكن تقديمه لم يبخل بشيء فعل الممكن، وتجاوزه ليلامس شيئاً من المستحيل لكنه في زحمة الأحداث أغفل القاعدة الزرقاء الأساسية، في الهلال لا شيء يكفي، بدأ الدوري ولم يظهر الهلال كما كان منتظراً بدا الفريق أضعف مما كان عليه، ولو كان المشهد أوروبياً لأكد الجميع أن أي فريق يعيش هذا الكم من التغيير يحتاج عمراً قبل أن ينسجم ورغم ذلك لم يطلب الرئيس سوى بضع جولات. خسر الهلال من الشباب ثالث الترتيب في العام الماضي وهو الطبيعي حدوثه في كل البطولات العالمية بحكم قوة المنافسة وطبيعة كرة القدم، خسارة واحدة كانت كفيلة بأن تقلب الدنيا، جماهير تطالب برحيل المدرب وأخرى تتهم مدير الفريق بالتقصير، وبطبيعة الهلال لم يكن الرئيس بمنأى فناله من الهجوم ما ناله ومع ذلك خرج ليعتذر على خطأ لم يكن جزءاً منه. في الهلال لا الملايين ولا اللاعبين ولا البطولات تكفي، فالمدرجات الزرقاء لا تعرف الصبر أبداً ولا ترى لأي هزيمة من مبرر. في الهلال كن ما تريد لكن احذر أن تكون رئيساً فجمهور هذا الفريق حقق كل شيء حتى بات لا يرى في أي انجاز جديد، يحضرني سؤال مهم قبل النهاية، كم من الصبر يمتلك هذا الشاعر ليحتمل كل شيء من جمهوره قبل الخصوم؟ كان الله في عونه. [email protected] twitter | @adel066