أسست المملكة بنيانها على كلمات التوحيد التي تحث على مد يد المساعدة العون للجميع, وكم من آلام نفسية أصابت حالات التوائم السيامية وذويهم, وكم من السعادة والفرح رسمها ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على وجوه سياميي العالم من خلال أعماله الجليلة وتبرعه بفصل العشرات من حالات التوائم السيامية، لتسجل المملكة الريادة العالمية في مجال فصل التوائم، لا تبتغي به إلا وجه الله. فقد تكفل المليك بعمليات فصل التوائم المستعصية، التي تحتاج إلى قدرة طبية رائدة، وتكلفة مادية عالية. وتجاوزت إنسانية المملكة الحدود الجغرافية والحواجز الثقافية والعرقية، وكذلك حاجز الدين واللون والإقليم إلى أن تصل إلى الإنسان البسيط المحتاج أينما حل ومتى كان. وأجرت المملكة خلال الخمس عشرة سنة الماضية أكثر من ثلاثين عملية فصل للتوائم السيامية، بواسطة فريق طبي وطني وبخبرة عالية. وبدأ الاهتمام بقضية فصل التوائم في أواخر عام 1990م على يد استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي آنذاك الدكتور عبد الله الربيعة – وزير الصحة حاليا- حيث قام بإجراء أول عملية فصل بالمملكة لتوأم سعودي من الإناث كان ملتصقا بمنطقة البطن واشتراك بأغشية البطن وجزء من الكبد، وتمت العملية بنجاح تام. وتوالت عمليات فصل التوائم, ولا ينسى التاريخ الطفلتين السودانيتين سماح وهبة اللاتين انفصلتا ثمانية عشر ساعة متواصلة في غرفة العمليات, والتوأم السعودي سمر وسحر اللتين استغرقت جراحتهما أربع عشرة ساعة, وتقف عقارب التاريخ عند التوأمين السعوديين حسن وحسين، وكانت حالتهما من أصعب عمليات الفصل حيث تطلبا جراحة نادرة في مراكز مختارة ومتخصصة حول العالم، وما هي إلا أيام بعد ولادتهما تم نقلهما عن طريق الإخلاء الطبي إلى مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني في الرياض ونجحت العملية. وامتدت مكرمات الملك عبدالله التي تجاوزت المحلية والعربية لتقفز إلى الإسلامية حيث تبنى حالة التوأم الماليزي أحمد ومحمد الموجودين في بريطانيا لدواعي العلاج، وإجراء عملية الفصل مجاناً، وتم إجراء العملية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض واستمرت 23 ساعة. وعرفه العالم الغربي عن قرب في عام 2005 وهم يتابعون عملية فصل التوأم السيامي البولندي (داريا وأولغا), ومُنِح ملك الإنسانية وسام الابتسامة من قِبل اللجنة الدولية لوسام الابتسامة في بولندا وذلك لقيامه بتمويل عملية فصل التوأمين وعلاجهما في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، وتغطية كل التكاليف الأخرى المتعلقة بسفرهما مع والدتهما. وبقوله "هذه المملكة العربية السعودية هي في خدمة الإنسان والإنسانية"... يبدي خادم الحرمين الشريفين انطباعه عن نجاح تلك العمليات الصعبة... ثم تكبر هذه الأطفال السيامية ويحكي لهم الآباء ما سجله التاريخ من أعمال إنسانية للمليك, ويبكون من الفرح قائلين لهم إن خادم الحرمين الشريفين هو مَن أعانه الله فمسح دموعنا ومهد لكم الحياة.