خطاب الرئيس الأمريكي أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية – الايباك أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونغرس أو اللوبي ، تركز حول إيران لكنه استبعد الحل العسكري راهنا... الكاتب والصحافي علي يونس تطرق إلى مضمون وأبعاد هذا الخطاب وقال: لا زال الرئيس باراك أوباما على موقفه من إيران، لكنه لا يريد أن يصعّد الأمر معها باتجاه الحرب أو ضربة جوية أو عسكرية، كونه يخوض حملة انتخابية هذا العام، ولأن أي ضربة عسكرية لإيران ستؤثر على الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير جداً، علماً أن الاقتصاد الأمريكي هو العنصر الأساسي في الحملة الانتخابية الرئاسية. أراد الرئيس الأمريكي أن يقول من خلال خطابه لخصومه الجمهوريين ولمناصريه أيضاً، أنه يفعل ما بوسعه من خلال الضغوطات الاقتصادية على إيران التي قد تأتي بنتائج كأن تتخلى إيران عن برنامجها النووي، مثلما وافقت كوريا الشمالية تحت الضغوط الاقتصادية على التخلي ولو بشكل جزئي عن برنامجها النووي من أجل الحصول على مساعدات اقتصادية. ونتانياهو يريد أن يحول الأنظار عن القضية الفلسطينية بالضغط على إيران، معتبراً أن الخطر الإيراني على إسرائيل هو وجودي، بالرغم من أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية كبيرة جداً، وهي خطرٌ وجودي على كل دول المنطقة العربية. في نفس الوقت يريد نتانياهو أن يحذر الرئيس باراك أوباما من أن إسرائيل قد تقوم بضربة عسكرية أحادية تجاه إيران أثناء الحملة الانتخابية الأمريكية، بحيث لا يستطيع الرئيس الأمريكي أن ينتقد إسرائيل بشكل كبير في هذه المرحلة، كما أنه لن يستطيع أن يجبرها على عدم اتخاذ مثل هذه الخطوة، نظراً للتأييد الواسع من الجمهوريين والشارع الأمريكي لضربة عسكرية لإيران. يحاول بنيامين نتانياهو وضع باراك أوباما في موقع حرج حيث لا يستطيع أن يرفض الضربة العسكرية الإسرائيلية لإيران في عام 2012. للأسف إن الرئيس باراك أوباما تخلى عن طموحه وآماله السابقة في تحقيق أي تقدم ملموس على طريق حل القضية الفلسطينية مع الإسرائيليين. بعد خسارة الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي أمام الجمهوريين، لم يعد بإمكان الرئيس أوباما الضغط على نتانياهو، كونه رئيس وليس لديه دعم كبير من الكونغرس. إضافة إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يساعد أوباما على فرض رأيه بوجوب حل المشاكل الخارجية الأمريكية، كون أن القضايا الداخلية هي الأهم بالنسبة للناخب الأمريكي. في نهاية الأمر، باراك أوباما هو رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية وليس قائداً وطنياً عربياً. هذه الخلافات هي شكلية وليست جوهرية، فرغم ذلك لم يتوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل، بدليل أن الرئيس أوباما ذكر أنه في عهده حصلت إسرائيل على طائرات F35 الأكثر تطوراً والتي لم يحصل عليها الجيش الأمريكي بعد. الدعم الأمريكي لإسرائيل في ازدياد اقتصادياً وعسكرياً بالإضافة إلى التعاون الإستخباراتي الأمريكي.من هنا الخلافات الإسرائيلية الأمريكية ليست إستراتيجية جوهرية، إذ أنّ الدعم الأمريكي لإسرائيل يتخطى الرئيس أوباما ليكون دعماً من الشارع الأمريكي والسياسيين الأمريكيين الذين يجبرون أوباما بدعم إسرائيل بغض النظر عن فلسفته في الحكم وعن مصالح الولاياتالمتحدة في العالم العربي.