يتداول المجتمع السياسي في إسرائيل حكاية طريفة متواترة عن ليفي أشكول ثالث رئيس للوزراء في تاريخها (1963-1969)، حيث يقال إن أحد معاونيه دخل إليه متوتراً وهو يحمل له توقعات متشائمة عن موسم جديد من الجفاف. ولما عرف أشكول أنه يقصد إسرائيل رد من فوره: الحمد لله أنه عندنا وليس في أميركا. وهذه الطرفة، إن صحت، لا تبرز فقط مدى تعلق إسرائيل بالولاياتالمتحدة وإنما أيضاً قلقها البالغ من أي تراجع أو تدهور قد يصيب قوتها أو ينال من مكانتها. وهذا الأمر يعاد طرحه الآن لمناسبة الجدل المحتدم في إسرائيل وخارجها عن الوضع الاستراتيجي العام للولايات المتحدة، وكذلك الوضع الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر). واتسع مدى هذا الجدل ليغطي قوساً واسعاً من تداعيات هذه النتائج وانعكاساتها الداخلية والخارجية، ومع ذلك تبقى هناك حاجة، ربما ملحة، لإعادة النظر في هذه النتائج من زاوية تداعياتها المحتملة على الحلقة الجديدة من العلاقة الملتبسة أصلاً بين الرئيس الأميركي أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو. كان نتانياهو، من دون أدنى شك، واحداً من أكثر المعنيين بمتابعة كل تفاصيل ومنمنمات المعركة الانتخابية الأخيرة في أميركا، ولم تطفئ الأنوار في منزله بشارع بلفور في أورشليم القدس إلا بعد الإعلان عن آخر النتائج التي تلقاها من سفيره في واشنطن وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية، وربما أيضاً لأنه كان يحتفل في تلك الليلة بالمصادفة التاريخية التي تزامن فيها حلول ذكرى صدور وعد بلفور في 2/11/1917 مع ظهور نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في أميركا في اليوم نفسه ولكن بعد ثلاثة وتسعين عاماً. وفي هذا الأمر يوجد، بلا شك أيضاً، أوجه عدة للشبه بين نتانياهو وأبو مازن ولكن مع وجود تباين أو ربما حتى تناقض في أحاسيس ومشاعر كل منهما تجاه الحدثين معاً: ذكرى وعد بلفور ونتائج انتخابات الكونغرس الأميركي. ربما كان مشوقاً لو أجريت مقارنة عن توقعات الحلقة المقبلة في علاقة كل منهما: نتانياهو وأبو مازن بالرئيس أوباما بعد الهزيمة التي حاقت بالديموقراطيين في الانتخابات الأخيرة. في ما يخص نتانياهو فإن التوقعات هنا ترتبط إلى حد بعيد بالحلقات السابقة في هذه العلاقة الملتبسة، بل وربما ترتبط أيضاً بعلاقة أخرى ليست أقل التباساً كانت انتظمت في السابق بين نتانياهو والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. وعلى رغم كل ما يقال، وهو صحيح تماماً، عن خصوصية كل حالة، فإن علاقة أوباما بنتانياهو تندرج في الإطار العام للعلاقات التي ربطت بين رؤساء الولاياتالمتحدة المتعاقبين من هاري ترومان إلى باراك أوباما وبين رؤساء الوزارة في إسرائيل من ديفيد بن غوريون إلى نتانياهو، وهنا يجب القول، ربما خلافاً للراويات السائدة في الخطاب العربي، إن العلاقة الملتبسة بين أوباما ونتانياهو ليست حدثاً استثنائياً ولا منفرداً، فقد شهدت كل العلاقات السابقة على هذا المستوى قدراً متفاوتاً من التوتر والالتباس، وكانت هناك دائماً هوامش متسعة من الاختلاف والتعارض، بل ومارس رؤساء كثيرون للولايات المتحدة أنواعاً وأساليب متباينة من الضغط وحتى الإكراه على رؤساء سابقين للوزارة في إسرائيل، وهذا الأمر المؤكد تاريخياً يجب عدم الخلط بينه وبين الالتزام المبدئي الثابت لكل رؤساء الولاياتالمتحدة المتعاقبين بثلاثية الحفاظ على وجود إسرائيل، وحماية أمنها، وضمان تفوقها الاستراتيجي، ولكن في كل مرة تعارضت فيها السياسات الإسرائيلية مع المصالح الأميركية العليا ظهر هذا النوع من الالتباس والخلاف ومارس كل رئيس أميركي على طريقته ضغوطاته بل وإكراهه على الرئيس المناوب للوزارة في إسرائيل. ولهذا يعرف كل رئيس للوزارة في إسرائيل، بمن فيهم بالطبع نتانياهو، أن بقاءه على مقعده في 3 شارع كابلن في القدس مرهون إلى حد بعيد بامتناعه قدر الإمكان عن مجابهة الرئيس الأميركي أو وضع حكومته على مسار تصادمي مع الإدارة الأميركية. كان نتانياهو بالذات دفع ثمناً باهظاً كلفه السقوط مبكراً عن ولايته الأولى (1996- 1999) عندما لم يحسن قراءة مثل هذا الدرس الذي سطره الرئيس الأميركي بوش الأب على جلد رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق شامير عام 1991. كان ظهور وصعود نتانياهو على المسرح السياسي في إسرائيل ظاهرة غير مسبوقة، أول رئيس وزراء أصغر من عمر الدولة، فاز على الذئب المخضرم شمعون بيريز في انتخابات 1996، بدا مفعماً بثقافة الميديا الأميركية وبالنزعة الايديولوجية لليكود واليمين الإسرائيلي، أعلن رفضه اتفاقات أوسلو لكن رأسه ارتطم بالرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي جره من أنفه للتوقيع أولاً على اتفاق الخليل مع منظمة التحرير الفلسطينية ثم وقع بعدها مع عرفات على اتفاق واي ريفر، وكان نزقه الصبياني وضحالة تجربته السياسية أغرياه بدس أنفه في الشأن الأميركي الداخلي وتأليب أصدقائه في الكونغرس على الرئيس كلينتون، ما عجل بوضع نهاية مبكرة لولايته الأولى التي لم تكتمل وخسر الانتخابات المبكرة أمام إيهود باراك في عام 1999، وكانت شهادات أميركية لا يرقى إليها الشك قد وثقت ما اعترى علاقة بيبي بكلينتون من التباس وتوتر، فذكر اهارون ميلر في كتابه «الأرض الموعودة» أن كلينتون قال عن نتانياهو: «ما الذي يظنه هذا بنفسه؟ من هي الدولة الأعظم بحق السماء؟». وكان الديبلوماسي الأميركي اليهودي الشهير دينس روس أورد في كتابه «السلام الضائع» قولاً لكلينتون وصف فيه سلوك نتانياهو بأنه «تفاهات وبراز طيور» ومع ذلك ينبغي القول بأمانة إن نتانياهو يظهر الآن، بعد السنوات العشر التي أمضاها في الظل وعلى مقاعد المعارضة، قدراً غير قليل من الحنكة السياسية والنضج والعقلانية، وبدا أنه يتصرف في ولايته الثانية كرجل دولة مسؤول يعرف مكانته وحدود حجمه، خصوصاً في علاقته بالرئيس الأميركي أوباما. كان نتانياهو التقى أوباما في البيت الأبيض في 18/5/2009 ولم يفلح في حينه في خلق الكيمياء الضرورية لبث الحميمية في العلاقة بينهما، وخرجت كل الصحف الإسرائيلية بعناوين كبرى محبطة في اليوم التالي، «يديعوت» قالت: في اختتام لقاء من ثلاث ساعات لم يتفق نتانياهو وأوباما على شىء تقريبا، و «معاريف» علقت بكلمة واحدة: خلاف. فيما كتبت «إسرائيل اليوم»: «عدم اتفاق والاتجاه إلى مبادرة جديدة». وكان نتانياهو ابتلع على مضض بعدها الزيارة التي أداها أوباما للقاهرة ومن دون أن يبدأ بإسرائيل أو حتى يعرج عليها إبان عودته. لكن نتانياهو اضطر إلى تجنب أي مواجهة مبكرة مع أوباما واعتمد بدلاً من ذلك سياسة الاحتواء، وكشف النقاب لاحقاً في التقرير الاستراتيجي الذي أصدره معهد بحوث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب عن الضغوط التي مارسها أوباما على نتانياهو في اللقاء الأول بينهما والذي أسفر بعدها عن انعطافة حادة في المواقف الأصلية لنتانياهو، وجرى التعبير عن ذلك أولاً في خطاب نتانياهو في جامعة بار ايلان في 14/6/2009 الذي اعترف فيه بدولة فلسطينية مشروطة مجردة من السلاح وتعترف بالطابع اليهودي الديموقراطي لإسرائيل. لم تكن هذه الشروط جديدة، فهي مسجلة على أسماء باراك وشارون وأولمرت، فيما كان اعتراف نتانياهو بالدولة الفلسطينية جديداً على الأقل مقارنة ببرنامج الليكود الانتخابي وبرنامج الائتلاف الذي يتزعمه. وتلا ذلك انثناءة أخرى، عندما أعلن نتانياهو في 25/11/2009 تجميد البناء الجديد في الضفة الغربية لمدة عشرة أشهر، وأياً كانت التحفظات على مضمونه فإنه يسجل كقرار غير مسبوق في سجلات السياسة الإسرائيلية اللهم إلا في حالة واحدة قرر فيها مناحيم بيغن تجميد الاستيطان بعد كامب ديفيد لمدة ثلاثة أشهر فقط. لكن انثناءات نتانياهو هذه لم تكن كافية لإنجاح اللقاء الثاني الذي جمعه بالرئيس أوباما في 25/3/2010. وعادت الصحافة الإسرائيلية فوصفت هذا اللقاء بالفاشل وأنه انتهى بخلاف ولم يؤد إلى أي اتفاق ولا على نشر بيان مشترك. وعلق الكاتب الإسرائيلي المعروف شمعون شيفر على هذا اللقاء في «يديعوت» بالقول: بين نتانياهو وأوباما يسود انعدام ثقة عميق. ومع ذلك تفادى نتانياهو الانزلاق إلى أي مجابهة مع أوباما، ولكن في تطور مفاجئ، على الأقل لأبو مازن، جاء الدور على أوباما ليعرج عن الخط الذي اتبعه منذ البداية في علاقته بنتانياهو، وفي القمة التي جمعت بينهما في واشنطن يوم 6/7/2010 حظي نتانياهو، خلافاً للزيارة السابقة، بإطراء عالٍ وحفاوة بالغة، فسارع اليمين الإسرائيلي برفع أنخاب ما اعتبره انتصاراً لنتانياهو، فيما جرى بالمقابل البحث عن تأويل عقلاني لانعطافة أوباما هذه. وهناك من رأى أنه تغيير في التكتيك استبدل فيه أوباما حملة الضغط على نتانياهو بحملة أخرى من الاحتضان ولكن مع الحفاظ على البوصلة في الاتجاه نفسه، ويعزز هؤلاء تفسيرهم هذا بتصريح أوباما في المؤتمر الصحافي الذي قال فيه: «أؤمن بأن نتانياهو يريد السلام وأؤمن بأنه سيأخذ المخاطر لتحقيق ذلك». ومن ثم دعا في الجمعية العامة للعمل من أجل أن نرى الدولة الفلسطينية عضواً في هيئة الأممالمتحدة في العام المقبل، وطالب علناً باستمرار تجميد الاستيطان، وبالمقابل ضغط أوباما على أبو مازن لجره، على غير رغبته، للدخول في مفاوضات مباشرة مكثفة مع نتانياهو متجاوزاً مرحلة المحادثات التقريبية التي علقت في المراوحة لأنه يريد تحقيق إنجازات ملموسة ولا يكتفي بالخطوات الرمزية. لكن المسار التفاوضي تعرض لأزمة كبرى بعد أقل من شهر واحد من انطلاقه على الدرب عندما رفض نتانياهو تمديد تجميد البناء الاستيطاني بعد يوم 26/9 فيما تمسك أبو مازن بعدم العودة للمفاوضات المباشرة ما لم يجر تمديد التجميد، وتزامن انفجار هذه الأزمة مع تسارع العد التنازلي لموقعة انتخابات الكونغرس، وهو ربما ما شجع نتانياهو على رفض كل الصيغ التوفيقية التي تقدمت بها الإدارة الأميركية لتفكيك الأزمة وإعادة الأطراف إلى مسار المفاوضات المباشرة. وفيما عبر اليمين الإسرائيلي عن خشيته مما أسماه بهدية نفاق يمكن أن يقدمها نتانياهو لأوباما قبل انتخابات الكونغرس، اعتقدت أوساط أميركية بالمقابل أن عدم استجابة نتانياهو لتمديد تجميد الاستيطان ولو لشهور قليلة ومحددة نوع من المس بكرامة الرئيس الأميركي أوباما في ظروف حرجة قبيل موقعة انتخابات الكونغرس وقد نشرت بتوسع في إسرائيل أقوال توماس فريدمان بهذا الخصوص. والحقيقة أن الناخب الأميركي لم يكن معنياً بتجميد الاستيطان من عدمه ولم يكن لموقف نتانياهو تأثير يذكر على صناديق الاقتراع، لكن الأمر ذاته لا بد من أن يكون ترك ندوبه على جسم العلاقة الملتبسة أصلاً بين أوباما ونتانياهو، وإن كان يجب القول أيضاً إن نتانياهو لم ينجرف وراء موجة التشفي والشماتة التي طفحت على جلد اليمين الإسرائيلي وحافظ على سلوك منضبط ربما لأن ثقافته الأميركية لا تزال تختزن تجربة الرئيس كلينتون الذي كان خسر في ولايته الأولى الغالبية الديموقراطية في المجلسين لكنه تمكن ببراعة من أن يستعيد الزمام وينتخب لولاية ثانية، ولا يوجد نظرياً على الأقل ما يمنع أوباما من استنساخ نفس التجربة. كما أن نتانياهو يعرف أكثر من غيره في إسرائيل أن هيمنة الجمهوريين على الكونغرس، على رغم أهميتها، فإنها لا تنزع من يد أوباما صلاحياته الواسعة في شأن إدارة السياسة الخارجية لأميركا، وربما أيضاً لأن نتانياهو يعرف أن الرئيس أوباما الديموقراطي لم يخرج بعد من جلباب سلفه الرئيس الجمهوري بوش الابن ولم يدعو الرئيس أوباما إلى ما هو أبعد، بل أقل، مما دعا إليه تقرير ميتشل الذي كان مبعوثاً للرئيس بوش في الشرق الأوسط، وتنتسب رؤية الدولتين أصلاً إلى الرئيس بوش وليس لأوباما وكذا خريطة الطريق وعملية أنابوليس كلها تحمل العلامة التجارية للحزب الجمهوري، كما لا يتوقع نتانياهو تخلي أوباما بسهولة عن لعب دور القابلة التي سترى الدولة الفلسطينية النور على يديها لأنه الدور الوحيد ربما الذي يمنحه ولو بأثر رجعي جدارة استحقاق جائزة نوبل التي حصل عليها من دون أن يكون في خزانته رصيد يكفي لنيلها. ومع أهمية كل هذه الاعتبارات فإن المسألة الإيرانية تبقى هي الاعتبار الأكثر أهمية في ضبط سلوك نتانياهو مع أوباما على رغم الهزيمة التي لحقت به في انتخابات الكونغرس. فقد استقر في وعي وإدراك نتانياهو أنه ليس وارداً أن تعمل إسرائيل وحدها ضد إيران بل هي تفضل أن تعمل خلف الولاياتالمتحدة في هذا المجال وليس بضوء أخضر أو بدعم أميركي فقط. كما يعي نتانياهو ويدرك تماماً أن مصير المسألة الإيرانية سيحسم في غضون ما تبقى من ولاية أوباما وليس بعدها أبداً. وكان الجنرال عاموس يدلين رئيس الاستخبارات العسكرية أعلن أخيراً أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست أنه بات لإيران ما يكفي لإنتاج قنبلتها النووية الأولى، ومن المؤكد كذلك أن نتانياهو قد اطلع عن كثب على التقديرات الاستراتيجية التي تشير إلى احتمال تراخي الإدارة الأميركية في حسم المسألة الإيرانية والسماح لإيران بالتحول إلى دولة نووية أو على الأقل دولة على عتبة الخيار النووي، ولهذا تعتبر المسألة الإيرانية محدداً رئيساً وساري المفعول لضبط سلوك نتانياهو في علاقته بالرئيس أوباما حتى بعد خسارة الغالبية الديموقراطية في الكونغرس الأميركي. بقي لنا أن لا نستبعد احتمال تغير موقف الرئيس أوباما من تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد خسارة موقعة انتخابات الكونغرس، فقد يتراجع أوباما عن الاستغراق طويلاً في إيجاد حل نهائي لهذا الصراع وربما يفضل أكثر الآن إبرام تسوية مرحلية بين الطرفين وفقاً لإشارات بهذا المعنى صدرت أخيراً من دينس روس، ووفقاً لتصريحات أخرى صدرت عن السيدة كلينتون قالت فيها: إنه يوجد أمل في التقدم إن لم يكن في حياتنا فعلى الأقل في عهد أبنائنا. ومع ذلك فقد يحرص أوباما إذا جنح إلى هذا الخيار على ربطه بما ورد في المرحلة الثانية من خطة خريطة الطريق خصوصاً ما نصه: إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات حدود موقتة تتمتع بخصائص السيادة... ويسعى أعضاء الرباعية الدولية من أجل اعتراف دولي بها بما في ذلك إمكانية الحصول على عضوية الأممالمتحدة «وهكذا يكون أوباما قد أوفى بطريقة ما بوعده بأن تكون دولة فلسطين في العام المقبل عضواً جديداً في الأممالمتحدة. هكذا يمكن إجمال الحسابات التي قد تحكم تطور آفاق العلاقة المستقبلية بين أوباما ونتانياهو بعد موقعة انتخابات الكونغرس، وسيبقى في الغالب انضباط نتانياهو ساري المفعول ما لم يخطئ في هذه الحسابات ويرتد إلى مرحلة «بيبي» بكل ما فيها من نزق وأوهام العظمة. * رئيس مركز مقدس في غزة - ومنتدى الشرق الأوسط في القاهرة