.. تمكنت اللجنة الرئيسية للتحكيم بقيادة عمر المهنا أن تعيد الثقة المرجوة والمؤملة لجهازها (التحكيمي) وهي تمنح الحضور المبهج لطاقمها عبر بدايات دوري زين للمحترفين والذي تعمل عليه منذ نهاية الموسم الذي مضى .. بالجاهزية والاستعدادت المبكرة عبر الأصعدة الفنية والنفسية واللياقية والبدنية .. والانتقائية في أسمائها واستحضار كامل المسؤوليات المطلقة لقيادة الحراك الميداني الناجح في دوريينا الكروي المثير .. .. ولعل هذا العمل المغيب في السنوات الأخيرة عبر لجنتنا (التحكيمية) هو ما أهدر القدرات والطاقات المؤهلة وجعل الكثيرون من رجالاتها يقررون الرحيل المبكر رغم أنها كانت في قمة عطاءاتها المتألقة وتجلياتها المتوهجة والمتألقة .. والشواهد في هذا الصدد معلنة وصريحة ولكنها آثرت الوداع والانسحاب بكل هدوء وبعيدا عن الضجيج والذي تعودناه أبدا من هذا القطاع الذي تكمم فيه الأفواه ويتعرض أصحابه إلى المحاسبة والإقصاء فيختارون الخروج من هذا الميدان بأقل الخسائر .. وفي هذه السياسة المعتمة ضاعت العديد من الأسماء البارعة وضاعت الكثير من حقوقهم المادية والأدبية وغابت الاتجاهات الإعلامية عن طرح الحلول وكشف ما يدور من منغصات وغموض ..! .. ومادام أن الرئيس المجتهد عمر المهنا استطاع هذه المرة أن يزرع الثقة من جديد في الجهاز (التحكيمي) ويدعمه بالتأهيل المبكر ويمنح الفرصة للمبدعين في فريقه كخليل جلال وعبدالرحمن العمري واحتواء النجم القادم فهد المرداسي والمبدع مرعي العواجي وغيرهم من الأسماء القادمة والقادرة على إثبات جدارتها وحضورها اللافت في دوري هذا العام والذي يحتاج – فعلا – من لجنة المهنا الرئيسية الوقوف مع طموحهم وتطلعاتهم وحمايتهم من التصريحات اللاهبة والمغرضة وتكثيف الجوانب الفنية والمعرفية والبدنية والمعنوية بشكل دائم ومستمر ومنحهم المزيد من التطوير والتأهيل والدورات واطلاعهم على الجانب المتميز والمبهر في ميدان (التحكيم) الناجح خارج الوطن والأهم هو العمل على حفظ الحقوق المادية المهدرة وتعزيزها بنصف ما يمنح للحكم الأجنبي الذي يعتبر من الأرقام الصعبة التي تأخذ حقوقها كاملة .. زد على ذلك توخي العدالة الواضحة في توزيع اللقاءات بين منظومة (الحكام) والالتفات لكل للمبدعين على مستوى المملكة بعيدا عن المناطقية والعواطف والمجاملات حتى تستقيم الأمور وتتوهج وتتواصل ديمومة الإبداعات لدى هذه الشريحة الوطنية التي تحملت التهميش والتجاهل والنسيان من لدن المعنيين والمشرفين على مسؤولياتها .. وقد لا ننسى جوانب الاكتشافات للمواهب العريضة في ميدان (التحكيم) التي تكتظ بهم مدن ومحافظات الوطن من خلال مراقبتها والاهتمام بها وإقناعها في الدخول في التجارب الرسمية عبر فروع اللجان المختلفة والمنتشرة في كامل تقاطعات المدن الرئيسية .. والتي أظنها بحق ستعزز مسيرة الركض الحالم للجنتنا (التحكيمية) والحريصة على تطوير أدواتها ومواكبة الطموحات التي تتطلع نحوها قيادتنا الرياضية وتنتظرها الأوساط الجماهيرية والإعلامية منذ سنوات مضت .. .. وهذا الحديث الصادق والمفتوح حول كتيبتنا (التحكيمية) المتفائلة يجيء من بوابة ما قدمه حكمينا الدوليين خليل جلال في اللقاء الكبير الذي جمع بين الهلال والشباب وكذلك العمري عبدالرحمن الذي قاد لقاء النصر بالأهلي وما واكبها من نجاحات مدهشة وقرارات شجاعة تجعلنا نعيد الحسابات والمعادلات في علاقاتنا مع (حكامنا) المظلومين اللذين واجهوا سيلا من الهجوم والانتقادات الساخنة والغير مبررة من بعض المسؤولين في أنديتنا وجعلوهم منذ عقود الشماعة الأقرب لتبرير الهزائم والخسارات وساند هذه الثقافة الموجعة فريقنا الإعلامي الذي ساهم هو الآخر في التأجيج والارتباك وسحب الثقة من هذا الجهاز الذي لم يجد المرجعية الحقيقية التي تحميه وتحافظ عليه.. .. وفي كل الأحوال .. سيبقى السباق الكروي طويلا وحافل بالكثير من المفاجآت عبر هذا الميدان (التحكيمي) المثير الذي يحتاج بحق إلى المزيد من التوقف والمعالجات والتسليم العميق بالأخطاء والسلبيات والمضي نحو التألق والإبداع والنجاحات مهما بلغت وارتفعت حدة الإحباطات والتحديات ..!!