ألقى فضيلة الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني محاضرة بعنوان (اقرأ) والتي أقيمت على هامش الفعاليات الثقافية لمعرض جامعة طيبة الدولي للكتاب والمعلومات الثالث بمقر المعرض. وفي بداية المحاضرة وجه الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني شكره وتقديره لجامعة طيبة على إقامة مثل هذه المعارض التي تنشر المعرفة وترتقي بالمجتمع . وعبّر فضيلته عن استيائه من عدم إقبال الأمة الإسلامية على القراءة بعد أن جال علماؤها الأرض ينشرون العلوم والمعارف في أوائل قرون الإسلام، واستشهد فضيلته بتجربتي اليابان والصين اللتين اعتادا شعبهما على القراءة والتعلّم حتى حققوا النجاحات وفرضوا أنفسهم على العالم في مختلف المجالات الصناعية والهندسية والمعرفية . واستطرد فضيلته الحديث عن الحضارة الربانية والتي يرتقي بها العلم في بلاد المسلمين ، غير أنها واجهت انتكاساً وإفلاساً في الخُلق والدين وباقي أمور الحياة عندما أحجم العرب المسلمين عن القراءة حتى تغلغلت الأميّة والجهل وتحققت المقولة بأن العرب أمةٌ لا تقرأ .كما أشار فضيلة الشيخ سعيد بن مسفر إلى عظمة العلماء وكيف أن الله تعالى قد استشهد بهم في كتابه الكريم بقوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وذلك في دليلٍ على أهمية العلم ودعوة صريحة من الله عز وجل إلى القراءة والتعلّم ونشر العلوم والمعارف. واستنهض فضيلته الهمم برقي المجتمع وأنه مرهون بمدى تعلّم أفراده ومدى اهتمامهم بالقراءة وتطوير أنفسهم في شتى العلوم والمعارف ، حيث أشار في حديثه إلى أن القراءة تبقى علاجاً للأخلاق وتقوّي روافد المعرفة وتنهض بحضارة المجتمع كما نهضت بحضارات سابقة شهدها التاريخ على مر العصور والقرون . وتساءل فضيلته عن القارئ في أيامنا هذه ، مشيراً إلى أنه تنوّع الناس في هذا الزمان تجاه شغفهم بالقراءة ، فمنهم الأميّ الذي لا يكتب ولا يقرأ ، ومنهم من لم يتفرّغ للقراءة ويتعذّرون بمشاغل الحياة العامة ، ومنهم من يتباهون بقراءتهم وهم من وصفهم فضيلته بالمفلسين ، ومنهم من أضاع وقته في قراءة مالا يدركه بعقله أو مالا يعود على مجتمعه بالنفع والتعلّم، موضّحا فضيلته بأنه ينبغي على المسلم أن يتخيّر قراءة ما يفيده في دينه وحياته ومجتمعه . بالإضافة إلى أن هناك أولويات لقراءة تبدأ بالقرآن الكريم ثم السنة النبوية ، ثم كتب التفسير والفقه والعقيدة حتى يكون لدى المسلم ثقافة دينية تحصّنه مما يقرأ من العلوم الأخرى والتي تشكل خطراً على عقيدته .ودعا فضيلته في ختام حديثه إلى المثابرة والجدّ في القراءة لمواجهة التغريب الفكري الذي تتعرض له الأمة الإسلامية ، ونشر الوعي لدى المجتمع بأن القراءة هي أفضل وأقوى سلاح فكري يتسلّح به المجتمع ضد أمواج الجهل والضلال التي أودت بالأمم السابقة . وممتدحاً فضيلته في الوقت نفسه بأن مجتمعنا لديه الرغبة في التعلّم والقراءة والنهل من العلوم والمعارف ، مستدلاّ على كثافة زوار المعرض الذين قدموا للاستماع إلى محاضرته والإطلاع على أجنحة المعرض ودور العرض المختلفة . وفي ختام المحاضرة وُزعت الجوائز على الفائزين و الفائزات في المسابقة التي أقامتها اللجنة التنظيمية للمعرض على الحضور، كما تَسلّم فضيلته درعا تذكاريا من جامعة طيبة قدمه وكيل الجامعة للتطوير والجودة الأستاذ الدكتور محروس بن أحمد غبّان ، إضافة إلى هدية تذكارية تسّلمها فضيلته من عميد شؤون المكتبات رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الدكتور مصطفى بن عمر حلبي.