بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار تحركاً يهدف إلى التخطيط المبكر لمخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي سواء للتخصصات السياحية أو التخصصات المطلوبة لقطاع السياحة من شأنه توفير فرص عمل مستقبلية في قطاع السياحة قد يصل إلى مليوني وظيفة عمل مباشرة وغير مباشرة في غضون العشر سنوات القادمة. وقال مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية "تكامل" في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور عبدالله الوشيل في تصريح له أمس إن الهيئة ممثلة بمشروع "تكامل" قامت بعقد سلسلة من اللقاءات مع كبار مسؤولي الشركات الأم للفنادق العالمية التي قدمت للعمل في السعودية بغرض التنسيق مع الهيئة حول إعداد خطط وبرامج لاستقطاب الموارد البشرية الوطنية للاستفادة من فرص العمل التي ستوفرها النهضة الكبيرة في قطاع الخدمات الفندقية في المملكة. وأكد أن التحرك والتخطيط يأتي إدراكاً للنقلة النوعية والكمية بقطاع الإيواء السياحي والخدمات السياحية المتوقع أن تشهدها المملكة العربية في كافة مدنها، خصوصاً مكةالمكرمة، خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث ستُستكمل خلال تلك الفترة كافة المشاريع الفندقية المحيطة بالمنطقة المركزية للحرم المكي الشريف، والتي من المتوقع أن تتجاوز طاقتها الإسيعابية أكثر من (15000) غرفة، وتوفر ما لا يقل عن 20 ألف فرصة عمل في مكة. وأشار إلى أن العديد من شركات تشغيل الفنادق العالمية الأمريكية والأوربية والآسيوية بادرت بحجز مواقع فندقية لها، منها فنادق الفيرمونت والرافلز والتي بدأت التشغيل فعلياً، كما أن عدداً كبيراً من الشركات العالمية الأخرى مثل الهيلتون والراديسون ومجموعة أكور والشيراتون والماريوت وغيرها سوف تبدأ تشغيل فنادقها في كافة مناطق المملكة خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتوقع مدير عام مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية أن يبلغ إجمالي فرص العمل في قطاع الإيواء بحلول عام 2014م نحو (93000) فرصة عمل، سيتاح منها للسعوديين حوالي (57000) فرصة، منها (41000) وظيفة تحتاج إلى تدريب وتأهيل تخصصي. وأضاف أنه تم خلال هذه الاجتماعات مناقشة الاحتياجات من الموارد البشرية على كافة المستويات القيادية والإشرافية والخدمية، كما تم إطلاع مسؤولي هذه الشركات على الجهود التي بذلتها الهيئة من إعداد خطط لتوطين قطاع الإيواء، وإيجاد البنى التحتية للتعليم والتدريب السياحي من خلال عمل المعايير المهنية والحقائب التدريبية لكافة المهن بقطاع الإيواء وبرامج التدريب التي تبنتها الهيئة مع صندوق تنمية الموارد البشرية وشركائها الآخرين من القطاعين العام والخاص، إضافة إلى الاستفادة من برامج دعم التدريب على رأس العمل أو دعم الرواتب للتوظيف المباشر للداخلين الجدد الى سوق العمل من المواطنين وحسب آليات صندوق الموارد البشرية. وقال إنه تم إطلاع مسؤولي شركات الفنادق العالمية على برنامج الإبتعاث في التخصصات السياحية الذي تم بالتعاون بين برنامج خادم الحرمين للإبتعاث الخارجي والهيئة العامة للسياحة والآثار، وتركز النقاش والتخطيط مع مسؤولي هذه الفنادق على استيعاب وتوظيف الخريجين، سواء من برامج الإبتعاث الخارجي على المهن السياحية، أو على التخصصات التي تخدم طبيعة الأعمال الفندقية، مثل المبيعات والتسويق والمحاسبة والموارد البشرية وغيرها. وأشار إلى أنه قد يكون هناك تنسيق وعمل تكاملي مبكر يبدأ بصقل مهارات المبتعثين عن طريق تدريبهم في فنادق تلك الشركات في أمريكا وأوربا وآسيا، وذلك لإكسابهم الخبرات الدولية التي تمكنهم من قيادة قطاع الإيواء في المملكة. يذكر أن قطاع السياحة يعتبر من أكبر القطاعات الاقتصادية توفيراً للفرص الوظيفية، وذلك لاعتمادة بشكل أساس على العنصر البشري، كما أن السياحة توفر طيفاً واسعاً من فرص العمل على كافة المستويات المهاري، وخصوصاً لفئة الشباب. وبنهاية عام 2009م وصل العدد الإجمالي للعاملين في قطاع السياحة (الوظائف المباشرة) وتشمل قطاعات الإيواء والسفر والسياحة والمقاهي والمطاعم والترفية والجذب السياحي والنقل حوالي (457000) منهم (117000) سعودي يمثلون حوالى (26%) من إجمالي العاملين في قطاع السياحة، وتعادل ضعف نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص والتي تقدر بحوالي (12%). يذكر أن قطاع السياحة له تقاطعات عديدة مع جميع القطاعات الإقتصادية الأخرى، مما ينتج عنه توفير فرص عمل سياحية غير مباشرة، وفي حال إحتساب الوظائف غير المباشرة، فإن عدد العاملين بقطاع السياحة سيبلغ أكثر من مليون فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد العاملين في الاقتصاد السياحي السعودي في السنوات العشر القادمة ليصل إلى أكثر من 2 مليوني عامل. الجدير بالذكر أن هناك تحولاً ايجابياً بين الشباب نحو العمل في القطاعات السياحية، ولا يزال العمل جارياً مع المنشآت المعنية بتوفير بيئة عمل جاذبة ومحفزة لاستقطاب وابقاء المواطنين للعمل في قطاع الإيواء. ومن أبرز المحفزات للعمل في هذا القطاع، وجود فرصة ثمينة للداخلين الجدد للترقي إلى مناصب قيادية لسد الاحتياجات المستقبلية من القيادات الوطنية، إضافة إلى توفير هذا القطاع لفرصة العمل بمختلف دول العالم لاكتساب الخبرة والوصول الى مناصب قيادية عليا.