بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار تحركا يهدف إلى التخطيط المبكر لمخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي سواء للتخصصات السياحية أو التخصصات المطلوبة لقطاع السياحة من شأنه توفير فرص عمل مستقبلية في قطاع السياحة قد يصل إلى مليوني وظيفة عمل مباشرة وغير مباشرة في غضون العشرة أعوام القادمة. وقال المدير العام للمشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل» في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور عبدالله الوشيل «إن الهيئة ممثلة بمشروع «تكامل» عقدت سلسلة من اللقاءات مع كبار مسؤولي الشركات الأم للفنادق العالمية التي قدمت للعمل في المملكة بغرض التنسيق مع الهيئة حول إعداد خطط وبرامج لاستقطاب الموارد البشرية الوطنية للاستفادة من فرص العمل التي ستوفرها النهضة الكبيرة في قطاع الخدمات الفندقية في المملكة»، مؤكدا أن قطاع السياحة من أكبر القطاعات الاقتصادية توفيرا للفرص الوظيفية لاعتماده بشكل أساس على العنصر البشري وتوفيره كثيرا من فرص العمل على كل المستويات وخصوصا لفئة الشباب. وذكر أنه سيكون هناك تنسيق وعمل تكاملي مبكر يبدأ بصقل مهارات المبتعثين عن طريق تدريبهم في فنادق تلك الشركات في أمريكا وأوروبا وآسيا وذلك لإكسابهم الخبرات الدولية التي تمكنهم من قيادة قطاع الإيواء في المملكة، فيما وصل العدد الإجمالي للعاملين في قطاعات السياحة بنهاية العام الماضي، ومنها الإيواء والسفر والسياحة والمقاهي والمطاعم والترفيه والجذب السياحي والنقل نحو 457 ألفا، منهم 117 ألف سعودي يمثلون نحو 26 % من إجمالي العاملين في قطاع السياحة وتعادل ضعف نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص والتي تقدر بنحو 12 %. وأشار إلى أن التحرك والتخطيط يأتي إدراكا للنقلة النوعية والكمية بقطاع الإيواء السياحي والخدمات السياحية المتوقع أن تشهدها المملكة في كل مدنها، خصوصا مكةالمكرمة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، حيث ستستكمل خلال تلك الفترة كل المشاريع الفندقية المحيطة بالمنطقة المركزية للحرم المكي الشريف والتي من المتوقع أن تتجاوز طاقتها الاستيعابية أكثر من 15 ألف غرفة وتوفر ما لا يقل عن 20 ألف فرصة عمل في مكة. وأوضح أن العديد من شركات تشغيل الفنادق العالمية الأمريكية والأوروبية والآسيوية بادرت بحجز مواقع فندقية لها، منها فنادق الفيرمونت والرافلز والتي بدأت التشغيل فعليا، كما أن عددا كبيرا من الشركات العالمية الأخرى مثل الهيلتون والراديسون ومجموعة أكور والشيراتون والماريوت وغيرها ستبدأ تشغيل فنادقها في كل مناطق المملكة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وتوقع المدير العام للمشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية أن يبلغ إجمالي فرص العمل في قطاع الإيواء بحلول عام 2014م نحو 93 ألف فرصة عمل، سيتاح منها للسعوديين نحو 57 ألف فرصة، منها 41 ألف وظيفة تحتاج إلى تدريب وتأهيل تخصصي. وأضاف أنه تم خلال هذه الاجتماعات مناقشة الحاجات من الموارد البشرية على كل المستويات القيادية والإشرافية والخدمية، كما تم اطلاع مسؤولي هذه الشركات على الجهود التي بذلتها الهيئة، من إعداد خطط لتوطين قطاع الإيواء، وإيجاد البنى التحتية للتعليم والتدريب السياحي من خلال عمل المعايير المهنية والحقائب التدريبية لكل المهن بقطاع الإيواء وبرامج التدريب التي تبنتها الهيئة مع صندوق تنمية الموارد البشرية وشركائها الآخرين من القطاعين العام والخاص إضافة إلى الاستفادة من برامج دعم التدريب على رأس العمل أو دعم الرواتب للتوظيف المباشر للداخلين الجدد إلى سوق العمل من المواطنين وحسب آليات صندوق الموارد البشرية. وقال إنه تم اطلاع مسؤولي شركات الفنادق العالمية على برنامج الابتعاث في التخصصات السياحية الذي تم بالتعاون بين برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي والهيئة العامة للسياحة والآثار وتركز النقاش والتخطيط مع مسؤولي هذه الفنادق على استيعاب وتوظيف الخريجين سواء من برامج الابتعاث الخارجي على المهن السياحية أو على التخصصات التي تخدم طبيعة الأعمال الفندقية مثل المبيعات والتسويق والمحاسبة والموارد البشرية وغيرها .