يتنامى دور قطاع السياحة المحلية في تشغيل الشباب السعودي عاماً بعد آخر ، حيث أصبحت السياحة صناعة ذات مردود ايجابي من خلال ماتقدمه من فرص عمل مغرية في الكثير من المجالات الخدمية. وقد توقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن يتضاعف عدد العاملين في الاقتصاد السياحي السعودي في السنوات العشر المقبلة ليصل إلى أكثر من 2 مليون عامل في مختلف التخصصات ، وساهم التحول الايجابي بين الشباب نحو العمل في القطاعات السياحية في تحفيز الكثير من الكوادر للالتحاق بالعمل في هذا القطاع الناهض ، ولا يزال العمل جارياً من قبل الهيئة مع المنشآت المعنية بتوفير بيئة عمل جاذبة ومحفزة لاستقطاب وإبقاء المواطنين للعمل في قطاع الإيواء والذي يعد القطاع الأكثر جذباً للشباب في الوقت الراهن ويدعم صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار هذا التوجه .. وإذا مانظرنا الى مايوفره قطاع السياحة المحلية من فرص عمل وبخاصة في دور الإيواء السياحي بكافة فئاتها ودرجاتها نجد أنه القطاع الاكثر استيعاباً للكوادر الشابة ويزيد استيعابه عاماً بعد آخر في ظل ماتشهده المحافظة من نمو سياحي مطرد، ورغبة الكثير من المستثمرين الاستفادة من نمو قطاع الخدمات بإقامة المزيد من المشروعات السكنية السياحية والتي تحقق لهم ايرادات مغرية .. ويشير شريحة من العاملين في هذا المجال إلى أن من أبرز المحفزات للعمل في هذا القطاع وجود فرصة ثمينة للداخلين الجدد للترقي إلى مناصب قيادية لسد الاحتياجات المستقبلية من القيادات الوطنية ، إضافة إلى توفير هذا القطاع لفرصة العمل بمختلف دول العالم من خلال الفنادق العالمية الكبرى لاكتساب الخبرة والوصول إلى مناصب قيادية عليا .. وقد بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار تحركاً يهدف إلى التخطيط المبكر لمخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي سواء للتخصصات السياحية أو التخصصات المطلوبة لقطاع السياحة من شأنه توفير فرص عمل مستقبلية في قطاع السياحة من خلال وظائف العمل المباشرة وغير المباشرة خلال السنوات المقبلة ان شاء الله .. وكشف مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية (تكامل) في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور عبدالله الوشيل إن الهيئة ممثلة بمشروع (تكامل) قامت بعقد سلسلة من اللقاءات مع كبار مسؤولي الشركات الأم للفنادق العالمية التي قدمت للعمل في المملكة بغرض التنسيق مع الهيئة حول إعداد خطط وبرامج لاستقطاب الموارد البشرية الوطنية للاستفادة من فرص العمل التي ستوفرها النهضة الكبيرة في قطاع الخدمات الفندقية في المملكة .. وأكد أن التحرك والتخطيط يأتي إدراكاً للنقلة النوعية والكمية بقطاع الإيواء السياحي والخدمات السياحية المتوقع أن تشهدها المملكة العربية في كافة مدنها خصوصاً مكةالمكرمة خلال السنوات الثلاث المقبلة حيث ستُستكمل خلال تلك الفترة كافة المشاريع الفندقية المحيطة بالمنطقة المركزية للحرم المكي الشريف والتي من المتوقع أن تتجاوز طاقتها الاستيعابية أكثر من 15 ألف غرفة وتوفر ما لا يقل عن 20 ألف فرصة عمل في مكةالمكرمة ان شاء الله .. وأبان أن العديد من شركات تشغيل الفنادق العالمية الأمريكية والأوربية والآسيوية بادرت بحجز مواقع فندقية لها منها فنادق الفيرمونت والرافلز والتي بدأت التشغيل فعلياً كما أن عدداً كبيراً من الشركات العالمية الأخرى مثل الهيلتون والراديسون ومجموعة أكور والشيراتون والماريوت وغيرها ستبدأ تشغيل فنادقها في كافة مناطق المملكة خلال السنوات الثلاث المقبلة متوقعاً أن يبلغ إجمالي فرص العمل في قطاع الإيواء بحلول عام 2014م نحو 93 ألف فرصة عمل سيتاح منها للسعوديين حوالي 57 ألف فرصة عمل منها 41 ألف وظيفة تحتاج إلى تدريب وتأهيل تخصصي وهذا ماتعمل الهيئة على توفيره بإذن الله .. وأضاف أنه تم خلال هذه الاجتماعات مناقشة الاحتياجات من الموارد البشرية على كافة المستويات القيادية والإشرافية والخدمية كما تم إطلاع مسؤولي هذه الشركات على الجهود التي بذلتها الهيئة من إعداد خطط لتوطين قطاع الإيواء ، وإيجاد البنى التحتية للتعليم والتدريب السياحي من خلال عمل المعايير المهنية ، والحقائب التدريبية لكافة المهن بقطاع الإيواء ، وبرامج التدريب التي تبنتها الهيئة مع صندوق تنمية الموارد البشرية وشركائها الآخرين من القطاعين العام والخاص ، إضافة إلى الاستفادة من برامج دعم التدريب على رأس العمل أو دعم الرواتب للتوظيف المباشر للداخلين الجدد إلى سوق العمل من المواطنين وحسب آليات صندوق الموارد البشرية .. واستطرد أنه تم إطلاع مسؤولي شركات الفنادق العالمية على برنامج الابتعاث في التخصصات السياحية الذي تم بالتعاون بين برنامج خادم الحرمين للإبتعاث الخارجي والهيئة العامة للسياحة والآثار ، وتركز النقاش والتخطيط مع مسؤولي هذه الفنادق على استيعاب وتوظيف الخريجين سواء من برامج الابتعاث الخارجي على المهن السياحية أو على التخصصات التي تخدم طبيعة الأعمال الفندقية مثل المبيعات والتسويق والمحاسبة والموارد البشرية وغيرها مبيناً أنه قد يكون هناك تنسيق وعمل تكاملي مبكر يبدأ بصقل مهارات المبتعثين عن طريق تدريبهم في فنادق تلك الشركات في أمريكا وأوربا وآسيا وذلك لإكسابهم الخبرات الدولية التي تمكنهم من قيادة قطاع الإيواء في المملكة .. يذكر أن قطاع السياحة يعتبر من أكبر القطاعات الاقتصادية توفيراً للفرص الوظيفية لاعتماده بشكل أساس على العنصر البشري وتوفر طيفاً واسعاً من فرص العمل على كافة المستويات المهارية وخصوصاً لفئة الشباب .. وبنهاية عام 2009م وصل العدد الإجمالي للعاملين في قطاع السياحة من خلال الوظائف المباشرة بقطاعات الإيواء والسفر والسياحة والمقاهي والمطاعم والترفية والجذب السياحي والنقل حوالي 457 ألف عامل منهم 117 ألف سعودي ، يمثلون حوالي 26 في المائة من إجمالي العاملين في قطاع السياحة ، وتعادل ضعف نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص والتي تقدر بحوالي 12 في المائة .. وساعدت العلاقة بين قطاع السياحة مع القطاعات الاقتصادية الأخرى في توفير فرص عمل سياحية غير مباشرة ، وفي حال احتساب الوظائف غير المباشرة فإن عدد العاملين بقطاع السياحة سيبلغ أكثر من مليون فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة وهو رقم مرتفع ومبشر للكوادر الشابة الباحثة عن فرص عمل بهذا القطاع الحيوي والنشط .. أحد الفنادق الحديثة في وسط محافظة الطائف قطاع الخدمات الفندقية يوفر العديد من فرص العمل للشباب