اشتبك مؤيدون للحكومة اليمنية مسلحين بالهراوات والخناجر مع محتجين مناهضين لها في العاصمة اليمنية الأربعاء وخرج الاشتباك عن نطاق سيطرة الشرطة. ولم تتمكن الشرطة اليمنية من الفصل بين الجانبين بعد تجمع المحتجين للمشاركة في مظاهرة بجامعة صنعاء للمطالبة باستقالة الرئيس علي عبد الله صالح وهو حليف للولايات المتحدة في محاربة تنظيم القاعدة والذي يحكم البلاد منذ أكثر من 30 عاما . وهاجم مئات من أنصار صالح المحتجين الذين سارعوا بالفرار. وقال مراسل لرويترز إن طالبا أصيب. وظهر عدة مئات من الطلبة المتظاهرين من داخل الجامعة لمحاولة استئناف التجمع الحاشد. وعندما حبستهم الشرطة داخل الحرم الجامعي بدأوا يلقون حجارة على أنصار الحكومة من بوابات الجامعة. والى ليبيا قال شاهد عيان وصحيفة محلية إن مئات من الغاضبين لاعتقال ناشط حقوقي اشتبكوا مع الشرطة ومؤيدين للحكومة بمدينة بنغازي في شرق ليبيا مما أسفر عن إصابة 14 شخصا. ومن جانبه قال التلفزيون الليبي إن هناك مسيرات مؤيدة للقذافي تجوب أنحاء البلاد. وتشير التقارير من بنغازي الواقعة على بعد نحو ألف كيلومتر إلى الشرق من العاصمة الليبية إلى أن المدينة هادئة الآن لكن محتجين مسلحين بحجارة وقنابل حارقة أضرموا النار في سيارات الليلة قبل الماضية واشتبكوا مع الشرطة. وجاء في الطبعة الإلكترونية لصحيفة قورينا الليبية الخاصة التي يقع مقرها في بنغازي أن 14 شخصا أصيبوا في الاشتباكات منهم عشرة من أفراد الشرطة. وقالت إنه لا توجد حالات خطيرة بين المصابين. وقال أحد سكان بنغازي في اتصال أجرته رويترز إن المشاركين في الاحتجاج أقارب نزلاء بسجن أبو سليم في طرابلس والذي يوضع به عادة المعتقلون من المتشددين الإسلاميين والمعارضين للحكومة. وقال شاهد طلب عدم ذكر اسمه "الليلة الماضية كانت ليلة سيئة." وفي خطوة ربما تمثل تنازلا أمام المحتجين قال نشط حقوقي لرويترز إن ليبيا ستفرج عن 110 أشخاص من الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة من سجن أبو سليم في وقت لاحق. وأفرج عن عشرات من المتهمين بالعضوية في هذه الجماعة منذ العام الماضي عندما نبذ زعماؤها العنف. وأظهر التلفزيون الرسمي لقطات لتجمع لمؤيدي الحكومة في العاصمة طرابلس. وفي سوريا قال ناشطون في مجال حقوق الانسان ان السلطات السورية أفرجت عن اسلامي يبلغ من العمر 72 عاما أضرب عن الطعام منذ أن القي القبض عليه قبل 11 يوما لدعوته الى احتجاجات حاشدة على غرار تلك التي حدثت في مصر. واضافوا أن غسان النجار -وهو مهندس قضى 12 عاما كسجين سياسي لانتمائه الى جماعة الاخوان المسلمين قبل عقدين- اطلق سراحه بعد ان مكث ثلاثة ايام في المستشفى. وقال ناشط حقوقي اتصل بالنجار بعد الافراج عنه "صحته تدهورت. النجار يعاني مرضا في القلب ويبدو انهم لم يريدوا له أن يموت في السجن." واضاف الناشط قائلا "الشيء الوحيد الذي قاله على الهاتف هو انه على قيد الحياة." ووجه النجار -الذي يقيم في حلب ثاني اكبر مدينة في سوريا- دعوة عبر الانترنت إلي مظاهرات حاشدة في الساحات العامة بعد صلاة الجمعة في الرابع من فبراير شباط للاحتجاج على الحكومة التي يسيطر عليها حزب البعث على مدى الخمسين عاما الماضية. وجرى تشديد اجراءات الامن ولم تحدث أي احتجاجات. وانتقدت شخصية معارضة اخرى النجار لتوجيه نداء الاحتجاج بلهجة دينية في مجتمع به الكثير من الطوائف والجماعات العرقية. وكثفت السلطات السورية حملة مستمرة منذ وقت طويل لاعتقال المنشقين وشخصيات المعارضة بعد الاحتجاجات الحاشدة التي اطاحت بحاكمي تونس في الشهر الماضي ومصر في الاسبوع الماضي. وكانت الملوحي قد القي القبض عليها في 2009 بينما كان عمرها 18 عاما. وقالت الولاياتالمتحدة ان الملوحي -التي كتبت ايضا مقالات تطلب من الرئيس الامريكي باراك اوباما دعم القضية الفلسطينية- يتعين اطلاق سراحها وان الاتهامات المتصلة بالتجسس الموجهة اليها لا اساس لها. وفي قضية منفصلة اصدرت محكمة لامن الدولة الشهر الماضي حكما بالسجن لاكثر من سبع سنوات على عباس عباس -وهو يساري عمره 69 عاما قضى بالفعل 15 عاما كسجين سياسي- بتهمة "اضعاف الشعور القومي". وقلل الرئيس السوري بشار الاسد من احتمالات امتداد الانتفاضة السياسية في العالم العربي الى سوريا. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني -الذي زار دمشق هذا الاسبوع- ان الاسد أبلغه ان الازمة في مصر اثارها "التباعد الواسع بين الحكومة والشعب" على عكس الوضع في سوريا.