قالت أنباء صحفية ليبية إن مئات المتظاهرين اشتبكوا امس مع الشرطة ومؤيدين للحكومة بمدينة بنغازي في شرق ليبيا مما أسفر عن إصابة 38 شخصا. ويندر حدوث مثل هذه الاحتجاجات في ليبيا التي يحكمها الزعيم معمر القذافي منذ أكثر من 40 عاما. ومن جانبه قال التلفزيون الليبي إن هناك مسيرات مؤيدة للقذافي تجوب أنحاء البلاد. وتشير التقارير من بنغازي الواقعة على بعد نحو ألف كيلومتر إلى الشرق من العاصمة الليبية إلى أن المدينة هادئة الآن، لكن محتجين مسلحين بحجارة وقنابل حارقة أضرموا النار في سيارات الليلة الماضية واشتبكوا مع الشرطة. وجاء في الطبعة الإلكترونية لصحيفة قورينا الليبية الخاصة التي يقع مقرها في بنغازي أن 14 شخصا أصيبوا في الاشتباكات منهم عشرة من أفراد الشرطة. وقالت إنه لا توجد حالات خطيرة بين المصابين. وقال أحد سكان بنغازي في اتصال أجرته رويترز إن المشاركين في الاحتجاج أقارب نزلاء بسجن أبو سليم في طرابلس والذي يوضع به عادة المعتقلون من المتشددين الإسلاميين والمعارضين للحكومة. وأضاف شاهد عيان «كان هناك نحو 500 أو 600 شخص وتوجهوا إلى اللجنة الثورية (مقر الإدارة المحلية) وحاولوا دخولها اكثر من مرة. وتظهر تقارير من بنغازي أن سبب الاضطرابات إلقاء القبض على رجل يدعى فتحي تربل وهو نشط في مجال حقوق الإنسان كان يعمل مع أسر المحتجزين في سجن ابو سليم بطرابلس. ويضم هذا السجن معارضين للحكومة ومتشددين إسلاميين وشهد اشتباكات عنيفة في يونيو حزيران عام 1996 قتل خلالها ألف سجين بالرصاص. وقالت صحيفة قورينا إن أقارب نزلاء في السجن تجمهروا أمام مبنى مديرية أمن بنغازي مطالبين بالإفراج عن تربل الليلة الماضية. وأضافت أن مسؤولا محليا وافق على الإفراج عنه لكن المحتجين توجهوا إلى ميدان الشجرة حيث اشتبكوا مع أفراد الشرطة ومؤيدين للحكومة. من جهة أخرى أفرجت الحكومة الليبية امس الأربعاء عن 110 شخصا معتقلين لانتمائهم لجماعة متشددة محظورة. وقال محمد طرنيش رئيس جمعية حقوق الإنسان في ليبيا لرويترز إن المعتقلين هم آخر أفراد من الجماعة المحظورة مازالوا محتجزين وإنه تم إطلاق سراحهم من سجن أبو سليم في طرابلس.