وقعت مواجهات في مدينة بنغازي الليبية, في ساحة عمر المختار وقرب جامع جمال عبدالناصر. وقال شهود عيان إن المحتجين قذفوا مساء أمس الثلاثاء الشرطة بالحجارة كرد فعل على اعتقال أحد نشطاء حقوق الإنسان، وردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز والرصاص المطاطي، مما اسفر عن وقوع إصابات قدرتها مصادر طبية بنحو 38. وقالت "هيئة الإذاعة البريطانية" إن السلطات الليبية لم تصدر بعد أي بيان رسمي حول هذه الاحتجاجات. وكانت دعوات قد انطلقت على الإنترنت لتنظيم مظاهرات في ليبيا يوم الخميس. وقال شهود عيان إن المتظاهرين رددوا شعارات تطالب باستقالة رئيس الوزراء بغدادي المحمودي، ولوحظ أن الشعارات لم تمس العقيد معمر القذافي الذي يحكم البلد منذ أربعين سنة. ويستخدم نشطاء المعارضة الليبيون شبكات التواصل الاجتماعي للدعوة إلى تصعيد الاحتجاجات يوم الخميس. وقال شهود عيان إن الآلاف تظاهروا مساء الثلاثاء إثر اعتقال محام مشهور بانتقاده للحكومة الليبية، وتبين فيما بعد أنه تم الإفراج عنه، لكن المظاهرات استمرت رغم ذلك. ولم تتطرق وكالة الأنباء الحكومية الليبية إلى الاحتجاجات، بينما ذكرت أن مؤيدي الرئيس الليبي معمر القذافي تظاهروا في مدينتي طرابلس وبنغازي. وقال شاهد عيان في اتصال أن عدداً من الليبيين تجمعوا عند الساعة السابعة مساء الثلاثاء أمام مديرية الأمن في بنغازي، وأضاف الكاتب والناشط إدريس المسماري أن المتظاهرين أطلقوا شعارات "سلمية سلمية" و"نطالب بالإصلاح نطالب بالتغيير". وتابع قائلاً إن مجموعة من الملثمين هاجموا المتظاهرين الذين استطاعوا التغلب عليهم، قبل أن تستخدم الشرطة المياه والهراوات وتتمكن من تفريقهم بالقوة. كما أكد أن الناشط الحقوقي الليبي محمد مخلوف أن قوات الأمن الليبية اعتقلت المسماري بعد وقت قصير من حديث تليفزيوني, موضحاً أن المظاهرة التي شهدتها بنغازي كانت للمطالبة بإطلاق سراح المحامي فتحي تربل والمدون فرج الشراني، اللذين أطلق سراحهما بالفعل في وقت متأخر يوم الثلاثاء حسب ما ذكر مخلوف. وقد أفادت منظمة حقوقية في ليبيا بنية السلطات الإفراج عن 110 معتقلين من تنظيم "الحركة الإسلامية المقاتلة"، وقالت الأنباء إنه سيتم الإفراح عن المعتقلين من سجن بوسليم في طرابلس. وكان المئات من أعضاء الجماعة قد أفرج عنهم من هذا السجن بعد مبادرة العام الماضي لنبذ العنف. يشار إلى أن فتحي تربل هو منسق مجموعة أهالي ضحايا أحداث سجن بوسليم الذي قتل فيه عدد كبير من السجناء في عام 1996. وتقول منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن 1200 سجين على الأقل قتلوا برصاص قوى الأمن في إطلاق نار في سجن بوسليم في 1996 في ظروف ما زالت غير واضحة. وتطالب عائلاتهم التي يتحدر كثير منها من بنغازي, منذ سنوات بإلقاء الضوء على هذه "المجزرة" وتحقيق العدالة.