اشتبك مئات من الغاضبين لاعتقال ناشط حقوقي مع الشرطة ومؤيدين للحكومة بمدينة بنغازي في شرق ليبيا. وتشير التقارير من بنغازي الواقعة على بعد نحو ألف كيلومتر إلى الشرق من العاصمة الليبية طرابلس إلى أن المدينة هادئة الآن لكن محتجين مسلحين بحجارة وقنابل حارقة كانوا قد أضرموا النار في سيارات واشتبكوا مع الشرطة مساء أول من أمس. وشعر المحتجون بالغضب لإلقاء القبض على الناشط في مجال حقوق الإنسان فتحي تربل وطالبوا بالإفراج عنه. واستخدم معارضو القذافي موقع فيسبوك على الإنترنت لدعوة الناس للخروج إلى الشوارع في أنحاء ليبيا اليوم لما وصفوه بأنه "يوم غضب". ونقلت صحيفة "قورينا" الليبية الخاصة التي يقع مقرها في بنغازي عن عبد الكريم جبيلي وهو مدير مستشفى محلي أن 38 شخصا أصيبوا بجروح في الاشتباكات معظمهم من قوات الأمن. وأضاف أنهم غادروا المستشفى كلهم. وقال أحد سكان بنغازي في اتصال هاتفي "الليلة الماضية كانت ليلة سيئة." وأضاف "كان هناك نحو 500 أو 600 شخص وتوجهوا إلى اللجنة الثورية (مقر الإدارة المحلية)... وحاولوا دخولها وألقوا عليها الحجارة". وتابع "الوضع هادئ الآن. المصارف مفتوحة والتلاميذ توجهوا إلى مدارسهم". وينتمي كثيرون من بين مئات الأشخاص الذين سجنوا في ليبيا خلال العقد الماضي لعضويتهم في جماعات إسلامية محظورة إلى بنغازي. وقال محلل إن من غير المرجح أن الاضطراب سيمتد إلى أنحاء البلاد لكن العنف في بنغازي قد يؤدي إلى ارتفاع عدد المشاركين في الاحتجاجات المقررة اليوم. وقال الخبير في شؤون ليبيا في مركز استشارات ميناس اسوشييتس تشارلز جردون "جادلنا دائما بأن ليبيا تختلف كثيرا عن تونس ومصر لأن لديها المال لرشوة الشعب". لكنه أضاف "الكثير سيعتمد على مدى قسوة قوات الأمن". وعرض التلفزيون الليبي مشاهد من مسيرة لمؤيدي الحكومة في العاصمة الليبية أمس بينما تحدثت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء عن مسيرات مؤيدة للقذافي في مدن أخرى منها بنغازي. وفي خطوة ربما تمثل رد فعل لأحداث بنغازي ستفرج السلطات عن 110 أشخاص من الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة من سجن أبو سليم. وأفرج عن عشرات من المتهمين بالعضوية في هذه الجماعة منذ العام الماضي عندما نبذ زعماؤها العنف. إلى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي ليبيا إلى السماح ب"حرية التعبير" و"تجنب القيام بأي أعمال عنف". وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون "ندعو السلطات إلى الإصغاء لكل الذين يشاركون في الاحتجاجات وما يقوله المجتمع المدني والسماح بحرية التعبير". وأضافت مايا كوسيانجيك "ندعو إلى الهدوء أيضا وتجنب العنف"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي "يتابع الوضع عن كثب".