شهر رمضان من الشهور المعظمة عند الله ففيه نزل القرآن الكريم في ليلة خير من الف شهر.. شهر القرآن والتقرب من الله بالعبادات والطاعات وفعل الخيرات ولكن نرى ان اكثر الاخطاء التي يقعون فيها شبابنا وشاباتنا في هذا الشهر الكريم بدلا من الصلاة والقيام بالاعمال الصالحة، حيث نتعجب ان اكثر شبابنا من اهم البرامج التي يضعونها في جدولهم في الشهر المبارك التسكع في الاسواق والتبرج ومضايقة الفتيات. وقد اظهرت بعض من الفتيات انزعاجهن مما يحدث لهن من مضايقات ومعاكسات في حين تسوقهن وقضاء بعض احتياجهن. حيث قالت الاخت سناء: اندهش عند رؤيتي بعضاً من الشباب مما يفعلونه في الاسواق من اساليب غير مهذبة واستعراضهم بانفسهم امام الفتيات والتلفظ بألفاظ بذيئة ورفع الاغاني بصوت عال اثناء صلاة التراويح والتهجد ، وانا ولله الحمد ملتزمة بحجابي ومع ذلك لا انجو من افعالهم ومضايقتهم، والان اصبح النزول للسوق ولو كان للضرورة مشكلة بالنسبة لي بسب خوفي من تحرش بعض الشباب. اما الأخت دينا فتقول: انا احب التسوق بحيث انزل الى السوق مع صديقاتي ونستمتع بالتسوق معا ولكن الشباب يضايقوننا كثيرا بما ان نكون مجموعة فتيات لا نسلم من اذيتهم وملاحقتهم لنا ، وانا اعتبر مثل هؤلاء الشباب لا حياء لهم واتمنى من الجهات المسؤولة اخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار ووضع قوانين وعواقب لمن يتلذذون بايذاء الفتيات. وتتابع الاخت حنان: لم يقتصر الى هذا الحد المعاكسات ليست في الاسواق فقط، من المحزن ان هذا الجيل بلا وعي بلا غيرة على دينه وقد تعرضت لموقف ذات يوم عند خروجي من مسجد الرسول "صلى الله عليه وسلم" بعد انتهاء صلاة التراويح حيث انني اقف امام مقبرة البقيع بانتظار سيارتي فاذا بشاب يتقدم نحوي يود محادثتي ويغصبني في اخذ الرقم وانا اتجنبه وحاول معي تكرارا الى ان صرخت في وجهه وذهب وهو يضحك ويردد عبارات غريبة، وقفت بصمود ودهشة لجرأة هذا الشاب ولفعلته ماذا حل بأمة محمد اين حرمة الشهر الكريم واين حرمة هذا المكان الطاهر. وقد استطلعنا بعض اراء الشباب لمعرفة ماهو سر تجمعهم بالأسواق وخاصة في رمضان ، بدأ محمد قائلا: الجميع يزدحم ويتجمع في الأسواق وليس فقط فئة الشباب وذلك لقضاء احتياجات العيد، مؤكدا أن الشاب لايتجرأ ويعاكس الا اذا رأى تصرفات من بعض الفتيات بلبس العباءة الضيقة والملونة والضحك بصوت عال وتبادل النظرات والارقام وغيرها، وحينها يبدأ الشاب الاستعراض بسيارته ورفع الصوت حتى يلفت انظارهن، ويؤيد بأن هذا التصرف غير لائق ولكن الفتاة هي من تجبر فعل ذلك وخاصة ان هذا الشهر الوحيد لتجمع الفتيات وعرض ابداعهن بانفسهن. كما يوضح الشاب خالد ان سبب تجمع الشباب في الاسواق هو عدم وجود اماكن خاصة للشباب ليرتادوا اليها فقد يمل الشاب ولا يعرف الى اين يذهب وكيف يقضي وقته ويبين ان السوق يجمع حاجيات الطرفين فمنه يتسلى واضاعة للوقت بالنظر الى العجائب التي تحدث فيها وخاصة في رمضان. ويشاركه الرأي احمد قائلا: الملل وعدم وجود اماكن للجوء اليه ووقت الفراغ الطويل مما يسبب ازدحام الشباب في الاسواق وكثيرا منهم يذهب الى التسوق والتبضع، اما عن مضايقات الفتاة هي من تلفت الانظار بارسال نظرة وابتسامة وطريقة لبسها وعدم احتشامها بقصد جلب الشباب لها. ومن جهته يشير فضيلة الشيخ الدكتور ابراهيم بن عبدالله الدويش ان المسؤولية التامة تقع على الاب في عدم تذكير الابن لعظمة هذا الشهر الفضيل والتي يتضاعف فيها الحسنات والاجر وحثه على فعل الخيرات بتعويد ابنائهم من الصغر على الصيام وفعل الخيرات وتشجيع الأب بصحبتهم للمسجد تارة وبالثناء تارة وبالكلمة الطيبة وبالجوائز بل وتعويدهم على الصدقة وبذل الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين المجاورين. حيث يقول الدكتور: عندما تعطى الطفل الصغير ليوزعه بنفسه للجيران وللفقراء والمساكين وتذكره بالأجر وبفضل هذه الأعمال فإن ذلك ينشئه نشأة صالحة، وقالت إحدى الأمهات لصغيرها بعد أن وزع بعض الأشياء على بيوت الجيران قالت وكان وقت وجبة الغداء قالت له: تغذيت؟ قال نعم تغذيت أجراً !! فنتمنى حقيقة أن يعيش صغارنا مثل هذه المعاني الجميلة التي تربيهم وتنشئهم تنشئة صالحة والأمر كما قال الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه وتقول الربيع بنت معوذ عن صيام عاشوراء "كنا نصومه بعد ونُصوّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن (أي من القطن) فإذا بكى أحدهم على الطعم أعطيناه ذلك (أي اللعبة) حتى يكون عند الإفطار.. أي حتى يُتم صومه ذلك اليوم تُشغله بهذه اللعبة وفي ذلك تمرين لهم. وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الفعل لانه فُعله بحضرته فهو أيضاً من السنن التقريرية عنه صلى الله عليه وآله وسلم، اقتراح لأئمة المساجد للاهتمام بالصغار وتشجيعهم على المحافظة على الصلوات والتبكير للمسجد وتعويدهم على صلاة التراويح. وذلك بأن يعلن إمام المسجد لأهل الحي من أول يوم في رمضان عن رصد عشر جوائز تقل أو تكثر لأحسن عشرة صغار يحافظون على صلاة الجماعة ويبكرون لها ويحافظون على صلاة التراويح أيضاً ومن الجميل مشاركة بعض جماعة المسجد بالتشجيع كبعض التجار بالجوائز القيمة ومشاركة بعض الآباء بطرح بعض المبالغ المالية لشراء جوائز قيمة ولا بأس من تعاون الشباب مع إمام المسجد بمتابعة الصغار أو تكوين لجنة خاصة تتابعهم لتفرز في نهاية الشهر هؤلاء العشرة أو عن العدد الذي يحدد ثم في نهاية الشهر أي في ليلة العيد توزع الجوائز عليهم ولك أن ترى أثر ذلك على الصغار بل والكبار بل والحي كله ولو كان في المسجد لوحة للمثاليين كل شهر لرأيت عجباً من الأبناء والآباء . ويقترح الدكتور باستغلال الشباب في اوقات فراغهم بنشر العلم في القرى والهجر و هذه الفكرة هي أن يتوجه عدد كبير من الشباب إلى القرى والهجر خلال هذا الشهر ليؤموا الناس هناك ولإلقاء الدروس وتوجيه الناس وإرشادهم مبينا ان الجهل هناك عظيم وحيث كثيرا من المسلمين فيها لا يجدون حتى من يصلى بهم . وإن وجدوا أيضاً من يصلى بهم لا يجدون الموجه الذي يبين لهم كثيراً من الأحكام الفقهية التي يحتاجون إليها . وذلك بالتنسيق مع مكاتب الأوقاف لشؤون المساجد والتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد ، موضحا أن وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة بمكاتب الأوقاف وشؤون المساجد قد وضعت مكافأة مالية قدرها 2000 ريال لأولئك الذين يؤمون الناس في تلك المساجد الشاغرة سواء في داخل المدينة أو خارجها. ويقول نتوجه الى الاماكن التي يتجمع فيها الشباب وننصحهم بالطريقة اللبقة وتوجيههم الى استغلال أخر إسبوع من رمضان نريد من الشباب أصحاب السواعد الفتية والعضلات القوية في نهاية كل إسبوع من أسابيع رمضان أن يتوجهوا للقرى والهجر في توزيع الإعانات وإطعام الطعام للمساكين في تلك القرى والهجر وتوعية أهلها، عبر الكلمات، وخطب الجمع، وتوزيع الأشرطة والرسائل نتمنى حقيقة أن نجد من أصحاب الهمم والسواعد الفتية ومن الشباب الإسلامى ومن تعلق قلبه بالجنان ألا يترك اسبوعاً من أسابيع رمضان في هذا الشهر إلا وتنطلق فئات من الشباب محملين بكل خير ولو نظم هذا الأمر أيضاً وخطط له وطرح بقوة ورتب له من قبل وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة بمكاتب الدعوة والجمعيات الخيرية لرأينا شبابنا أفواجاً فإننا نحسن الظن فيهم ولله الحمد والمنة. وقد رأينا كثيراً من نشاطاتهم ولكننا نريد أن نستغل توجه القلوب إلى الله جل وعلا في هذا الشهر المبارك فلا نريد الخمول والكسل والجلوس وتجمعات في الطرق والاسواق وترك هذا الأمر العظيم ونترك المسلمين من أهل القرى والبوادى في جهل عظيم