تتجه الانظار اليوم الثلاثاء الى القمة الكلاسيكية الخاصة بين منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية على ملعب نادي الغرافة في نصف نهائي كأس اسيا الخامسة عشرة لكرة القدم في الدوحة.المنتخبان الياباني والكوري الجنوبي اكدا انهما الافضل في القارة الاسيوية في الاعوام الماضية كما انهما باتا ممثلين ثابتين لها في نهائيات كأس العالم.وحققت كوريا الجنوبية افضل انجاز اسيوي في المونديال حتى الان بوصولها الى نصف النهائي في النسخة التي استضافتها مع اليابان بالذات قبل ان تخسر امام المانيا وتحل رابعة.يتفوق المنتخب الياباني على نظيره الكوري الجنوبي في بطولة كأس اسيا، فتوج بطلا ثلاث مرات اعوام 1992 و2000 و2004 وفرض ذاته مرشحا دائما للقب رغم ان مشاركته فعليا في البطولة تأخرت الى النسخة التاسعة عام 1988 في قطر بالتحديد حين خرج من الدور الاول. كانت اليابان خاضت تصفيات البطولة الرابعة في ايران عام 1968 لكنها فشلت في بلوغ النهائيات، وغابت كذلك عن نهائيات الدورات الخامسة عام 1972 في تايلاند، والسادسة عام 1976 في ايران، والسابعة عام 1980 في الكويت، والثامنة عام 1984 في سنغافورة.اما المنتخب الكوري الجنوبي فما يزال يبحث عن لقب طال انتظاره اذ انه توج بطلا في النسختين الاوليين عامي 1956 و1960 وفشل لاحقا في رفع الكأس رغم انه كان قريبا من في ثلاث مناسبات خسر فيه النهائي، عام 1972 في ايران امام منتخب البلد المضيف 1-2، وعام 1980 امام الكويت صفر-3، وعام 1988 في الدوحة امام السعودية 3-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي صفر-صفر. صحيح ان تاريخ البطولة لم يجميع المنتخبين الياباني والكوري الجنوبي كثيرا حتى الان، فقد التقيا مرتين فقط في نهائياتها، الاولى في النسخة التاسعة في الدوحة وفاز فيها الكوري بهدفين نظيفين ضمن منافسات الدور الاول، والثانية في النسخة العاشرة في اليابان عام 1992 وتعادلا 1-1.وفي مقابل سطوة المنتخب الياباني منذ دورة 1992، سجل المنتخب الكوري الجنوبي تراجعا كبيرا في هذه البطولة فاكتفى بالوصول الى نصف النهائي عام 2000 في لبنان وخرجت امام السعودية، و2007 في جاكرتا وخسرت امام العراق. طريق المنتخبين الى نصف النهائي كان مختلفا، فخاضت اليابان اربع مواجهات ضد منتخبات عربية حتى الان، فتعادلت مع الاردن 1-1 في الثواني القاتلة وتغلبت بصعوبة على سوريا 2-1 واكتسحت السعودية 5-صفر في الدور الاول، ثم عانت كثيرا قبل ان تتغلب على قطر المضيفة في ربع النهائي 3-2 رغم انها لعبت نحو نصعب ساعة بنقص عددي بعد طرد مايا يوشيدا. اما كوريا الجنوبية فتغلبت على البحرين بصعوبة 2-1، ثم تعادلت مع استراليا 1-1 قبل ان تفوز على الهند المتواضعة 4-1 في الدور الاول، وحققت فوزا صعبا على ايران 1-صفر بعد التمديد في ربع النهائي. اسباب كثيرة تجعل مباراة المنتخبين الياباني والكوري الجنوبي قمة خاصة، فانهما من ابرز المرشحين للقب، كما انهما يضمان عددا وافرا من النجوم المحترفين في اوروبا، ويعتمدان معا على السرعة في الاداء والانضباط التكيكي في الدفاع والهجوم.يبرز في المنتخب الكوري المتألق بارك جي سونغ والمدافع الفذ تشا دو ري ولي يونغ راي وكوو جا تشيول وجي دونغ وون، وفي المنتخب الياباني شينجي كاغوا، الذي يتردد عن تلقيه عرضا من مانشستر يونايتد الانكليزي حيث يحترف بارك جي سونغ، وشينجي اوكازاكي وكيسوكي هوندا وماكوتو هاسيبي وياسوهيتو ايندو.مدرب منتخب اليابان الايطالي البرتو زاكيروني رفض مقولة ان «مواجهة اربعة منتخبات عربية في الطريق الى نصف النهائي قد تؤثر سلبا على فريقه امام كوريا الجنوبية». اما مدرب منتخب الصين تشو كوانغ راي فقال «المباراة مع اليابان من المباريات القوية جدا التي سنخوضها، اوافق على ان مستوى منتخب اليابان يتحسن بشكل تدريجي من مباراة الى اخرى، لكن لم اخف ابدا لدى مواجهة اليابان حتى عندما كنت لاعبا». وسبق لزاكيروني ان قاد منتخب اليابان في مواجهة نظيره الكوري الجنوبي في مباراة ودية في اكتوبر الماضي انتهت بالتعادل السلبي.ويعتبر المدرب الايطالي ان «اليابان وكوريا الجنوبية من ابرز القوى في اسيا على صعيد كرة القدم وكل من المنتخبين يملك الاوراق التي تمكنه من الفوز بالمباراة ولذلك اتوقع ان تكون صعبة وقوية جدا».واضاف «يمتاز منتخب كوريا الجنوبية بالسرعة والمهارة وانا احترم قدراته كثيرا، لكنني اركز على فريقي لاننا سنلعب من اجل الفوز للوصول الى المباراة النهائية ومن ثم احراز اللقب». استراليا * اوزبكستان لم يسبق لمنتخبي استراليا او اوزبكستان ان بلغا نهائي كاس اسيا لكرة القدم سابقا كون الاول يشارك في البطولة القارية للمرة الثانية، في حين بدا المنتخب الثاني المشاركة فيها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات.لكن الفرصة متاحة امامهما لخوض مباراة القمة للمرة الاولى عندما يلتقيان اليوم على استاد خليفة الدولي في الدور نصف النهائي من كأس اسيا 2011 المقامة حاليا في الدوحة. سجل المنتخبين في البطولة متشابه، لان الاوزبكي فاز في ثلاث مباريات على قطر الدولة المضيفة 2-صفر، والكويت 2-1، والاردن 2-1 ايضا، في حين تعادل مع الصين 2-2. في المقابل، حقق الاسترالي الفوز في ثلاث مباريات ايضا على الهند 4-صفر، والبحرين 1-صفر، والعراق بالنتيجة ذاتها بعد التمديد في ربع النهائي، بالاضافة الى التعادل مع كوريا الجنوبية القوية 1-1.وضرب المنتخب الاوزبكي، الذي يحتل المركز ال108 في التصنيف العالمي وراء منتخبات مغمورة امثال هايتي وغرينادا وحتى انتيغوا، بقوة في هذه البطولة من خلال بلوغه الدور نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخ مشاركاته.وعلى الرغم من ضمه بعض النجوم امثال ماكسيم شاتكسيخ وسيرفر جباروف افضل لاعب في اسيا عام 2008، فان المنتخب الاوزبكي بقيادة مدربه فاديم ابراموف الذي استلم منصبه في ابريل عام 2010، يعتمد على اللعب الجماعي وموهبة بعض لاعبيه وخبرتهم في الملاعب الاوروبية وتحديدا الروسية والاوكرانية. ويعترف المدرب الاوزبكي بتخوفه من مواجهة المنتخب الاسترالي الذي يملك لاعبوه خبرة في ابرز البطولات الاوروبية وتحديدا الدوري الانكليزي ويقول في هذا الصدد «نجح المنتخب الاسترالي في تخطي عقبة العراق حامل اللقب بفضل خبرة لاعبيه الكبيرة خصوصا بان الاخير فريق قوي». واضاف «ستكون مباراتنا ضد استراليا صعبة للغاية». بيد ان المدرب قلل من اهمية اعتماد استراليا على عامل اللياقة البدنية وقال في هذا الصدد «هذا العامل لا يقلقني على الاطلاق، انه امر ثانوي، عندما تدخل المباراة بذهنية قوية فانك تستطيع الفوز على اي منتخب».وفي سؤال عما اذا كان المنتخب الاوزبكي تخطى الامال التي وضعها ببلوغه نصف النهائي قال المدرب «عندما انطلقت البطولة قلت باننا جئنا لاحراز اللقب، لكن لم يصدقني احد».واكد ابراموف بان حارس المرمى اينياتي نيستيروف والمهاجم الكسندر غينريخ سيتماثلان للشفاء بعض تعرضهما لبعض الكدمات خلال المباراة الاخيرة ضد الاردن.ويعول المدرب الاوزبكي ايضا على صاحب هدفي المباراة ضد الاردن اولوغبيك باكاييف وقال في هذا الصدد «لقد اصبح بطلا قوميا في اوزبكستان بعد تسجيله الهدفين في مرمى الاردن».واضاف «قلت في بداية البطولة باني اعتمد على جميع لاعبي فريقي وان اللاعبين الاحتياطيين لديهم دور كبير يقوموا به خلال هذه البطولة وهذا ما اكده باكاييف ضد الاردن. لقد منحته الفرص واستغلها افضل استغلال».في المقابل، يعود الى صفوف منتخب استراليا جناح بلاكبيرن الانكليزي بريت ايمرتون الذي غاب عن المباراة ضد العراق لوقفه اثر نيله بطاقتين صفراوين في الدور الاول. بيد ان المنتخب الاسترالي تعرض لضربة قوية باصابة لاعب وسطه المؤثر جايسون كولينا في ركبته ولن يتمكن من المشاركة في المباراة ضد اوزبكستان او في اللقاء النهائي في حال نجاح فريقه في تخطي عقبة منتخب وسط اسيا.وكان كولينا خاض المباراتين الاولين لفريقه في البطولة الحالية ضد الهند (4-صفر) وضد كوريا الجنوبية (1-1)، لكنه غاب عن مباراة الجولة الثالثة في الدور الاول ضد البحرين (1-صفر)، ومباراة ربع النهائي ضد العراق في ربع النهائي (1-صفر).واكد الجهاز الفني للمنتخب الاسترالي بان كولينا لن يستبدل باي لاعب اخر وقال مدرب المنتخب الالماني هولغر اوسييك «كنا نامل ان يكون جايسون جاهزا لخوض المباريات المقبلة لكن التقرير الطبي اشار الى عدم قدرته على ان يكون في كامل لياقته البدنية». واضاف «بعد مشاورات مع الجهاز الفني توصلنا الى نتيجة بانه من مصلحة كولينا ان يعود الى استراليا والخضوع لعلاج ركبته».واعرب كولينا (30 عاما) عن خيبة امله من ترك صفوف المنتخب وقال «بالطبع اشعر بخيبة امل لترك زملائي في هذا الوقت من البطولة، لكن للاسف لا استطيع ان اكون في كامل لياقتي البدنية لكي اساعدهم.