كانت الهزيمة أمام سوريا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للبرتغالي جوزيه بيسيرو مدرب منتخبنا السعودي الذي فقد منصبه وأصبح الضحية الأولى بين مدربي المنتخبات المشاركة في كأس اسيا لكرة القدم التي تستضيفها قطر.وخسر الاخضر وهو من المرشحين التقليديين لاحراز اللقب الاسيوي مباراته الافتتاحية في البطولة أمام سوريا 2-1 ليواجه بيسيرو انتقادات لاذعة من الصحفيين السعوديين في مؤتمر صحفي عقب اللقاء.وهذه ثاني هزيمة للمنتخب في 24 مباراة ضد سوريا منذ بداية مواجهات الفريقين عام 1976. واتخذ بعض اعضاء مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في اجتماع برئاسة الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد في الدوحة عقب نهاية المباراة قرارا سريعا باقالة بيسيرو واسناد المهمة الى الجوهر الذي سبق له تدريب الفريق مرتين في ظروف مشابهة.ولا تخلو الاطاحة بالمدرب البرتغالي وتعيين الجوهر من جرأة وان كان لها ما يدعمها من سوابق تاريخية. ففي عام 2000 كان الجوهر اللاعب السابق للنصر مساعدا للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا وخسرت السعودية المباراة الأولى أمام اليابان 4-1 مما حدا بالمسؤولين الاطاحة بماتشالا والاستعانة بالجوهر حتى نهاية البطولة. وقال احد المحللين الرياضيين: "للأسف نحن انتظرنا هذه الخسارة حتى نبعد بيسيرو مع رؤيتنا الكاملة منذ زمن أن بيسيرو ليس الخيار الصحيح لتدريب المنتخب السعودي المليء بالمواهب والنجوم وهذا ما ظهر في المباريات التجريبية الثلاث التي لعبها المنتخب قبل انطلاق البطولة عندما لعب بيسيرو بأكثر من 25 لاعبا في وقت كان من المفترض أن يركز أكثر على التشكيلة الأساسية."وأضاف "اختيار الجوهر مناسب.. فهو المدرب السابق للاعبين وهو يعرف قدراتهم وبالتالي سيعمل الجوهر على هذه الخاصية وأتوقع أن ترتفع الروح المعنوية للاعبين."وحقق الجوهر نجاحا كبيرا وقاد المنتخب السعودي بطل اسيا ثلاث مرات للمباراة النهائية في تلك البطولة لكنه أقيل بعد عروض مخيبة للامال في كأس العالم 2002.لكن اقالة بيسيرو (50 عاما) لم تمثل مفاجأة بالنسبة للكثيرين.وقال المدرب الوطني عبد العزيز الخالد وهو مدرب المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة "إقالة بيسيرو كان لابد منها خصوصا بعد الخسارة من سوريا فالفريق ظهر بمرتو متواضع ولم تعكس طريقة المدرب بيسيرو الصورة الحقيقة للمنتخب السعودي. عدم الانسجام بدا واضحا على اللاعبين خصوصا في الشوط الأول وحتى التشكيلة التي لعب بها بيسيرو لم تكن مقنعة للكثيرين." وواجه بيسيرو الذي تولى تدريب السعودية عام 2009 ضغوطا متنامية خاصة بعد الفشل في التأهل الى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا.وزاد الطين بلة بالنسبة للمدرب البرتغالي الاخفاق في كأس الخليج (خليجي 20) الأخيرة وخسارته المباراة النهائية أمام الكويت في اليمن. وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة تعرض بيسيرو لهجوم من وسائل الاعلام السعودية. وسأل صحفي بيسيرو "هل تتحمل مسؤولية الخسارة؟ واذا تحملت المسؤولية هل ستستقيل؟" فيما انتقد اخرون اختياراته لتشكيلة الفريق.ورد بيسيرو قائلا والغضب يبدو على وجهه "أنا واثق في هذا الفريق وأعتقد اننا سنفوز بالبطولة."وأضاف مشيرا الى اسبانيا بطلة العالم "انظروا الى اسبانيا في كأس العالم.. بعد أن خسرت في المباراة الأولى انتهى بها الأمر كبطلة. اذا تغلبنا على الأردن واليابان في المباراتين القادمتين سنتأهل الى الدور التالي."وتابع "أنا لا ألعب ضد وسائل الاعلام بل أواجه اليابان والأردن وسوريا. لم تكن نتيجة جيدة لكن لم نلعب بهذا السوء. أظهرنا روحا طيبة وكنا نستحق نتيجة أفضل." وستلعب السعودية في اللقاء التالي مع الأردن يوم الخميس المقبل قبل أن تختتم مشوارها في دور المجموعات بمواجهة اليابان بطلة اسيا ثلاث مرات بعد اربعة أيام.وأمام السعودية فرصة للتأهل الى دور الثمانية خاصة ان المباراة الأولى في المجموعة انتهت بتعادل الأردن 1-1 مع اليابان.وستكون أمام الجوهر فرصة جديدة لاثبات قدراته وسيأمل في تحقيق ما هو أكثر من الوصول لنهائي كأس آسيا عام 2000.