افتتح أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبوراس ورشة عمل تنظمها المبادرة السعودية للاستدامة والمركز السعودي للدراسات الإستراتيجية تحت عنوان " المدن والتخطيط العمراني المستدام في محافظة جدة" بحضورصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي الفيصل رئيس المركز السعودي للدراسات الإستراتيجية.وقال أمين جدة في مستهل أعمال ورشة العمل : إن محافظ جدة تمثل واحدة من مدن العالم الأكثر عراقة ومرفأ للمملكة على البحر الأحمر، إلى جانب ما يميزها من عوامل تجعل منها منفذاً وملتقى للحضارات العالمية ،وكل ذلك يستلزم مواجهة تحديات كثيرة في أكثر من محور من محاور التخطيط الاستراتيجي المستدام والسعي لوضع حلول علمية وعملية تسهم في تحقيق الهدف الرئيس الذي يتمثل في تحقيق تنمية مستدامة، بالتالي علينا التعامل مع تحديات رئيسة ، من أبرزها وأكثرها تقدما في الأولويات ما يتعلق بتوفير البنية التحتية والخدمات الأساسية التي لا تكتفي بمعالجة الأوضاع الحالية، بل تعمل برؤية مستقبلية تراعي التوسع العمراني وزيادة عدد المستفيدين من مشاريع البنية التحتية من السكان والزائرين، تنفيذ مشاريع حديثة ومتطورة للمواصلات من خلال منظومة مشاريع الجسور والأنفاق وشبكة النقل العام، وإعادة تنظيم الطرق لفك الاختناقات وتحرير الحركة المرورية. وأبرز أن محافظة جدة تواجه تحديا يتمثل في معالجة الأحياء العشوائية، حيث بدأت الأمانة في ظل توجيهات اللجنة الوزارية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة التنفيذية، في العمل على مواجهة هذا التحدي بوضع بدائل وخطط عملية لتطوير المناطق العشوائية والاستفادة منها وجعلها مناطق جذب للمعيشة والأعمال والاستثمار، والقضاء على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من نتائج سلبية يسببها وجود العشوائيات، مؤكدا أن من شأن التعامل مع هذا التحدي إيجاد حلول ومشاريع إسكانية لذوي الدخل المحدود والمتوسط من أهالي جدة الساكنين في المناطق العشوائية وأفاد أمين محافظة جدة أن الأمانة بدعم الحكومة الرشيدة وتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية بصدد تنفيذ حزمة من المشاريع في منطقة خزام ،الرويس ،وسط جدة ،ووداي العسلاء ، وستكون هناك مناطق أخرى تعمل الأمانة على تطويرها وإعادة تنظيمها قريبا. وبين أنه في إطار التحديات التي يتعامل معها تبرز قضايا الاهتمام بالبيئة وما يحيط بها من تداعيات في أكثر من اتجاه، الأمر الذي يحتم السعي لإيجاد تصور لمنظومة عمل تهتم بتحسين البيئة ومعالجة التلوث والحد منه بكل مظاهره، ووضع أنظمة وآليات عمل محددة ومنظمة ومستدامة للتعامل مع حماية الشواطئ والبيئة البحرية والحد من التلوث الصناعي وغيره، بما يوفر لسكان جدة وزائريها بيئة صحية نظيفة ، كما يسهم في تحقيقها العمل على إيجاد طرق وحلول لمعالجة النفايات الصناعية والمنزلية والاستفادة منها بإعادة تدويرها والبحث عن استخدامات جديدة لها بعد عمليات المعالجة. وأوضح أن الأمانة تواجه تحديات أخرى ترتبط بحل المشاكل البيئية ، وتوفير الفراغات المفتوحة، حيث تعمل على إنشاء الحدائق والساحات البلدية في الأحياء السكنية على امتداد الكورنيش وإنشاء المنتزهات العامة شرق جدة، وتوفير معدلات أعلى من المساحات المفتوحة لإتاحة الفرصة أمام ممارسة نمط حياة صحي وتيسير إمكانية ممارسة الأنشطة الرياضية والتنزه وغيرها من الأنشطة الاجتماعية والأسرية. وأشار إلى أنه في كل التحديات تنطلق الأمانة من حقيقة مؤكدة تتلخص في ضرورة أن يصاحب الحلول التي نسعى لتنفيذها، تفاعل ومشاركة من جميع فئات وشرائح المجتمع، وهو الأمر الذي نعمل على تحقيقه باستخدام كل صور التقنية الحديثة في مجال التواصل الإلكتروني لإيجاد حوار مفتوح ومستمر من مجتمع جدة لزيادة المشاركة المجتمعية في اتخاذ القرارات، وتحقيق مناخ من الشفافية المبنية على وعي وفهم للحقوق والمسؤوليات، لإتاحة فرص دائمة ومستمرة وسهلة في وصول جميع المقترحات بتبادل الأفكار التي يمكن الاستفادة منها.وشدد أمين جدة في ختام كلمته على أن تكامل الحلول على مختلف المستويات والعمل ضمن منظمة موحدة مخططة، وفق منهج علمي سليم، سيكون هو سبيلنا لتحقيق هدف التنمية المستدامة في التخطيط العمراني، لذا فإننا نسعى دائما للاستفادة من كل الأفكار والرؤى والتجارب العالمية في هذا المجال، وهو ما يجعلنا نأمل في تحقيق الاستفادة المثلى من هذا الملتقى، الذي يتيح الفرصة أمامنا جميعا لنتبادل الخبرات. من جانبه شكر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي الفيصل رئيس المركز السعودي للدراسات الإستراتيجية أمين جدة على تبني الورشة، والاستفادة من خبراء المركز، في الوقت الذي تعد فيه الأمانة خططاً طموحة لتطوير جدة وجعلها أول مدينة خضراء في المملكة. وأوضح أن هذه المبادرة انطلقت قبل عام بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض ، وبدعم فني من الحكومة البريطانية عبر برنامج الدعم الاستراتيجي لوزارة الخارجية البريطانية، و الدعم المتواصل من شركة بوينج العالمية , مشيرا إلى أنها تستهدف خلق جو من تبادل الآراء والأفكار بين الخبراء العالمين والمحلين للخروج بأفضل التوصيات لما يناسب بلدنا من سياسات التنمية المستدامة.وقال :خلال هذا العام عقدنا ثلاث ورش عمل متخصصة ،وشكلنا لجنة عليا لتوجيه هذه المبادرة بمشاركة وزارات الاقتصاد والتخطيط، الشؤون الاجتماعية ، الشؤون البلدية والقروية، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة .وأضاف :أنه جرى في نهاية الورشة التي عقدت بمدينة الرياض توقيع اتفاقية شراكة ودعم فني بين المركز والجمعية السعودية لعلوم العمران بجامعة الملك سعود لإطلاق حملة وطنية للمباني الخضراء.وأشار سمو الأمير فيصل إلى أن موضوع التنمية المستدامة أصبح متداولا ومتعارفا عليه ، كل حسب ما يراه ، ولكن ما توصلنا إليه خلال عمل المبادرة في العام الماضي هو أن المملكة تمر بتحديات كبيرة ومهمة لابد أن نعمل معا حكومة وقطاع خاص لمواجهتها حتى لا نقع في أخطاء الغير ونفقد ما وهبنا الله من موارد طبيعية.