بين أمين أمانة جدة الدكتور هاني أبو رأس في ورشة عمل بعنوان «المدن والتخطيط العمراني المستدام في محافظة جدة» أمس، والمنظمة من المركز السعودي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع الأمانة، أن التحدي الأكبر الذي يواجه المحافظة معالجة الوضع في الأحياء العشوائية وتحويلها إلى مناطق جذب للمعيشة والأعمال والاستثمار. وأكد أمين جدة سعي الأمانة إلى القضاء على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وإيجاد حلول ومشاريع سكنية لذوي الدخل المحدود والمتوسط من السكان القاطنين في الأحياء العشوائية. وشدد الدكتور أبو رأس على ضرورة مواجهة تحديات عديدة في أكثر من محور من محاور التخطيط الاستراتيجي المستدام، والسعي إلى وضع حلول علمية وعملية تسهم في تحقيق الهدف الرئيس الذي يتمثل في تحقيق تنمية مستدامة. وأضاف «وبالتالي علينا التعامل مع تحديات رئيسة، أبرزها وأكثرها تقدما في الأولويات ما يتعلق بتوفير البنية التحتية والخدمات الأساسية التي لا تكتفي بمعالجة الأوضاع الحالية، بل تعمل برؤية مستقبلية تراعي التوسع العمراني وزيادة عدد المستفيدين من مشاريع البنية التحتية من السكان والزائرين، تنفيذ مشاريع حديثة ومتطورة للمواصلات من خلال منظومة مشاريع الجسور والأنفاق وشبكة النقل العام، وإعادة تنظيم الطرق لفك الاختناقات وتحرير الحركة المرورية». وشهدت ورشة العمل تشخيص تسعة خبراء بريطانيين في مجال التنمية المستدامة، العمران، البيئة، التغير المناخي، والاحتياجات الضرورية لمحافظة جدة، لتكون قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من السكان مع توفير بيئة سكنية ملائمة تتوفر فيها كافة الاحتياجات الضرورية، إضافة إلى أبرز المشكلات والتحديات التي تواجهها البيئة منها والمناخية، والحلول المقترحة لمواجهة التحديات عبر استخدام تقنيات أقل خطورة على البيئة وصحة الإنسان. وتهدف الورشة إلى مناقشة التحديات الكبيرة التي تواجه الوصول إلى نمو حضري متوازن ومستدام، وكذلك الاستفادة من التجارب العالمية في التخطيط العمراني المستدام لتمكين محافظة جدة من مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. وأكد الخبراء البريطانيون أثناء مناقشتهم لأوراق عملهم في الورشة ضرورة تطوير حلول عملية كاستخدام الطاقة البديلة، ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وتطوير آليات ومبادئ جديدة للوصول إلى نمو عمراني مستدام. واستعرضوا التحديات التي تواجه المدن في ظل ظاهرة التغير المناخي بما في ذلك المدن العربية منها مدينتا الرياضوجدة، وكيفية استجابة العديد من دول العالم لهذه التحديات باستخدام طرق بديلة أقل ضررا على البيئة والإنسان. من جهته، أوضح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي الفيصل رئيس المركز السعودي للدراسات الاستراتيجية في كلمة ألقاها في بداية انطلاق الورشة، أن هذه المبادرة انطلقت قبل عام بدعم فني من قبل الحكومة البريطانية عبر برنامج الدعم الاستراتيجي لوزارة الخارجية البريطانية، مشيرا إلى أنها تستهدف خلق جو من تبادل الآراء والأفكار بين الخبراء العالميين والمحليين للخروج بأفضل التوصيات لما يناسب بلدنا من سياسات التنمية المستدامة. ورأى الأمير فيصل بن تركي أن المملكة تمر بتحديات كبيرة ومهمة لابد من العمل معا لمواجهتها، أهمها النمو السكاني المطرد وما يقابله من طلب كبير على الطاقة المشتقة من الكربون، ازدياد ضغط النمو العمراني على الأراضي المتاحة للزراعة وغيرها، زيادة الطلب على المياه والغذاء لسد حاجات المدن، زيادة الضغط على البيئة الطبيعية والبحرية، الحاجة إلى تطوير مجالات اقتصادية جديدة، وتوفير فرص عمل أكبر لمواكبة تسارع الخطط التعليمية والصحية الحكيمة.