تواصل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي حصلت على توقيع جورجيا على اتفاق وقف اطلاق النار مع موسكو، الاسبوع المقبل ضغوطها على روسيا لتثبت لها انه لا يمكنها ان تجتاح دولة مجاورة لها بدون محاسبة . وما ان عادت من تبيليسي حيث اقنعت رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشيفلي بالتوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار الذي تفاوضت بشانه فرنسا التي تتولى حاليا الاتحاد الاوروبي، وما ان اطلعت الرئيس الاميركي جورج بوش خلال نهاية الاسبوع في كروفورد ( تكساس ) على محادثاتها حتى تعين عليها المغادرة مجددا صباح اليوم الاثنين الى بروكسل للمشاركة الثلاثاء في اجتماع وزاري استثنائي في حلف شمال الاطلسي حول روسيا . وردا على سؤال في تبيليسي حول الاجراءات التي تتوقع واشنطن ان يتخذها الحلف الاطلسي لطمانة جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق حول مستقبلها، قال رايس انها " واثقة " بان الحلف الاطلسي سيؤكد انه يبقى منفحتا على انضمام جورجيا واوكرانيا بينما تعارض موسكو ذلك بشدة . والمحت مجددا الى " انعكاسات " عمليات روسيا العسكرية في جورجيا التي اعتبرتها واشنطن " غير متكافئة " مع العملية العسكرية التي شنتها جورجيا على اوسيتيا الجنوبية المنطقة الجورجية الانفصالية الموالية لروسيا والتي حاولت تبيليسي استعادة السيطرة عليها ليل السابع من اب / اغسطس . وقالت " لا يمكن من جهة المشاركة كعضو مسؤول في مؤسسات ديمقراطية تدافع عن القيم الديمقراطية ومن جهة اخرى التصرف بتلك الطريقة مع احدى الدول المجاورة ".ولم توضح ما هي الاجراءات العقابية التي تفكر فيها مكتفية بالتذكير بان روسيا " تسعى الى الانضمام الى منتديات دولية سياسية ودبلوماسية واقتصادية ". وتحدث مقربون منها عن اقصاء روسيا من مجموعة الثماني لتتحول الى مجموعة السبع ( الولاياتالمتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا واليابان ) كما كان الحال عليه عام .1997 ويرتقب ان تتوجه رايس بعد ذلك الى وارسو للتوقيع مع نظيرها البولندي رادوسلاو سيكورسكي على اتفاق حول الدرع الاميركية المضادة للصواريخ الذي ابرمته وارسو في نهاية المطاف مع واشنطن بعد اقل من اسبوع على بدء العملية العسكرية الروسية . وذكرت رايس في تبيليسي ان " بولندا دولة مستقلة انها حليفة الولاياتالمتحدة وهي بلد ديمقراطي التزمت الولاياتالمتحدة بالدفاع عن امنه طبقا للبند الخامس في معاهدة حلف شمال الاطلسي ". وتابعت " وبالتالي فان الاتفاقيات التي تبرمها الولاياتالمتحدة مع حلفائها البولنديين من اجل التاكد من ان بولندا قادرة على الدفاع عن نفسها وان تكون عضوا ناشطا، هي بصراحة شديدة مسالة بين بولندا والولاياتالمتحدة ". لكن الولاياتالمتحدة لا تريد استفزاز موسكو حتى وان ادى ذلك الى تفاقم الوضع في جورجيا حيث لا يبدو واردا ان تقوم رايس بزيارة الى اوكرانيا التي تشهد وضعا مشابها لجورجيا لكن نسبة كبيرة من سكانها يؤيدون روسيا . الا ان واشنطن ابدت عزمها على التاكد من ان موسكو ستحترم اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقعته السبت . واعلن بوش السبت في مزرعته في كروفورد " الان يجب على روسيا ان تحترم الاتفاق وتسحب قواتها " مشددا على ضرورة ان تبقى ابخازيا واوسيتيا الجنوبية جزءا من الاراضي الجورجية . ولكن رايس اشارت الى احتمال ان يكون الروس " نكثوا بوعدهم " لانهم لم ينسحبوا فورا بعد التوقيع على وقف اطلاق النار الذي وقعه الطرف الجورجي الجمعة .