تشارك المملكة دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، الذي يصادف يوم 17 من شهر مايو الحالي، وذلك من خلال الجهات الصحية ذات العلاقة في التوعية بأهمية قياس ضغط الدم الدوري، ومعرفة المستويات الطبيعية له، وتعريف المجتمع بمرض ارتفاع ضغط الدم، ومسبباته وطرق الوقاية المبكرة منه، وتسليط الضوء على حجم انتشار ارتفاع ضغط الدم في المجتمع. ويعتبر ارتفاع ضغط الدم من أهم الأمراض التي بدأت بالانتشار نتيجة لزيادة ضغوطات الحياة، وهو أحد العوامل الرئيسة للجلطة الدماغية، إذا لم يتناول المصاب الأدوية اللازمة للحفاظ على مستوى مستقر لضغط الدم، وقياس ضغط الدم بصورة دورية وخلال فترات زمنية محددة، خاصة إذا كان في العائلة من يعاني من ارتفاع ضغط الدم. وأكدت الجمعية السعودية لرعاية ضغط الدم (شمس) في وقت سابق، على أن اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، يدعو المصابين بارتفاع ضغط الدم إلى الاستمرار في المعالجة، واتباع تعليمات وزارة الصحة للتشاور، والاستفسار، والتواصل مع الطبيب المعالج، مشيرة إلى أن ضغط الدم هو مرض مزمن يؤثر على الصحة العامة للمريض المصاب، ويجري تشخيص ارتفاع ضغط الدم عند زيارة الطبيب والقياس الأولي باستخدام الجهاز الزئبقي أو الإلكتروني. وتعمل منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي لارتفاع ضغط على زيادة الوعي بخطورة هذا المرض، والدراية بشأنه، ويعبر عن ضغط الدم "Blood Pressure" برقمين، هما رقم في البسط وآخر في المقام، أما البسط فيمثل ضغط الدم الانقباضي، وهو أعلى ضغط يحدث على جدران الأوعية الدموية، عندما ينبض القلب ليضخ الدم إلى مختلف أجزاء الجسم، وأما المقام فيمثل ضغط الدم الانبساطي، الذي يعتبر أقل ضغط يحدث عند انبساط القلب بين النبضات، وإذا كانت قراءات ضغط الدم أعلى من 90/60 وأقل من 120/80 فإن هذا يعتبر ضمن الحدود الطبيعية، ولا يعتبر الشخص مصاباً بأي اضطرابات صحية ذات علاقة بالضغط. وضغط الدم يعتبر مرتفعاً في حال كانت قراءة ضغط الدم الانقباضي 130 مم زئبق فأكثر، أو كانت قراءة ضغط الدم الانبساطي 80 مم زئبق فأكثر، وحتى يتم تشخيص المصاب بمرض ضغط الدم المرتفع يقوم الطبيب بقياس ضغط دم المصاب مرتين إلى ثلاث مرات في الجلسة الواحدة ولثلاث جلسات منفصلات، وذلك لأن قراءات الضغط تتأثر بشكل كلي خلال التغيرات التي تجري أثناء اليوم. وأطلقت وزارة الصحة حملة توعوية عن مرض ارتفاع ضغط الدم، موضحة أن المصابين في هذا المرض لا يدركون هذه المشكلة؛ حيث لا تظهر عليهم أي علامات أو أعراض تحذيرية، داعية إلى أهمية المحافظة على وزن صحي والحصول على ساعات كافية من النوم والابتعاد عن التدخين بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام، وذلك للحد من الأعراض والمشاكل الصحية لارتفاع ضغط الدم. وأشارت الصحة إلى أن هذا المرض يزيد من جهد ضخ الدم على القلب والأوعية الدموية، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض، مؤكدة أهمية معرفة ضغط الدم للوقوف على مؤشرات الجسم الحيوية، ولتعطي صورة واضحة لمرض ارتفاع ضغط الدم عن الوضع الصحي، وكذلك للتحكم في مستويات ضغط الدم وتجنب مسببات الارتفاع. وقد أطلقت الصحة عبر منصاتها التوعوية "عش بصحة" حملة توعوية تحت شعار "اعرف أرقامك"، مؤكدة أن 46 % من البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يدركون أنهم مصابون به. يذكر أن هذه الحملة تأتي ضمن الأنشطة التوعوية، التي هي استكمال للجهود التي تقوم بها وزارة الصحة للحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع كافة، وتعزيزاً للوعي الصحي، والحث على اتباع السلوكيات السليمة، والوقاية من الأمراض. ويحدث ارتفاع ضغط الدم يحدث عندما يكون ضغط الدم الانقباضي يساوي أو أعلى من 140 ملم، ويساوي ضغط الدم الانبساطي أو أعلى من 90 ملم، بينما اثنان من كل خمسة أشخاص بالغين في الشرق الأوسط مصابان بارتفاع ضغط الدم، في وقت يعتبر ارتفاع ضغط الدم سببًا رئيسًا للوفاة المبكرة في جميع أنحاء العالم، ويسمى ب"القاتل الصامت"، حيث إن الأعراض قد لا تظهر بوضوح.