بينما تشهد العاصمة السودانية الخرطوم اليوم (الأحد)، مليونية 19 ديسمبر، إحياءً للذكرى الثالثة لانطلاق التظاهرات التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، أكدت واشنطن، أمس (السبت)، الوقوف إلى جانب الشعب السوداني ومستقبله. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "نواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني ومطالبه من أجل مستقبل ديمقراطي"، مطالباً بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في السودان وضمان حرية التجمع والتظاهر السلمي. وشدد بلينكن على ضرورة تعزيز مؤسسات الفترة الانتقالية ورفع حالة الطوارئ في السودان، داعيا إلى محاسبة المسؤولين عن استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين السودانيين. وتمضي الأوضاع في السودان إلى حلحلة سياسية، بعد إعلان نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو المعروف ب"حميدتي" تعليق مسار شرق السودان الذي وقع في اتفاق سلام جوبا إلى حين توافق أهل الشرق". وقال دقلو إن "أطراف الشرق سيجلسون على طاولة واحدة للاتفاق على حل جميع مشاكل أهل شرق السودان"، بينما رحب رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، محمد الأمين ترك، بتجميد مسار شرق السودان، معربا عن حرصه على نبذ أي خلافات قبلية بين أبناء الشرق. وشدد ترك على أن حل الخلافات يجب أن يتم عبر الحوار، مؤكداً أنه لن تغلق الموانئ والطرق بعد اليوم. وقال ترك إن هناك مشاورات ستجرى حول مكان انعقاد "المؤتمر الجامع". من جهته، قال الأمين السياسي للمجلس الأعلى لنظارات البجا، سيد علي أبو آمنة، إن مسار الشرق لم يتم تجميده بل تعليقه مؤكدا أنها خطوة أولى باتجاه الحل. وأضاف: هذه الخطوة الأولى باتجاه الحل. لا يمكن أن يتم الحل بقرار واحد لكن العقبة الوحيدة التي كانت بطريق شرق السودان كادت أن تودي بالإقليم إلى فتنة قبلية وإلى اقتتال". وتابع: "ربما يكون تأثيره على الإقليم بشكل كامل وربما على العالم بشكل أوسع. في الحقيقة هو ليس تجميدا بل تعليق مسار شرق السودان ضمن اتفاقية جوبا. ومعروف التعليق كما ذكر رئيس اللجنة أن بعده يتم توافق أهل الإقليم ولطالما زالت العقبات فإن أهل الإقليم سيتوافقون". وقرر مجلس السيادة الحاكم في السودان، تعليق "مسار الشرق" في اتفاق السلام، الذي وقعته الحكومة السودانية في جوبا مع عدد من الحركات المتمردة المسلحة العام الماضي، حتى يتوافق أهالي منطقة شرق البلاد. وكان مسار شرق السودان قد أثار غضب قبائل البجا التي تعتبر من السكان الأصليين في منطقة شرق السودان، بحجة أن من وقعوا اتفاق السلام من الشرق لا يمثلون الإقليم، حسبما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. إلى ذلك، أعلن رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس جاهزية قوات حركة تحرير السودان، للانضمام للقوات المشتركة وحفظ الأمن في إقليم دارفور.وقال عضو مجلس السيادة في خطاب خلال الاستعراض العسكري لقوات حركته بولاية شمال دارفور: "قواتنا جاهزة لتنفيذ قرار رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان بتكوين قوات مشتركة ذات مهام خاصة لحماية مواطني إقليم دارفور، مشددا على أن مهمة هذه القوات ستكون ملاحقة الجناة وجمع السلاح من المواطنين، وحسم كافة التفلتات الأمنية بالإقليم. وجدد إدريس الالتزام ببنود الترتيبات الأمنية في اتفاق السلام، مشيرا إلى أن قواته المشاركة في القوة المشتركة، تضم 300 فرد و18 ضابطا و30 عربة، مما يؤكد حرص الحركة على تحقيق الأمن والاستقرار.