يتوجه العراقيون اليوم (الأحد) إلى صناديق الاقتراع، للمشاركة في الانتخابات النيابية المبكرة، التي جاءت تلبية للمطالب الشعبية، بعد أن دخل الصمت الانتخابي أمس، حيز التنفيذ قبل 24 ساعة من انطلاق التصويت بالانتخابات البرلمانية العامة، وفقا لما أعلنته اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، بينما أعلنت مفوضية الانتخابات تطابق نتائج العد والفرز اليدوي مع الإلكتروني بنسبة 100 % والخاص بالتصويت الخاص الذي تم أمس الأول. ودعا رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات الفريق الأول الركن، عبد الأمير الشمري، أمس، جميع المرشحين إلى الالتزام الكامل بالصمت الانتخابي والإعلامي، مبيناً أن قوات الأمن ستواجه أية خروقات أمنية، وتم إبلاغ جميع اللجان الأمنية في المحافظات بالالتزام بتنفيذ هذا الإجراء، فيما حددت الخطوط الجوية العراقية موعد توقف رحلاتها، حسب التعليمات الصادرة من رئاسة مجلس الوزراء، إذ قال المتحدث باسم الخطوط الجوية العراقية، حسين جليل، وفقا لوكالة الأنباء العراقية، إنه "بالنسبة لرحلات الخطوط الجوية العراقية، ستكون الرحلات الصباحية مستمرة وحسب الجدول ليوم السبت، وسيكون التوقف من الساعة 9 مساء ولغاية الساعة السادسة صباحا من يوم غد الاثنين، بحسب التعليمات الصادرة من رئاسة مجلس الوزراء، تزامناً مع العرس الانتخابي العراقي". واعتبر الرئيس العراقي برهم صالح، أن الانتخابات النيابية فرصة لبناء دولة مقتدرة، مشددا على أهمية أن تكون لحظة وطنية لتصحيح الأخطاء، مشيرا إلى أن أنظار العالم تتجه صوب العراقيين، وإرادة شعبنا يجب أن تكون فاعلة. وأضاف أن المشاركة الواسعة في الانتخابات ستكون نقطة تحول في مصير البلاد. وعقب انتهاء التصويت الخاص، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي: "أكمل أبطالنا في القوات الأمنية والعسكرية الإدلاء بأصواتهم في التصويت الخاص، بالتزام وانتظام ومسؤولية، كما كانت كل الإجراءات ناجحة في تأمين نزاهة وعدالة التصويت الخاص"، متهما جهات لم يسمها بالعمل ضد الحكومة العراقية لإفشالها وهي تشارف على نهاية ولايتها مع الانتخابات التشريعية القادمة والتي وعد بأن تكون نزيهة وبأن يلتزم الحياد فيها، واصفاً إياهم بالمتربصين، لافتا إلى أن الانتخابات سُتجرى رغم الصعوبات التي مر بها العراق، كما شدد على أن العراق ليس حديقة لأحد، ولا يتبع لمكونٍ دون غيره، مؤكدا حرصه على نزاهة الانتخابات وشفافيتها. وتزامنا، نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مفوضية الانتخابات قولها إن نسبة المشاركة في التصويت الخاص، الذي تم الجمعة، بلغت 69 %. وأضافت المفوضية أن عدد المصوتين في الاقتراع الخاص بلغ 821.800. وتأتي هذه الانتخابات في أجواء مغايرة عن سابقاتها، فلا حظر للتجول ولا قطع للطرق ولا مظاهر عسكرية في الشارع. وبينما كانت الكتل السياسية منهمكة بدعاياتها الانتخابية لمتابعة التصويت الخاص بالقوات الأمنية، تجول القائد العام للقوات المسلحة العراقية، رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بأريحية في شوارع بغداد. وظهر وهو يسير في شوارع العاصمة العراقية بزي غير رسمي، ومن دون قطع للشوارع، بل ذهب إلى أبعد من ذلك وقاد سيارته بنفسه، في محاولة لتطمين العراقيين بشأن استقرار الأوضاع الأمنية قبيل ساعات من موعد الانتخابات، داعيا القادة الأمنيين لتأمين الانتخابات وحماية المواطنين من أية محاولات للمساس بهم. وتعتبر إجراءات الكاظمي الأخيرة، هي الأولى من نوعها منذ عام 2003، حيث استخدم رؤساء وزراء سابقين القوات الأمنية ورقة من أوراق كسب الأصوات في الانتخابات وتسخير موارد الدولة لصالح أحزابهم. ليس هذا فحسب، بل أن الكاظمي هو أول رئيس وزراء لا يرشح للانتخابات، ولم يؤسس حزباً يشارك فيها، على عكس ما فعله أسلافه إياد علاوي وإبراهيم الجعفري ونوري المالكي.