قد يكون من أهم المهام المناطة للسيد دونيس قائد الدفة الفنية الجديد للفريق الوحداوي، ليس فقط، تعديل التخبطات الفنية بين خطوط الفريق، التي لاحظها القاصي والداني، واستفاد منها أغلب المنافسين استفادة قصوى، ولكن أيضا يحتاج إلى عمل كبير لإعادة ثقة اللاعبين في أنفسهم من جهة، وثقتهم في الجهاز الفني من جهة أخرى. فالأحداث الكثيرة والمثيرة التي مرت على اللاعبين مع الأجهزة الفنية السابقة، وما صاحبها من " تخبطات" وأعمال كارثية كفيلة بتدمير ثقتهم، وهذا الأمر يحتاج إلى عمل كبير، لا يقل أهمية عن العمل الفني لإعادة الثقة وإخراج الإبداع من داخلهم الذي فقدوه كثيراً خلال الموسم الحالي. كل المؤشرات التي تنقل من معسكر فرسان مكة تعتبر إيجابية إلى حد كبير، وأن السيد دونيس يعمل جاهداً لتعديل ما يمكن تعديله لإعادة " الهوية " والأسلوب الفني الذي يكفل للفريق العودة لنغمة الانتصارات التي يحتاجها؛ من أجل تعديل الأوضاع " الصعبة " ولكن أيضاً " دونيس " يحتاج إلى خدمات مساندة تساعده في نجاح مهمته؛ أهمها من إدارة النادي في تهيئة الأجواء الصحية ورفع الدافعية وتقديم الحوافز وحل المشكلات التي تجعل اللاعبين يتفرغون تماماً لما هو داخل الملعب فقط، وكذلك يحتاج الدعم المعنوي والمساندة من الجماهير، وترك كل " الجدليات " التي لن تخدم الفريق في هذه الفترة الحرجة والتفرغ فقط للوقوف بجانب الفرسان. وبالعودة لاستحقاقات الفريق، أعتقد أن لقاء الفريق الأربعاء المقبل في الملحق الآسيوي صعب للغاية؛ لأنه سيواجه فريق القوة الجوية العراقي؛ المتسلح بثلث لاعبي المنتخب العراقي تقريباً، خلاف تصدره لمنافسات الدوري العراقي، ومن المهم الخروج من هذا اللقاء بالعديد من المكتسبات؛ منها الاطمئنان على وضع الفريق الفني تحت قيادته الفنية الجديدة، والبحث عن الانتصار بكل قوة؛ لأنه سيحقق أمرين في غاية الأهمية؛ الأول الوصول لمرحلة المجموعات في البطولة الآسيوية؛ كحدث تاريخي في مسيرة النادي، والأمر الآخر فرصة حقيقية للبعد مؤقتاً عن منافسات الدوري وأخذ فرصة مميزة للسيد " دونيس " لزيادة العمل والتطوير الفني؛ حتى يستطيع خوض الخمسة لقاءات المصيرية بجودة عالية، وهنا لا مجال للتفريط في معظم نقاطها؛ حتى لا يجد الفريق الوحداوي نفسه منافسا جديدا على الصعود لدوري المحترفين الموسم المقبل. بقعة ضوء هل يصلح العطار ما أفسده الدهر.