حصل فريق الأهلي الإماراتي بقيادة مدربه الذكي الروماني أولاريو كوزمين على تعادل ثمين من فم زعيم الكرة الآسيوية, وذلك من خلال تعادله إيجابياً مع فريق الهلال في ذهاب نصف دوري أبطال آسيا, في المباراة التي أقيمت على إستاد الملك فهد الدولي يوم الثلاثاء الماضي, وحظيت بمتابعة كبيرة من قبل وسائل الإعلام المحلية والآسيوية. ممثلنا فريق الهلال لم يكن في هذه المباراة في أفضل حالاته, وبالرغم من ذلك تعادل وكاد يخرج بنتيجة إيجابية, ولكن بعض لاعبيه لم يكونوا في كامل عافيتهم, كما كانت هنالك أخطاء من مدرب الفريق اليوناني دونيس. (الجزيرة).. حاولت معرفة أسباب تعادل الفريق الهلالي, وناقشت مستوياته وكيف يعود ليتأهل مع عدد من المختصين, فكانت البداية مع قائد فريق الهلال الأسبق عبدالله فودة والذي شدد على أن مدرب فريق الهلال دونيس لم يتعامل مع المباراة بالصورة التي من المفترض أن يتعامل بها وتصب في مصلحة فريقه, وقال: بداية تشكيلة دونيس للمباراة كانت خاطئة باعترافه بعد نهاية المباراة, وهذا لا يقلل من دونيس كمدرب, ولكن نحن نتحدث عن أخطاء لا بدّ وأن تُصحح, وتتم معالجتها, ولا بدّ من مناقشة دونيس حولها.. فالفريق الهلالي لم يبنِ خلال الشوط الأول هجمة واحدة صحيحة, وهذا يدل على حالة الضياع التي كان عليها الهلال, خاصة وإن كوزمين عرف كيف يتعامل مع المباراة بطريقة إيجابية. وأضاف: دونيس أخطأ بعدم إشراك سعود كريري من بداية المباراة, فهو أهم لاعب, ووجوده في هذه المباراة كان مطلب ضروري, فسلمان الفرج ليس بلاعب المحور الدفاعي, بل هو متقدم, ناهيك عن أنه يحتفظ بالكرة كثيراً, وهذه ليست من صفات لاعب المحور. وعرج فودة على طريقة اللعب الهلالية, حيث قال: هنالك مباريات تحتاج للعب بطريقة 4/4/2 وهنالك مباريات تحتاج للعب بطريقة 3/5/2, وهنالك مباريات تحتاج إلى فكر تدريبي, أما البقاء على طريقة لعب واحدة, فهذا خطأ, فكوزمين قرأ قوة الهلال وحينما أدرك بأن قوته تكمن في الأطراف, أغلق تلك المنطقة بصورة كبيرة جداً, ولم يستطع لاعبا الظهير في الهلال أن يفعلا أي شيء يذكر, كما أن إشراك سالم الدوسري في الجهة اليسرى كان خطأ, فهذا المركز لا يستطيع سالم اللعب من خلاله, ولا يمكن لسالم أن يعطي إلا في الجهة اليمنى, ولذلك لم يفعل أي شيء خلال الشوط الأول, كما أن إدواردو لم تكن له مهام واضحة خلال المباراة, والميدا لم تصل له الكرة الصحيحة حتى يسجل منها. وتابع: لاعبو الهلال في هذه المباراة كانوا تائهين, ولم يكن الهلال في يومه, وهويته لم تكن حاضرة, وهذا الكلام ليس لمجرد الانتقاد فقط, فدونيس مدرب كبير, ولكن هذه وجهة نظر لا بدّ أن نطرحها حتى يتلافى الفريق الأخطاء في قادم المباريات. وأشار فودة إلى أن الهلال يمكن العودة والتأهل من أرض الإمارات, وقال: هدف واحد سينهي المباراة لمصلحتنا, ولكن لا بدّ من معالجة الأخطاء, ولا بدّ أن يشعر لاعبو الهلال بمسؤوليتهم, ويجب أن يراجعوا حساباتهم.. فبعض لاعبي الهلال منذ فترات طويلة وهم ليسوا في أفضل حالاتهم, ولذلك يجب أن يراجعوا حساباتهم, ولا بدّ من الجلوس معهم من قبل إدارة الهلال, فالملاحظ في الفترة الأخيرة أن لاعبي الهلال أصبحوا يحصلون على البطاقات الملونة بصورة لا تصدق, وأصبحت تصرفات بعضهم غير لائقة, فديغاو تصرف بشكل خاطئ أمام فريق لخويا القطري, وأعاد نفس الخطأ أمام الرائد, كما أن الفرج حصل في مباراة الأهلي الإماراتي على كرت مجاني في آخر دقائق المباراة, والمصيبة أنه يعلم بأنه سيتوقف في المباراة القادمة.. وزاد: هذه الأخطاء التي تتكرر تدل على أنه لا أحد يتحدث مع اللاعبين, ولا يتم تنبيههم عليها, وهذا إن كان واقع فهو خطأ كبير, ولا بدّ أن تصححه إدارة الهلال. وعن ردة فعل الجماهير الهلالية, قال: هنالك مبالغة في ردة الفعل, فالفريق في الوقت الحالي يحتاج إلى الدعم والمساندة, والوقفة الصادقة من قبلهم, ولا بدّ من زرع الثقة في اللاعبين. وانتقد فودة حال التحكيم الآسيوي, حيث قال: هنالك أكثر من خطأ ارتكبه حكم اللقاء, فالفريق الهلالي كان له ركلتا جزاء، واحدة كانت في الدقيقة التاسعة, وهذه الركلة لو تم احتسابها لغيرت مجرى المباراة. وأضاف: الاتحاد الآسيوي يرتكب جرائم بحق الهلال, وحادثة نيشيمورا والأوزبكي فالنيتين لن تكون الأخيرة, ولكن بوقفة جماهير الهلال, وتكاتف الجميع, وبروح وإخلاص اللاعبين سينتصر الهلال الذي لم يصل لزعامة الكرة الآسيوية والمحلية إلا بعد جهد جهيد, وتعب مرير, ورغم أنهم كانوا يحاربونه إلا أنه كان يحقق البطولات من أرض الميدان ولا يلتفت لما يحاك ضده. الهلال يخسر الفرج كمحور والتركيز سيؤهل الهلال من جهته أكد المدرب الوطني عبدالعزيز العودة بأن المباراة التي جمعت فريق الهلال بفريق الأهلي الإماراتي كانت تكتيكية من الطراز العالي, وقال: المدربان استطاعا أن يسخرا إمكانيات لاعبيهم حسب التكتيك المناسب, فكوزمين لعب كعادته بتكثيف المناطق الخلفية بشكل كبير, واعتمد على الكرات الثابتة والمرتدة, أما دونيس فقد استمر على طريقة لعبه بالاعتماد ثلاثة لاعبين في الدفاع مع ظهيري جنب كمهاجمين عن طريق الأطراف, وهذه الطريقة نجح بها دونيس في أكثر المباريات, إلا أنه في هذه المباراة لم يوفق, وكانت هناك عوامل أدت لعدم قناعة محبي الهلال بهذه الطريقة, فغياب ديغاو أعطى فرصة للبحث عن تعديل الطريقة واللعب بلاعبين في الدفاع فقط, ولكن تغيير الطريقة بهذه السهولة صعب جداً. وأضاف: كان بالإمكان أن يلعب دونيس بطريقته المعتادة, ولكن كان عليه اللعب بعبدالله الزوري مكان محمد البريك للاستفادة من الزوري هجومياً, فالزوري من أفضل الأظهرة من الناحية الهجومية, ولديه قدرة عالية للوصول لمرمى الخصم والاختراق وصناعة اللعب, كما أن فريق الهلال يخسر سلمان الفرج حينما يلعب محوراً دفاعياً, فهو لاعب من الطراز العالي في صناعة اللعب, وهذا ماكان ينقص الهلال في هذه المباراة. وأشار العودة إلى أن وجود نجوم في دكة البدلاء أعطى محبي الهلال زيادة في النقد, وقال: في دكة البدلاء الهلالية يتواجد نجوم كبار, وقد يرى المتابع بأنهم الأفضل ويستحقون اللعب في التشكيلة الأساسية, ولكن ليس الأفضل هو من يلعب دائماً, فطريقة الأداء هي من تحتم من يلعب في التشكيلة الأساسية. وشدد العودة على أن دونيس لم يوفق كثيرا في مباراة فريقه أمام أهلي دبي, وقال: لا أحب تشخيص الوضع بعد المباراة, ولكن دونيس في هذه المباراة لم يوفق, رغم أنه يعد من أفضل المدربين على مستوى الدوري السعودي, ومن أميز صفاته, بث الثقة في جميع اللاعبين, وهذه صفة مهمة جدا في المدرب. وأوضح بأن لاعبي فريق الهلال لم يكن بينهم التعاون المطلوب, ولم يكونوا في كامل تركيزهم, وقال:»الهلال تحصل على عدة فرص, ولكن عدم تعاون اللاعبين مع بعضهم, وعدم التركيز العالي, كان له دور في خروج الهلال متعادلاً, كما كان للحكم دور في هذه النتيجة وذلك بتغاضيه عن ركلتي جزاء للهلال. وعن إمكانية عودة الهلال في مباراة الإياب قال: بالتأكيد الأمل كبير في لاعبي الهلال, والكرة لا زالت في الملعب, وهدف واحد يؤهل الهلال, فلماذا لا توجد إمكانية؟.. وتابع: آلية عودة الهلال ليست بصعبة, فالهلال يمتلك الإمكانيات الفنية العالية, ولكن يحتاج إلى قليل من الحظ, وإلى عدل من الحكام, ويحتاج إلى الأهم وهو التركيز العالي, وعدم الأنانية, والتعاون خاصة في خط المقدمة. المهمة ليست بالصعبة والتوازن مطلب من جانبه, شدد المدرب الوطني تركي السلطان على أن مستوى الهلال فنياً في المباراة لم يكن بالشكل الموازي لشكله الفني في أغلب مبارياته مع دونيس بغض النظر عن المنافس, فالقيمة الفنية لشكل الفريق جماعياً لم تكن في أفضل حالتها وكذلك القيمة الفنية الفردية لبعض اللاعبين في المباراة لم تكن مؤثرة إيجاباً واستمروا حتى نهاية المباراة ولم يتم تغييرهم من قبل المدرب. وعن أسباب خروج الهلال متعادلاً, قال: خرج الهلال متعادلاً في المباراة من وجهة نظري بسبب أن التركيبة الأساسية للفريق خاصة في الشوط الأول لم تكن مناسبة في ظل نقص عنصر أساسي يعتمد عليه الفريق دفاعياً في تركيبته وهو ديقاو الموقوف بسبب تصرف غير مقبول نهائياً من لاعب محترف.. وقد يكون من الأفضل لمثل هذا الوضع أن يبدأ الفريق بتركيبة دفاعية مختلفة عن ماكان يعتمد عليه الفريق في وجود اللاعب الثالث دفاعياً وبالتالي يبدأ بأربعة مدافعين تقليديين ويعوض الحالة الدفاعية بإضافة لاعب محور دفاعي أمام خط الدفاع (سعود كريري) خاصةً أن المحور الوحيد في المباراة الفرج كان مهدداً بالإيقاف قبل المباراة واحتمالية حصوله على بطاقة الإيقاف واردة وبشكل كبير وهذا ماحصل عملياً في المباراة وإن كنت أحمل الفرج مسؤولية الحصول عليها بسبب أنه ومن بداية المباراة كان أكثر لاعب يناقش حكم المباراة وهذا أمر غير إيجابي للاعب حتى وإن كان وقتها هو كابتن الفريق. وتابع: الفريق حاول الوصول لمرمى الأهلي عن طريق الأطراف وعن طريق العمق ولكن غياب اللاعب الذي يملك جودة التمرير في العمق وأمام التنظيم الدفاعي الجيد للفريق المنافس ساهم في عدم تعدد الوصول المتكرر من العمق بجودة عالية, إضافة إلى كثرة التحضير بشكل عرضي بشكل مبالغ فيه مما يستهلك جهد ووقت طويل للوصول للثلث الدفاعي للفريق المنافس. وأوضح السلطان بأن الهلال سيعود في مباراة الإياب في حال كان وضع الفريق فنيا من الناحيتين الجماعية والفردية في أفضل حالته وهذا يتطلب عملا فنيا وتحضير جيداً لهذه المباراة خاصةً في ظل الغياب لعنصرين مهمين (الفرج - ديقاو) فالتوازن دفاعياً وهجومياً مطلب أساسي لهذه المباراة وكذلك تركيبة التشكيل الأساسي الذي يبدأ المباراة خاصةً أن المهمة ليست بالصعبة بنسبة عالية، كذلك الاهتمام بشكل جيد لمفاتيح اللعب لفريق أهلي دبي بالتحديد وسط الملعب والهجوم، بالإضافة إلى التحضير النفسي والمعنوي المناسب لمثل هذه المباراة والتي تؤهل لنهائي آسيوي.