خسارتان مؤثرتان تلقاهما الهلال مؤخراً هزتا البيت الهلالي.. فخسارة التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا لم يكد الهلاليون يخرجون من تبعاتها إلا وخسروا مرة جديدة أمام الاتحاد برباعية غريبة عجيبة لم تكن مستحقة.. فإذا تركنا الخسارة الآسيوية واعتبرناها أمراً طارئاً لا تخلو منه كرة القدم فإن خسارة الاتحاد جاءت لتؤكد أن مدرب الفريق الهلالي دونيس لم يستفد من الخسارة الآسيوية مطلقاً.. فتلقى خسارة مضاعفة قد تعد الأكبر في تاريخ الهلال رغم أن الفريق لم يكن يستحقها بالنظر للأداء الذي قدمه لاعبوه على الميدان.. لكن الطريقة التي خسر بها الهلال كانت مخيفة للهلاليين لأنها لم تجد أي ردة فعل فنية من مدرب الفريق سواء بعد لقاء الهلال أو حتى أثناء المباراة والتعامل مع الشوارع الموجودة في مناطقه الخلفية دون أن يحرك ساكناً.. فليس من المنطق أن يشرك ثلاثة مدافعين في العمق ونجد هذه المساحات المفتوحة في جميع مناطقه الدفاعية، حيث لا توجد تعليمات أو تدريبات فنية محددة للمدافعين في كيفية الرقابة والتمركز وتبادل الأدوار.. فضلاً عن عدم وجود أي تعليمات لمراقبة مهاجمي الخصم أو مفاتيح لعبه.. بل إن الفريق بأكمله لا يعود مطلقاً (ولو في جزء من المباراة) لما بعد منتصف الملعب لحماية مرماه مناورة الخصم وسحبه بعيداً عن مناطقه.. فالفريق الهلالي يلعب جميع المباريات بأسلوب واحد لا يختلف مع اختلاف الخصوم ضعفاً أو قوة.. واندفاع اللاعبين المبالغ فيه بالإضافة لتشكيل خط الوسط وعدم وجود المحور الدفاعي الصارم جعل الهلال يتلقى أهدافاً غير مستحقة في ظل ضعف حراسة المرمى وعدم قدرة الحارس البديل على التصدي لأي كرة صعبة في أي مباراة شارك بها.. كل هذه الأمور الفنية التي ظهرت جلياً في المباريات الماضية تعني أن على الجهاز الفني مسؤولية كبيرة للعمل على تلافيها وتغيير فلسفته الهجومية بالعودة لفريقه 4/4/2 أو 4/2/3/1 والتركيز على تدريبات افتكاك الكرة واسترجاعها وإغلاق المساحات بملعبه وايقاف الاندفاع الهجومي الكامل طوال المباراة وخصوصاً أمام الفرق القوية.. هذا إذا ما أراد دونيس الاحتفاظ بخطوطه في المنافسة على بطولة الدوري.. أما إذا أراد الانتصار لنفسه وقناعاته فإن الفريق سيكون الضحية وهذا ما لا أعتقده لأن الواضح أن كل ما انكشف أمام الجماهير الرياضية والمتابعين من عيوب هو بالتأكيد كذلك أمام الجهاز الفني والإدارة ما يعني أهمية بعيداً عن الضغوط والآراء المتشنجة التي ليس هذا وقتها. لمسات ** الانضباط هو وسيلة لتعديل سلوكيات بعض اللاعبين وليس غاية تساهم في معاقبة الفريق كما حدث مع خالد شراحيلي فردة الفعل كانت مبالغة فيها وأفقدت الفريق أهم الأسلحة التي أعادت له توازنه وأعادته للبطولات.. فالإضافة التي قدمها شراحيلي للفريق بعد عودته كانت كبيرة جداً ولذلك فلا ضرر ولا ضرار لأن هذا حال معظم اللاعبين وفي مختلف الأندية. * * * ** ناصر الشمراني يحتاج أولاً أن يستعيد مستواه الغائب منذ الموسم الماضي قبل أن يفكر في اللعب... فناصر الموسم الماضي غير مؤهل لتمثيل الفريق وهو الآن أقل مستوى منه في العام الماضي. ** ربما يحتاج دونيس للثقة في العناصر الأخرى لديه والذين لم يلتفت لهم أصلاً كمحمد السواط من الأولمبي والعليوي مهاجم الشعلة السابق لاعب يستحق الفرصة التي أعطيت للاعبين آخرين من الاحتياط مراراً وتكراراً دون نتيجة. * * * ** خسارة وحيدة في الدوري لا تعني أن ينكب الجميع على العمل الجيد في النادي وفي الفريق الكروي تحديداً ومن الطبيعي أن يكون هناك أخطاء لكن الأهم الاستفادة منها وتعديلها وأتكلم هنا عن نظرة البعض للمدرب وبعض اللاعبين فلازال الهلال قوياً وسيكون أقوى بوقفة جماهيره المعتادة معه. ** لم يتم الاستفادة جيداً من الزوري سواء في قلب الدفاع أو الظهير الأيسر، حيث يمكن تحويل النجم ياسر الشهراني للوسط الأيمن في ظل انخفاض مستويات سالم والكعبي كما حدث سابقاً حين تألق ياسر في هذا المركز مع الهلال ومع المنتخب أيضاً وهي ميزة إضافية أمام دونيس للاستفادة منها. ** الحارس الواعد محمد الواكد يحتاج للثقة والفرصة.. ليقدم نفسه بشكل جيد في الحراسة الهلالية في ظل تواضع مستوى السديري (حالياً) وشاهدنا كيف منح الشباب والنصر الفرصة لحارسين شابين قدما نفسيهما بشكل جيد.