ترفض تركيا العيش في سلام، وتهتم بتعكير الأجواء، وخلق الصدامات في مختلف البلدان، مثلما تفعل في سوريا الآن؛ إذ بدأت أنقرة أمس (الجمعة)، تحركات عسكرية مريبة بإخلائها ل7 مواقع مراقبة شمال غرب سوريا في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، لتعيد نشر قواتها في المناطق التي يسيطر عليها مسلحون ومقاتلون مدعومون من أنقرة، ما ينبئ بقلق جديد ستخلقه قوات أردوغان في سوريا. وجرت آخر عمليات إعادة نشر القوات التركية داخل الأراضي التي تسيطر عليها القوات المدعومة من أنقرة بموجب تفاهم تم التوصل إليه مع روسيا، وفقا لوكالات أنباء عالمية، نقلت الحديث على لسان مصدر طلب عدم الكشف عن هويته، مؤكدا أن "الأمر ليس في شكل سحب للقوات أو تقليص أعدادها. الوضع يتعلق فقط بتغيير الموقع لخلق توتر جديد". ويقول مسلحون سوريون: إن لتركيا ما يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف جندي في شمال غرب سوريا إلى جانب مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم، والمتشددين الذين التزموا بنزع سلاحهم واحتوائهم. وبسبب سياستها العدائية، تفرض الولاياتالمتحدةالأمريكية عقوبات على أنقرة، إذ كشفت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، أن فرض عقوبات على تركيا يأتي في إطار قانون مكافحة أعداء أمريكا "المعروف ب"كاستا" CAATSA. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: إن العقوبات على تركيا جاءت بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي إس-400 الروسية، وهي خطوة من شأنها أن تُعرّض أمن التكنولوجيا والأفراد العسكريين الأمريكيين للخطر، وتوفرَ أمواًلا كبيرة لقطاع الدفاع الروسي، فضلاً عن المساهمة في توسع نفوذ موسكو، وهو ما ترفضه واشنطن. وكانت الولاياتالمتحدة قد فرضت، الاثنين الماضي، عقوبات على تركيا، لشرائها نظام الدفاع الجوي الروسية، حيث تشمل العقوبات حظرًا على وكالة المشتريات الدفاعية التركية ورئاسة الصناعات الدفاعية (SSB). كما تفرض العقوبات قيودًا على التأشيرات وتجميدًا للأصول على أربعة من كبار المسؤولين التنفيذيين في الصناعات الدفاعية، بمن فيهم رئيسها إسماعيل دمير.