المشهد في الصين مرعب، طوابير في العيادات والمستشفيات، الحرارة والزكام والكحة وصعوبة التنفس، كلها اعراض ومؤشرات توجب التوجه الى المستشفيات، ولكن الكوادر الطبية بكل تخصصاتها اعدادها محدودة، واسرة المستشفيات وغرف العناية المركزة ايضا لا تفي بالغرض، اجهزة التنفس الاصطناعي عددها لا يكفي، والادوية في تناقص، والهلع والخوف ينتاب الكوادر الطبية من العدوى المحتملة، انه وباء كورونا ووهان الذي يجتاح العالم بسرعة فائقة. ولكن من لطف الله على البشرية اليوم، هو التوظيف المتعاظم والمتقدم – لتكنولوجيا الصحة الرقمية وبرمجياتها في التعامل مع الامراض والاوبئة، وهذا ما حدث مع الازمة الراهنة اليوم، وفي جميع انحاء العالم حيث تم توظيف تكنولوجيات متطورة ومتعددة لمتابعة المرض واكتشافه وعلاجه والحفاظ على سلامة العاملين من الكوادر الطبية المختلفة، بل اصبح معلوما متي وكيف يمكن للبشر محاصرة انتشار المرض والقضاء عليه، ومن هذه التكنولوجيات التي تم استخدامها: – الذكاء الاصطناعي، في جمع وتحليل المعلومات الصحية الضخمة والتي تقودنا في النهاية لمعرفة خط سير المرض وطريقة انتشاره من بلد الى اخر، وزمن انحساره، كل ذلك يتم بعد مراجعة جداول رحلات الطيران وطرق العدوى والمعلومات الخاصة بسلوك البشر. – اللوحيات التكنولوجية والخرائط التفاعلية التي تنقل المعلومات من حول العالم وعرضها مبوبة امام الخبراء والعلماء، والتي تتيح لهم المحاكاة الافتراضية المعززة بالواقع. المختبرات الرقمية ومعامل الابحاث الذكية المحمولة والمتنقلة المتخصصة في تحليل التسلسل الجيني للفيروسات والبحث عن التطعيمات الواقية من الاصابة بالمرض. وفي حالة فيروس كورونا ووهان استغرق الامر بضعة ايام وبالتعاون مابين الروس والصينيين للوصول الى لقاح لمكافحة المرض. استعمال طائرات الدرون لايصال الغذاء والمواد الطبية الى الاماكن الموبوءة والمعزولة دون تعريض البشر لاخطار العدوى. واخيرا التحدي الاكبر الذي يواجه العالم اليوم اثناء انتشار الاوبئة، هو توافر الطواقم الطبية المعالجة دون تعرضها للعدوى، هذا ولقد استعانت امريكا ب (روبوت) طبي يقوم بفحص المصابين ونقل المعلومات الحيوية الى فريق طبي بشري بعيدا عن المريض، ووصف العلاجات المطلوبة له ومن ثم يقوم الروبوت ببقية المهام بمساعدة فريق تمريض محدود العدد. التقارير تشير الى ان النتائج كانت مبشرة ومرضية، وبالتالي سيلجأ العالم الى انتاج روبوتات مثيلة تحل مكان الاطقم الطبية البشرية للتعامل مع مرضي الامراض المعدية. بقي ان نعرف ان صناعة تكنولوجيا الصحة الرقمية تدر دخلا سنويا عالميا بمقدار بليوني دولار امريكي، هذا الى جانب عشرات الالوف من الوظائف التقنية والبرمجية والتي يمكن ان يتجه شبابنا الى تخصصاتها اذا ما توافرت برامجها التعليمية في جامعاتنا بقيادة وزارة الصحة.