تواجه المملكة العربية السعودية -متمثلة بوزارة الصحة – تحدياً كبيراً لمواجهة عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا خصوصاً مع قرب موسم العمرة الرمضانية ومن بعدها الاستعداد لموسم الحج. فمنذ سنتين خلت عندما تم اكتشاف الحالات بشرق المملكة لم يصنف فيروس كورونا وباء لبطء انتشار الفيروس بين البشر. عاد فيروس كورونا ليظهر مجدداً بمنطقة جدة وبالعاصمة الرياض ليحصد كثيراً من الإصابات، ومنها إصابات لكوادر طبية انتقل لها المرض عبر مخالطتها المهنية للمرضى أو عيناتهم. تتعامل وزارة الصحة حالياً بشفافية مع حالات مرض فيروس كورونا الجديد (MERS-Cov)، فهناك رابط متجدد بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ينقل عدد الإصابات عالمياً بما فيها عدد الوفيات. بالإضافة لتفعيل موقع وزارة الصحة حول المستجدات واحتياطات الوقاية من العدوى عند التعامل مع الإصابات المشتبه بها أو المؤكدة. إلى الآن لم يعلن رسمياً عن معرفة مصدر الفيروس بشكل جازم ما عدا التكهنات بأنه ينتقل عبر الإبل أو الخفافيش وأن الفيروس تحور لينتقل بين البشر. ولم يذكر رسمياً بأن هناك علاجاً ناجعاً للقضاء على الفيروس، ولكن كان ولايزال السبيل الأمثل للتعامل معه هو الوقاية منه وذلك عبر: الاهتمام بالنظافة العامة ونظافة المواد الغذائية مثل الخضراوات والفواكه. غسل اليدين قبل الأكل بالصابون أو باستخدام المعقمات. استخدام المناديل الورقية عند المخاط والتخلص منها بصناديق القمامة. عدم ملامسة العينين باليد بحال الإصابة بالسعال والرشح. الابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر المستطاع وارتداء الكمامات خصوصاً لذوي المناعة المنخفضة. تقنين التقبيل الاجتماعي. الاهتمام بتقوية المناعة عبر ممارسة الرياضة والنشاط البدني. كما أوصي بالتحرز عند الإصابة بأعراض يشتبه بأنها لفيروس كورونا وهي: حرارة مرتفعة. أعراض الجهاز التنفسي مثل الكحة وسيلان الأنف وصعوبة التنفس. وخصصت مستشفيات بالمدن الكبرى لاستقبال تلك الحالات جهزت بكوادر صحية مدربة وغرف عزل وتجهيزات عناية مركزة. رغم أن معظم الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا تعافت من المرض، وأن نسبة الوفاة منه مازالت أقل بكثير من الوفيات نتيجة حوادث السيارات أو أمراض السرطان أو الأمراض المزمنة إلا أن الهلع من الإصابة به وصل لدرجة الوسواس حتى بين الكوادر الطبية تخوفاً من الإصابة بالعدوى. باتت وسائل التواصل التي حولت العالم وأخباره لقرية صغيرة مرتعاً للشائعات وعيادة الوصفات الشعبية من ثوم وزبادي وماء زمزم وعسل مقري عليه وبخور جاوي للقضاء على المرض، وظهر الدجالون المتاجرون بمخاوف الناس ليدعوا اكتشافهم العلاج الشافي لفيروس كورونا أو اللقاحات لم يتم تجربتها على البشر ولا يعرف تأثيرها ولا أضرارها الجانبية. ورغم عدم وجود مصادر تؤكد تلك الأخبار والوصفات المشكوك بها إلا أنها تجد قبولاً اجتماعياً كبيراً أكثر مما ينقل من مواقع متخصصة ومعتمدة رسمياً أو من متخصصين. والأدهى والأمر عندما يتم تناقلها عبر كوادر طبية مفترض أن تتحمل جزءاً من المسؤولية العلمية والمهنية بأن لا تنقل الشائعات المشكوك بها دون تيقن، سواء عن عدد الحالات أو طرق العلاج غير المثبت علمياً جدواها. فليس كل ارتفاع حرارة كورونا، وبموسم تغير الفصول والغبار يتوقع أن يصاب الإنسان بكثير من الفيروسات المحيطة به التي تسبب أعراضاً بالجهاز التنفسي، التي تؤثر سلباً على ذوي المناعة المنخفضة من كبار السن والأطفال والمرضى بأمراض مزمنة أو أورام سرطانية أو من يتعاطون أدوية تخفض المناعة، ولهذا يلاحظ كثرة الوفيات بهذه المواسم سنوياً بسبب الإصابة بالفيروسات التي يصاب الكثير بها ويتعافى ولكن أولئك لا تستطيع أجسادهم الضعيفة مقاومتها. هل نحتاج لفيروس متجدد لنتذكر دائماً أن الوقاية خير من العلاج، وأن التوعية الصحية عبر المختصين الذين يبحثون عن المعلومة المؤكدة قبل نقلها، والحريصين على الشفافية والتواصل مع الجمهور هو أحد سبلها لإزالة المخاوف وقطع الطرق على الدجالين.