أثار انتشار فيروس جديد من سلالة كورونا ذعرا صحيا عالميا، كونه من الفيروسات ذات الأعراض الالتهابية الحادة في الجهاز التنفسي. وتعد الصين هي منشأ الفيروس الجديد، وقد أعلنت عن أربع حالات أخرى في تفشي التهاب رئوي فيروسي في مدينة بوسط البلاد أسفر عن وفاة شخصين، مما دفع الولاياتالمتحدة ودول أخرى إلى اتخاذ تدابير وقائية. ويعد هذا الفيروس المستجد من مجموعة فيروسات الكورونا التي منها فيروس السارس وفيروس كورونا المستجد “MERS COV”. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تشير الأدلة إلى ارتباط الإصابة بالتعرض إلى سوق مأكولات بحرية في منطقة ووهان. وقد أُغلقت هذه السوق في 1 كانون يناير 2020. ولم تنتقل العدوى في هذه المرحلة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية ولا توجد أدلة واضحة على انتقالها بين البشر. وتواصل السلطات الصينية في الأثناء عملها من خلال تدابير الترصّد والمتابعة المكثفة فضلاً عن المزيد من إجراءات التقصي الوبائي. وقدّمت الصين التسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجد في 12 يناير، مما يكتسي أهمية كبرى للبلدان الأخرى التي ستتمكن من استخدامه في تطوير أدوات تشخيص محددة. وقد أُبلغ عن مجموعة الحالات هذه لأول مرة في 31 ديسمبر 2019، من خلال المكتب الإقليمي للمنظمة في الصين. واكتشفت السلطات الصينية نوعاً جديداً من فيروس كورونا (فيروس كورونا المستجد (nCov) وتم عزله في 7 يناير 2020. وأجريت الفحوص المختبرية على جميع الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس خلال مرحلة التقصي النشط والمراجعة الاستعادية للحالات. وأدّى ذلك إلى استبعاد الأمراض التنفسية الأخرى كالإنفلونزا وإنفلونزا الطيور والفيروس الغدّي وفيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس) وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV). وذكرت لجنة الصحة ببلدية ووهان اليوم السبت أن عدد الحالات الأخيرة يصل إلى 45 شخص أصيبوا بالمرض. خمسة منهم في حالة خطيرة. وتتمثل العلامات السريرية والأعراض أساساً في الحمّى، مع صعوبة في التنفس لدى بعض المصابين، وظهور رشائح رئوية متفشية في الرئتين في صور الأشعة السينية. وأفادت السلطات الوطنية بعزل المرضى وتلقيهم العلاج في المراكز الطبية في ووهان. ووفقاً للتقصي الوبائي الأولي، فإن معظم الحالات لأشخاص إما يعملون في سوق بيع المأكولات البحرية بالجملة في هوانان أو يتعاملون معها ويزورونها بشكل منتظم. ووفقاً للتقارير الحكومية، لا يوجد دليل واضح على انتقال الفيروس ببساطة من شخص إلى آخر. ولم يُبلغ في الوقت الحاضر عن أي حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في أي مكان آخر غير ووهان. وأصدرت منظمة الصحة منشورا تشجع فيه جميع دول العالم لمواصلة أنشطة التأهب واصدرت توجيهاتها بهدا الشأن، وقالت إنه ينبغى على جميع الممارسين الصحيين ومسئولي الصحة العامة تقديم كافة المعلومات للمسافرين لتقليل مخاطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، من خلال عيادات الحجر الصحي في المواني والمطارات. وسلالات فيروس كورونا عائلة كبيرة يمكن أن تسبب عدوى تتراوح بين نزلات البرد الشائعة والتهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس). ولا توجد حتّى الآن علاجات محدّدة للأمراض الناجمة عن فيروس “كورونا”، كما أن معظم الناس الذين يعانون من عدوى الفيروس يتعافون بشكل تلقائي، ولكن هناك إجراءات يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بتلك الفيروسات وهي: – الحفاظ على يدين نظيفتين بغسلهما بشكل مستمر بالماء والصابون. – تجنب التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين بأي مرض، وتجنب التعامل المباشر مع الحيوانات. – تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم بدون غسل اليدين، والعمل على تطهير الأسطح التي تتلوث سريعًا. – تهوية المنزل جيدًا مع تدفئته جيدًا في فصل الشتاء. وتحرص السلطات الصحية على تجنب تكرار أزمة سارس، أو متلازمة التنفس الحاد الوخيم، التي بدأت في جنوبالصين في أواخر عام 2002 وانتشرت في أكثر من عشرين دولة، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 800 شخص. وأعلنت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة انها ستبدأ فحص المسافرين في ثلاث مطارات رئيسية تصل على متن رحلات من ووهان، كما بدأ ما لا يقل عن ستة من دول آسيوية في فحص المسافرين القادمين على شركات طيران من وسط الصين. وتشمل القائمة تايلاند و اليابان اللتان أبلغتا عن حالات إصابة بالمرض لدى أشخاص أتوا من ووهان، إذ يصبح السفر مكثفا بشكل غير عادي في الوقت الحالي حيث يقوم الناس برحلات من وإلى الصين للاحتفال بالسنة القمرية الجديدة. وفي نفس السياق، كثفت السلطات في إندونيسيا إجراءات فحص الركاب في جميع نقاط الدخول لمواجهة التفشي. كما تفحص الفلبين كل الركاب في الموانئ والمطارات. وذكرت السلطات في ماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية أيضا أنها تفحص الركاب القادمين من ووهان. من جانب آخر، قررت وزارة الصحة المصرية رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع أقسام الحجر الصحي بمنافذ الدخول المختلفة للبلاد الجوية والبحرية والبرية، بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية للمستشفيات في جميع أنحاء العالم لأخذ احتياطاتها الوقائية من انتشار عدوى خطيرة بسبب ذلك الفيروس الجديد.