يواكب منتدى الإعلام السعودي الذي ينطلق بعد غدٍ الاثنين مستجدات الساحة الإعلامية ومتغيراتها من خلال جلسات وورش عمل متخصصة تتناول الإعلام الرقمي والتجارب المختلفة التي خاضتها مؤسسات إعلامية عربية وعالميه في هذا المجال والتحديات التي تتعلق به. وتتحدث ستة جلسات عن وسائل الإعلام الرقمي والتحولات الحديثة، وهي : “التحول الرقمي والحوارات الجديدة في المجتمع الرقمي المعاصر”، و”الشباب في وسائل الإعلام الجديد” و”الاعلام الحديث واضطراب الحقيقة”، و”سباق التحول الرقمي في المؤسسات الإعلامية”، و”الاتصال الرقمي والتحولات الاجتماعية والثقافية”، و”مراكز الدراسات وصناعة الإعلام الحديث” وسيتحدث خلالها نخبة من أبرز القادة في المجال الإعلامي. وتتناول أولى الجلسات الرقمية بعنوان “التحول الرقمي والحوارات الجديدة في المجتمع الرقمي المعاصر” المظاهر الراهنة للتحول الرقمي ودلالاته المجتمعية، وانعكاساته على البيئة الإنسانية المعاصرة، وأهمية الحوارات التي يثيرها هذا التحول، وذلك في إطار البحث عن حقيقة التحول الرقمي في المجتمع الإنساني المعاصر، وما يشير إليه ذلك من ضرورات الحوار في المجتمع المعاصر. وتستعرض الجلسة الثانية بعنوان “الشباب في وسائل الإعلام الجديد” تجارب الشباب ورؤاهم بصفتهم الأكثر تأقلماً ومعاصرة للإعلام الحديث، والأكثر اهتماماً وتأثراً به، والحضور الشبابي في وسائل الإعلام وتطلعات الأجيال الشابة المعاصرة العاملة في صناعة الإعلام، والأدوار المتوقعة منهم في القيام بالوظائف الإعلامية المتعددة بما يحقق الغايات الإعلامية من جانب وتطلعات الجمهور من جانب أخر. ويشهد اليوم الأول من المنتدى جلسة بعنوان “الإعلام الحديث واضطراب الحقيقة” في ظل الإعلام الرقمي الذي أتاح لجميع شرائح المجتمع والأفراد بالتعاطي الإعلامي، وقضية “الحقيقة” في البيئة الإعلامية والاتصالية الجديدة، وتطرح فرضية اضطراب تلك الحقيقة بصفتها عماد العمل الإعلامي وأحد معايير مهنيته، وما يثيره التطور التقني و انتشار وسائل التواصل الاجتماعي من تساؤلات حول من يدير واقع الإعلام؟ وعلاقة الأجندات بالسلوك “التواصلي”. وفي اليوم الثاني من المنتدى تقام جلسة عن “سباق التحول الرقمي في المؤسسات الإعلامية” التي تتطرق إلى مرحلة التحول الرقمي في مؤسسات الإعلام وتأثيرها في صناعة الإعلام التقليدي والعوائد المترتبة على عملية التحول من خلال التفاعل والانتشار والسرعة والتكاليف في المشهد الإعلامي والعوائد على مستوى التنافس وتطوير الصناعة الإعلامية، وتستعرض الجلسة مرحلة التحول الرقمي في مؤسسات الإعلام وتأثير هذه المرحلة على صناعة الإعلام التقليدي والعوائد المترتبة على عملية التحول تلك من خلال التحول الرقمي للمؤسسات بين “الضرورة” و”الرغبة” وعوائد التحول الرقمي على المستوى التنافسي وتطوير الصناعة الإعلامية. وستناقش جلسة “الاتصال الرقمي والتحولات الاجتماعية والثقافية” تحول الاتصال الرقمي إلى حجر الأساس في تسيير العمل وتطوير الأداء بكافة المؤسسات وارتباطه بالتغييرات والتحولات الجذرية في علاقة الجمهور بالإعلام وعلاقته بمصادر المعلومات إجمالاً، وتأثر أساليب ممارسة العمل الإعلامي ومفاهيمه بسبب الدور الجديد الذي بات الجمهور يقوم به كمنتج ومستخدم للإعلام بعد أن كان متلقيًا لعهود طويلة ليصبح المحتوى الذي ينتجه الجمهور ويتبادله عبر تطبيقات الاتصال الرقمي أحد المصادر المهمة في تشكيل الخبرات والمعارف بما يحدث في البيئة المحيطة. وتختتم الجلسات الحوارية الخاصة في المجال الرقمي مع جلسة “مراكز الدراسات وصناعة الإعلام الحديث” التي سيتحدث من خلالها أربع أكاديميين بارزين ورؤساء لمراكز الدراسات عن دورهم في صناعة الإعلام الحديث من حيث حضورهم في المشهد المجتمعي والإعلامي وفاعلية المراكز في الاستجابة للاحتياجات المعرفية لصناعة الإعلام وذلك من خلال الأدوار الوظيفية لمراكز الدراسات الإعلامية. كما خصص المنتدى جلسة لمناقشة التعاطي الإعلامي مع الأحداث العالمية، حيث يتحدث رئيس مركز الصحافة في وزارة الخارجية في الاتحاد الروسي ألكسندر بيكانتوف في جلسة “الإبلاغ المتوازن في عصر الحروب الإعلامية” إذ يتطرق إلى ما تواجهه وكالات الأخبار في كافة أرجاء العالم وبشكل متزايد من تحديات لضمان نوعية وموضوعية الصحافة التي يتم إنتاجها في الحروب العالمية الحالية التي تشكلها العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية. ويسلط بيكانتوف الضوء على الكيفية التي يمكن بواسطتها للصحافيين والإعلام ككل ضمان المستوى العالي من المهنية والدقة والحيادية. كما تتحدث الناطقة باللغة العربية لوزارة الخارجية الأمريكية ونائب مدير المركز الإعلامي الإقليمي في دبي جيرالدين غاسام غريفيث عن كيفية تعامل الصحافية بفاعليه أكبر مع مع وكالات الحكومة الأمريكية والناطقين الرسميين. كما يشهد المنتدى خمس ورش عمل متخصصة عن الإعلام الرقمي وهي: “كيف تصنع محتوى رقمياً فعالاً”، والاستراتيجيات المستقبلية للصحف والمجلات السعودية” و”تطبيقات الإنتاج الاحترافي في صحافة الموبايل”، و”غرفة الخبار المستقبل لصانعي الإعلام: ذكية وسهلة”، والبيانات الضخمة: كيف نفهمها ونوظفها”, وورشة “كيف تصنع محتوى رقمياً فعالاً” وآليات بناء المحتوى في العصر الرقمي وأساليب إعداده وإدارته وتسويقه عبر المنصات المختلفة، كما تتطرق إلى الفرق بين إدارة المحتوى القائم على إعادة وتدوير المضامين التقليدية وصناعة المحتوى الهادف إلى تعديل المواقف والاتجاهات والسلوكيات البشرية. وتستعرض الورشة الثانية بعنوان “الاستراتيجيات المستقبلية للصحف والمجلات السعودية” العوامل الحالية التي تؤثر على استراتيجيات الاستثمار والإدارة والتسويق للصحف والمجلات في المملكة العربية السعودية وتتيح الاطلاع على أبرز التجارب العالمية في هذا المجال، وذلك في ظل التأثيرات العميقة للتقنية الرقمية على الصحف والمجلات عموماً, بالإضافة إلى مناقشات عامة عن مستقبل الإعلام في السنوات العشر القادمة. أما الورشة الرقمية الثالثة فستكون بعنوان “تطبيقات الإنتاج الاحترافي في صحافة الموبايل” التي تمكن المشاركين فيها من إتقان مهارات بناء قوالب صحافة الهواتف، وتعزيز المحتوى الإعلامي الذي يراد نشره، والتعرف على التجارب العملية في تطبيقات الصحافة الرقمية وتمنح المشاركين فضاءً رحباً للإبداع في صياغة أفكار المواد الإعلامية وإنتاجها وفق تطبيقات ومهارات الصحافة في الهاتف. وتتناول ورشة العمل الرابعة التي تحمل عنوان “غرف أخبار المستقبل” أدوات الرصد التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوظيف تقنيات ذكية للنشر على الإنترنت والوسائل الورقية على حد سواء. وتختتم ورش العمل بورشة “البيانات الضخمة” التي تقدم الأدوات اللازمة لفهم البيانات الضخمة وتوظيفها في بيئة الإعلام الجديدة التي تشتمل على تطورات رقمية هائلة في تقنيات الاتصال الإنساني والمعلوماتية. يذكر أن منتدى الإعلام السعودي يعد الاضخم من نوعه وتقدم خلاله 50 جلسة وورشة عمل يقدمها نخبة من أبرز القادة والمفكرين والإعلاميين بمشاركة اكثر من ألف إعلامي.