من باب الدعابة أحياناً أو الانتقاص من أحدهم في أحيان أخرى، قد نستخدم عبارات ك» سلطان زمانة، فريد من نوعه، أو آخر حبة « والأخيرة هي من نتاج تطور الأجيال والمصطلحات المستخدمة، فلا يسلم من يظن نفسه متميزاً من عبارة كتلك. ليتم قصف جبهته كما يقولون، ولا يحاول أن يصنع من نفسه ذلك المتفرد الذي لم تولده ولاّدة، ويصبح كغيره من البشر يأكل ويشرب ويعيش ويتعايش. دعك من نقطة التمييز التي تدعيها ولتكن مثلك مثل البقية. هل حقاً لا يوجد من هو فريد من نوعه، هل جميعنا متشابهون وأولاد تسعة على قول إخواننا المصريين..؟ على الرغم من أنها ليست قاعدة فهناك من أكتفوا بستة أو سبعة أشهر ليحضروا إلى الدنيا في عجلة من أمرهم.. إذا حتى هذه النظرية هناك من تمييز عنها. من وجهة نظري القابلة للاعتراض أرى أن كل واحد منّا هو آخر حبة، فلم يخلق الله من بيننا من له شبيه بالآخر، وإن كان هناك شبه فهو في التكوين الخارجي فقط، كما يحدث في حالات التوائم، أو طبقاً للمثل القائل «يخلق من الشبه أربعين»، فحتى أولئك الأربعون لا يتجاوز الشبه لديهم من كونه ملامح متقاربة تلفت العين فقط، وبمجرد أن يتحدث صاحب الشبه المذكور، تظهر الفروق العشر بينه وبين أشباهه التسعة وثلاثين. إذا لكل واحد من بيننا بصمته التي تمييز بها عن غيره، وسواء كان هناك قبول ممن حولنا أو رفض لتلك البصمة التي تمييزنا.. فهي موجودة ومفروضة عليهم في حال أيقنوا بضرورة التعايش معنا. لم تخلق هذه الميزة التي تجعلني مختلفة عنك دون هدف.. بل هي ضرورة ليحدث التعايش، والتعايش مصطلح يعني يَعِيشُونَ فِي تَسَاكُنٍ وَتَوَافُقٍ دَاخِلَ الْمُجْتَمَعِ عَلَى الرَّغْمِ مِنِ اخْتِلاَفِهِمُ، بمعنى أنني أحتاج اختلافك لأستمتع بمعنى الحياة، أو اتعلم منك ما لا أعرفه، وأتقبّلك بما فيك وتتقبّلني بما أملك، لذا سأقبل كونك لست كغيرك وأنه لا يوجد لك مثيل في الكون، على الأقل حتى أكسر رتابة الحياة التي قد تمر بي من الحين للآخر وسأقبل بك من بين من هم في حياتي.. يا آخر حبة. للتواصل على تويتر وفيس بوك