تفاوتت اراء عدد من الاخصائيين واولياء أمور وتربويين حول استخدام الضرب بالعصا أو باليد عندما يرتكب احد الأبناء سلوكاً غير مرغوب فيه او خطأ ينتج عنه ضرر على نفسه أو بحق آخرين ، أو امتنع عن واجبات طلبها منه أحد والديه او المعلم في المدرسة. وقال الاخصائيون ان الضرب لا يعد وسيلة لردع المخطئ بقدر ما يخلف لديه اثارا نفسية على الابن المعاقب فيما يرى بعض أولياء الأمور ان استخدام الضرب غير المبرح في العقوبة علاج أوصى به ديننا الحنيف.. البلاد طرحت هذه القضية التربوية في التحقيق التالي: ابدى تربويون تحفظهم على التأييد من عدمه ، وقال بعضهم أن الحزم مع الطفل المخطئ امر مطلوب وكلا الاسلوبين يحققان تقريبا نفس النتائج ولفت احد التربويين الى ان استخدام الضرب ينفع مع فئة من الابناء والفئة الثانية تتفاعل مع العقوبة الحديثة. وفي هذا الاطار يؤكد الاخصائي الاجتماعي نايف الرحبي ان التربية الحديثة اثبتت نجاحاً في علاج الكثير من السلوكيات لدى الأبناء فالاب او الام في المنزل عندما تعاقب الابن عند ارتكابه الخطأ بالحرمان من ممارسة لعبة معينة او تقليص مبلغ المصروف او الحرمان من استخدام جهازه الذكي لساعات او أيام. فهذه العقوبة تعتبر قاسية للابن فالحرمان من استخدام الجهاز الذكي لوقت معين تكفي لردع الابن المخطئ وتجده يفكر كثيراً قبل ان يكرر خطئه فالجهاز الذكي سواء كان جوالا او ايباد من الأجهزة اللازمة للابناء في الوقت الراهن ولا يستغنى عنه أي طفل او شاب او فتاه. واستطرد الحربي في حديثه قائلا عودة العصا في المنزل او المدرسة امر غير مرغوب فيه ولست من مؤيدي هذا القرار وكما اشرت فالتربية الحديثة قادرة على معالجة السلوكيات الخاطئة عند الأبناء وهي تشمل أساليب متعددة وتحتاج فقط لمرونة ودقة في التعامل معها ومتابعتها لتتحقق النتائج المرجوة منها. الضرب سنة نبوية من جانبه لفت المواطن خالد الزهراني الى ان الضرب سنة نبوية ويتم تنفيذه في حال ارتكب احد الأبناء خطأ يستوجب العقوبة البدنية لان العقوبة البدنية تطهر الجسد والحديث النبوي الشريف والذي ذكر فيه "اضربوهم عليها لعشر" ويقصد به ضرب الابن اذا بلغ العاشرة من عمره وقصر في تأدية الصلوات في وقتها. وأضاف الزهراني ديننا الإسلامي يوجهنا للعمل الصحيح لذلك أرى ان العقوبة البدنية متى كانت مستحقة فلابد من تنفيذها وعدم اتباع أسلوب التربية الحديثة في السلوكيات والمواقف التي دعا فيها الإسلام للضرب لانه علاج فعال أوصى به سيد هذه الامة ونبيها وهو الذي لا ينطق عن الهوى. الحزم مطلوب ولكن؟ الى ذلك قال التربوي عبدالرحمن بن عبدالله القحطاني ان الحوار والإقناع هو الأساس ، لكن استخدام الضرب أحيانا في المنزل او المدرسة في معالجة الأخطاء التي يرتكبها الأبناء يحدث من ولي امر او معلم ليس هدفه إيذاء الابن والتشفي فيه او تصفية حسابات بل الهدف هو اشعار المخطئ بحجم خطئه وابلاغه ان فداحة الخطأ استوجبت العقوبة البدنية وأضاف القحطاني لا خلاف ان الدين الاسلامي أوصى بمعاقبة المخطئ والاحكام الشرعية معروفة ونحمد الله اننا في دولة تسعى جاهدة لتطبيق احكام الشريعة الاسلامية في جميع مناحي الحياة مشيراً الى ان بعص أولياء الأمور يطبقون الضرب في المنزل وبشكل يومي وأيضا في المدارس لازال عدد من المدرسين يحمل معه العصا واخرون يستخدمون القلم وأجهزة أخرى في معاقبة الطلاب ومن النادر ان يتم تسريب صورة او تسجيل للعقوبات البدنية التي تحدث للطلاب في بعض المدارس. العقاب البدني غير مناسب من جهتها حددت أخصائية نفسية إجراءات بديلة للعقاب البدني، ينبغي على المربين استخدامها كبديل للضرب والعقاب البدني العنيف ولها مفعول تربوي في ضبط السلوك. واكدت سماح بنت سالم العمودي على الحوار ، مضيفة بأن على المربين اتباع إجراءات تربوية ايجابية لضبط السلوك دون اللجوء للعقاب البدني. وأضافت أن تعديل السلوك هو العلم الذي يشتمل على التطبيق المنظم للأساليب، التي انبثقت عن القوانين السلوكية، وذلك بغية إحداث تغيير جوهري ومفيد في السلوك الأكاديمي والاجتماعي، مضيفة أن بدائل العقاب تعتبر تقنية من تقنيات تعديل السلوك، التي يلجأ إليها المربي ليبتعد عن الضرب والعقاب البدني، الذي يعتبر ممنوعا في التربية الحديثة. واستعرضت سماح 3 أهداف تعدل السلوك قائلة إنها إما أن تهدف إلى زيادة سلوك مرغوب فيه، أو خفض سلوك غير مرغوب فيه، أو اكتساب سلوك جديد مرغوب. وقالت أن استراتيجيات تعديل السلوك تتميز بعدد من الخصائص كسهولة التنفيذ، وإمكانية تطبيقها، وتكون إنمائية، وتشجع مهارات الضبط الذاتي، ولا تنتج عنها مشكلات إضافية، ومتماشية مع خصائص المشكلة. الضرب ضد التربية الحديثة من جانبها أكدت العمودي أن التربية الحديثة تمنع استخدام الضرب كأسلوب تربوي، حيث تنتج عنه سلبيات أكثر من كونه معدلا للسلوك، مضيفة أن تعرض الأطفال للضرب من قبل المربين أو من قبل أقرانهم يؤدي للجوئهم للضرب في التعامل مع زملائهم أو إخوانهم، حيث إن العنف في التربية يولد السلوك العنيف، ولا يمكن أن يتم حل مشكلة سلوكية بالتسبب بظهور مشكلة أخرى، وأن الأساليب التربوية التي استخدمت لتربية الأجيال السابقة لا تنفع بالضرورة للتعامل مع الجيل الحالي. ولفتت سماح الى ان الإجراءات البدلية تبدأ: بالتعزيز، والتشكيل، والتصحيح البسيط، والإطفاء، والإرشاد بالواقع، وإدارة الضغوط، ثم العقاب، والتلاشي، والتصحيح الزائد، واتخاذ القرار وبعده يتم الإقصاء، وضبط المثيرات، ومبدأ بريماك،إضافة للتلقين، العقد السلوكي، التسلسل، التمييز، النمذجة، التحصين التدريجي، التلقين الانفعالي، تكلفة الاستجابة، التعميم، السلوك التوكيدي، ضبط الذات، الإرشاد العقلاني، الاقتصاد الرمزي، الكف المتبادل، حل المشكلات، التغذية الراجعة. وأشارت العمودي الى نجاح فاق التوقعات عند تطبيق هذه البدائل التربوية الناجحة وأبدت الكثير من المربيات اعجابهن بالنتائج الإيجابية التي تحققت لهم مطالبين بضرورة تعميم هذه النماذج على مستوى المملكة لافتة الى ان دول متقدمة طبقتها منذ عقود ونتائجها الإيجابية عالية جداً.