يؤثر العقاب البدني الذي يمارسه المعلم في المدرسة او الاب في البيت على الحالة النفسية للابناء والتلاميذ بل ويؤثر على مستقبل الابناء حيث يتحكم الشعور بالاهانة في مسيرتهم الحياتية ونظرتهم الى الحياة في المستقبل.. (اليوم) اجرت الاستطلاع التالي:الثواب والتعزيز د. خالد الحليبي: كتبت اكثر من مرة, وحاضرت كثيرا حول هذه القضية, وحاورت مئات من الآباء والامهات والمعلمين والمعلمات, حتى اصبح لدي اقتناع كامل بضرورة وجود حملة توعية ضخمة تشمل كافة شرائح المجتمع, لترفع الظلم الواقع بالاولاد من ايدي اولياء امورهم ومربيهم, في المنزل والمدرسة. @ حقا ان التربية بالعصا جزء من التربية القويمة ولا شك.. ولكن متى؟ * ان الآيات الكريمة التي قالها خالق الانسان, والاحاديث الصحاح التي قالها المعلم والمربي الاعظم - صلى الله عليه وسلم - والمنقول عن كبار علماء النفس والتربية في القديم والحديث كلهم يشيرون الى اتجاه واحد.. هو ان العقاب البدني لا يكون الا في اضيق الحدود, والا فالنتائج ستكون عكسية تماما, واما التربية الحقة فهي التي تكون بالحب والتقدير والاحترام لمن نتعامل معهم على انهم تحت ولايتنا التربوية, التربية بالحب هي الاجدى والابقى والاسلم لنفسية الطفل وبدنه وعقله. ان صفعة كل اسبوعين تكفي للرحيل بذكاء الطفل وفطنته, بل اقول: وبكرامته واحساسه بعمق الجرح النفسي للضرب, حتى يتدرب عليه, ويصبح لا قيمة له, ولا عجب ان نجد الطفل بعد ذلك يطلب منا ان نضربه, ليحقق متعة لا يحسها الا من تعودوا على الادمان على اي شيء من العادات.. وهنا لا يمكن ان نربي الطفل او المراهق على شيء. ان الثواب والتعزيز يجب ان يكونا صلتنا بمن نربيهم, ولا نلجأ الى العقوبة الا حين تنغلق علينا ابواب التعزيز.. وقليلا ما يحدث ذلك, ثم ان هناك بدائل كثيرة عن الضرب والعقوبة البدنية المباشرة من اجداها الحرمان والاشباع.. وقد فصلت في ذلك في برنامجي الذي اقدمه الآن في عدد من البلاد بعنوان (افكار طريفة في تربية الاولاد), والبرنامج الآخر الذي هو بعنوان (كيف تكون مربيا ناجحا؟) فهدف هذان المشروعان التربويان هو تحويل مسار التعامل مع الاولاد والطلاب الى ما نحب ان نتعامل به نحن الكبار مع بعضنا. ان العقوبة البدنية توجد نفسية منزعجة خائفة ذات رعونة وعدوانية, تحب الانتقام من الآخرين, وتنفس بكل بعنف, وتكره من يربيها, فهل نحب ان يكرهنا اولادنا او تلاميذنا؟ السير في الطريق الصحيح علي بسان الزهراني: نحن في وزارة التربية والتعليم لا نعمل بالعقاب البدني او العقاب النفسي انما لدينا الوسائل والاساليب التربوية التي تساعد الطالب على السير في الطريق الصحيح في دراسته وفي تعامله مع المعلمين. والحقيقة اننا نطلب من المعلم والاب عدم اللجوء الى هذا الاسبوع والعمل بأساليب التربية الحديثة وما جاء في الحديث الشريف في المعاملة كما اننا لدينا لائحة السلوك والمواظبة واسلوب الثواب والعقاب حيث ان الطالب ينال عقابه اذا اخطأ وينال شهادة شكر وتقدير حينما يحسن ويتفوق. يجب ان تكون المدرسة جاذبة للطالب ولا تكون له كالسجن او المكان الذي يلقى فيه معاملة سيئة لان المعاملة العنيفة للطالب ستولد في داخله الاحساس بالعنف تجاه كل شيء في الحياة مما يجعله شخصا غير سوي يتعثر في كافة امور الحياة. توليد العناد عبدالله محمد ابابطين: قضية العقاب البدني لها تأثير في نشأة الطفل وفي قدرته على الابداع ويجب التعامل مع الطفل بالتوجيه السليم وضرب الامثلة والمناقشة الهادئة بالنزول الى عقليته وتبسيط الامور له حسب درجة فهمه وادراكه اما الضرب فيولد في الطفل العناد ويسعى دائما الى الاشياء التي منع عنها. فالعقاب النفسي حتى بالكلمة يؤثر على الطفل خاصة الكلمات النابية, فيجب ان يعود الطفل على الكلمات الطيبة لانه بمجرد ان يسمع اي كلمات خارجة عن المألوف تتعلق بذهنه ويحاول مستقبلا ان يطبقها على الآخرين لانه سمعها من مثله الاعلى كالاب في البيت او المعلم في المدرسة مما يؤثر على عقلية الطفل تأثيرا سلبيا, لذلك يجب التعامل بالحوار والنقاش وليس الضرب وتوجيه اللوم واستخدام الكلمات النابية. عبدالله البابطين