أكدت ندوة اجتماعية على ضرورة إشاعة التحاور بين أفراد الأسرة لتكوين وقاية من العنف الأسري والذي بدأ بالظهور في مجتمعنا نتيجة الانفتاح اللاواعي على سلوكيات العالم الآخر. وتطرقت الندوة التي نظمها مركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري فرع الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتي قدمتها الدكتورة أريج سعد العوفي الاستشاري المشارك بطب الأسرة بمستشفى الحرس الوطني إلى أن العنف الأسري أصبح من أبرز الموضوعات التي انتشرت في الآونة الأخيرة في المجتمعات كظاهرة سلوكية، بسبب تطور الحياة المادية والتي تطورت معها السلوكيات سلباً وإيجاباً، في حين اختفت بعض السلوكيات ونشأت سلوكيات أخرى لتواكب الحياة الجديدة. وتطرقت د. العوفي إلى أساليب حماية الأسرة من العنف الأسري من خلال الالتفات لأهمية التنشئة الحسنة وإكساب أفراد الأسرة السلوك القويم، فضلاً عن اتباع الأساليب الواعية في التحاور بين أفراد الأسرة، والمساواة في التعامل مع الأبناء، وإشباع احتياجات الأبناء النفسية والاجتماعية والسلوكية، وكذلك المادية.ونبهت الندوة إلى أهمية المشاركة الحسية والمعنوية مع الأبناء، ومصادقتهم لبث الثقة في نفوسهم، والتقليل من مشاهدة مناظر العنف على أجهزة التلفزة، وعدم الاعتماد على المربيات في إدارة شؤون الأسرة، فضلاً عن غرس القيم والمبادئ والأخلاق في نفوس الأبناء منذ الصغر، ومتابعة الأبناء وتوجيه سلوكهم، وتنمية المهارات الإبداعية والمواهب الدفينة لدى الأبناء.واختتمت المحاضرة بضرورة تنمية العواطف الكامنة من حب الوطن والمجتمع والانتماء إليهما، وحسن العشرة بين الأبوين، والحد من ظاهرة الطلاق، والاعتناء بثقافة ربة البيت فضلاً عن الالتزام بتعاليم الإسلام والأخذ بتعاليمه السمحة وتطبيقها في الحياة الأسرية، سواء كان ذلك من خلال اختيار الزوجين، مروراً بتسمية الأبناء وتربيتهم والتعامل معهم لاسيما أن الإسلام هو دين للحياة وليس للعبادات فقط.جدير بالذكر أن مركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري يسعى للمحافظة على كيان الأسرة والتقليل من نسب الطلاق بالتعاون مع المحاكم الشرعية والدوائر الأمنية من خلال التوجيه والتوعية في أمور الأسرة وبناء علاقاتها من خلال أنشطة وأقسام متعددة تقدم العديد من الدورات والمحاضرات والاستشارات الأسرية واضعاً نصب عينيه رسالة سامية وهي "تحقيق سعادة الأسرة واستقرارها بالتوعية والإصلاح".