يطرح في فرنسا البوم اللبنانية ياسمين حمدان الجديد "ارابولوجيا" الذي يجمع بين موسيقى البوب الالكترونية والموسيقى العربية قبل ان يوزع في لبنان والشرق الاوسط وبلدان اخرى لاحقا. وتقول ياسمين حمدان في مقابلة مع وكالة فرانس برس "كان العمل عبارة عن متعة وتسلية حقيقية استغرق مني جهد 3 سنوات ليخرج حديثا يعتمد على موسيقية اللغة والانفعال مع التركيز على الهوية العربية مجسدة بتجلياتها الحديثة وطبيعة النظرة اليها". ويضم الالبوم الذي عملت عليه ياسمين مع المؤلف الموسيقي الافغاني-الايطالي العالمي ميرويز 12 اغنية الفت كلماتها وتشاركت في تلحينها مع هذا المؤلف والمنتج الذي سبق له العمل مع مادونا في البوم تربع على عرش اغنية البوب عالميا. وقالت ياسمين التي باتت تحمل فنيا لقب "ياس"، ان عددا من الحفلات سترافق صدور البومها وتعقبه، خلال الصيف احداها في لبنان. وكشفت لوكالة فرانس برس انها صورت في القاهرة فيديو كليب لاغنيتين يضمهما الالبوم. وصور الفنان داناكيل اغنية "قال الاول للتاني" التي تذهب فيها ياسمين العربية وميرويز الافغاني في رحلة الى القمر. ويظهران وهما يرتديان ثياب رواد الفضاء في اشارة لا تخلو من سخرية وتريد التأكيد على تقدم التجارب الموسيقية في العالم العربي رغم التأخر القائم على صعد اخرى. اما الاغنية الثانية فصورها الفرنسي ستيفان صيدناوي وستبدأ قناة "ام تي في" الفرنسية في بثها اعتبارا من الشهر المقبل. وتحمل الاسطوانة عنوان "ارابولوجيا" وهي وليدة اللقاء بينها وبين ميرويز الذي تعرفت عليه في احدى حفلات مادونا في باريس وقدمه لها المخرج الفلسطيني ايليا سليمان الذي اختار موسيقى ميرويز لفيلمه السابق "يد الهية". والتعاون مع ميرويز احمدزاي اعطى اسطوانة "ارابولوجيا" التي تجمع بين موسيقى البوب الالكترونية والموسيقى العربية، بعدا عالميا. ووصفت مجلة "تكنيكارت" الفرنسية المتخصصة في الثقافة والمجتمع الالبوم بانه "متفجر" وخصصت لياسمين وميرويز غلاف عدد آذار/مارس الماضي كما اصدرت ملفا كاملا عن العمل وظروف انتاجه. ويطمح الثنائي من خلال هذا العمل الى ايجاد "جيوبولوتيك موسيقي جديد لموسيقى البوب من خلال اللغة العربية" بنغماتها اليومية الشعبية العادية وموسيقيتها الكبيرة القادرة على الحضور والاختراق رغم الكليشيهات والاحكام المسبقة. وتقول ياسمين "لم نكن متفقين على كل شيء. هناك امور تنازلت فيها واخرى تنازل فيها ميرويز لكن الالبوم هو عبارة عن امكنة اللقاء بيننا. ميرويز لم يكن يدرك المعنى دائما وكان يركز اكثر على موسيقية الكلمة بينما كنت احاول ان اقنعه باهمية المعنى". وتضيف الفنانة اللبنانية المقيمة في باريس ان "التركيز على الموسيقية جاء لجعل الالبوم الموجه للعرب اساسا مقبولا في الغرب حيث ينظر الى كل ما هو عربي من وراء حجاب من الكليشيهات". ويمتلك الالبوم هوية عربية نضرة وحديثة تختلط فيها التعابير واللهجات عن قصد واحيانا في المقطع الغنائي الواحد، وتتضمن الاسطوانة اغاني باللهجات المصرية والعراقية والكويتية والفلسطينية. وتقول ياسمين "الاختلاط هو واقع العالم اليوم ونحن دائما نتنقل في العيش بين بلد وآخر". وتؤكد في كل مناسبة حبها للاغاني العربية القديمة "احب كثيرا مغنيات الخمسينات والستينات. في تلك الفترة شهدت البلدان العربية حداثة كبيرة وتناغما وغنى ثقافيا وموسيقيا". وتضيف "احب الموسيقى العربية من قديمها الى اكثرها حداثة فداخل هذه الموسيقى الكثير من الاساليب والبلاد واللهجات المختلفة واللكنات ما يوفر مجالا واسعا جدا للتجربة". وتعود "ياس" للحديث بمرارة عن تجربتها السابقة وتقول "في لبنان قوطعت في اجهزة الاذاعة والتلفزيون رغم اقبال الشباب على الاستماع الي. وارجو الا تتم مقاطعتي في فرنسا لاني اقدم موسيقى باللغة العربية". وكان لياسمين حمدان في لبنان تجربة في اطار فرقة "سوب كيلز" (الصابون يقتل) التي اصدرت ثلاث اسطوانات. وقد لقيت هذه التجربة رواجا في صفوف الشباب واستخدم صوتها وموسيقاها في كثير من الافلام اللبنانية في السنوات الاخيرة. ومع ان ياسمين قدمت في اطار فرقة "سوب كيلز" اغنيات بالانكليزية فهي هنا تصر على العربية. لكنها تؤكد انها "عربية خارج الكليشيهات وخارج رقص هز البطن وطعم راحة الحلقوم" وفق تعبير ميرويز. وتعرب ياسمين عن املها في ان تمد اسطوانة "ارابولوجيا"، "جسورا وان تخترق الحدود وان تفتح المجال امام الشباب العربي الذي يريد فعل اشياء مختلفة تجعل العالم اكثر الوانا واكثر جنونا". ياسمين حمدان عملت كمستشارة موسيقية لفيلم "الزمن المتبقي" لايليا سليمان الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي وشاركت في اختيار موسيقى الفيلم الذي يضم اغنيتين بصوتها من اسطوانتها الاخيرة.