من المؤكد أن لكل قبيلة من القبائل أو بطن من البطون أو حتى العشيرة في بعض الأحايين لونا تراثيا مخصصا وتعرف به هذه القبيلة أو تلك العشيرة !! وعبر الأزمنة المتوالية والمتتالية تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل ويصبح أرثا يرثه ويتوارثه الأبناء من الآباء فيظهر بصورته النهائية بما يسمى الموروث الشعبي !! وهذا ما تعارفنا عليه، وما اختلفنا في يومٍ من الأيام على شكله أو مضمونه لسبب واحد أن لكل منطقة لون ثقافي تُعرف به أو موروث شعبي يميزها عن باقي القبائل أو المناطق !! وهذا ما أسميه ( الموروث الشعبي الأصيل ) ولكن الغريب أن هناك الوانا شعبية ومنوعات ثقافية ادخلت على ذلك الموروث من باب التطوير والتجديد ولعل منها على سبيل المثال (بعض الآلات الموسيقية مثل الأورج وغيره ) لتحل محل أدوات اللون التراثي والآلات الشعبية المعروفة مثل الطبل والزير والزلفة!! والأدهى والأمّر من ذلك التجيير الذي يحدث في بعض الأوقات لهذا الموروث الشعبي أو ذاك ومن أهله الأصليين ومن منبعه الأساسي إلي قبائل أخرى لا تمت له بصلة!! ومن هذا المنطلق نقول أن التمادي في ذلك والسكوت علىه شئ خاطئ، بل تعدي على الحقوق المحفوظة، والواجبات المفروضة!! فالموروث الشعبي في الجنوب له مدلولاته، واصله واصوله، واسسه واساسياته، بل جزئياته وأدبياته، سواء من ناحيه المكان أو الزمان، أو اللبس، أو الأدوات والآلات الحربية ومايخصها!! أو من ناحيه الشعر والشعراء!! وهو مايسمى القصيد من بدع ورد بين الشعراء!! وكذلك من ناحيه الايقاع المصاحب له كالزير والدف والمزمار!! وعليه فمن الخطأ أن نطلق على المدقال والعرضة واللعب الشهري على سبيل المثال بالعرضة الجنوبية فهذا خطأ !! والمتعارف عليه أن هذا اللون يخص بني شهر خاصة ورجال الحجر عامة !! ففي الجنوب موروثات شعبية متنوعة مثل؛ الدَمّة لون شعبي حماسي من رقصات الحرب قديما، يؤدى في صفوف، ويردد الرجال أبيات الشاعر الذي يلقيها عليهم، وهو خال من الإيقاعات والمؤثرات. وتؤدى الدمة في مناسبات عدة كالأفراح والأعياد ونحو ذلك، وهي شائعة في عسير سراة وتهامة، وأشهر من أداها قبائل تهامة عسير، ورجال ألمع، وقحطان وقبائل خولان في جبال الريث والقهر. ويعود تاريخ الدمة إلى أكثر من 500 عام. – القَزْوَعِي لون شعبي حماسي حربي يؤدى بعد الانتصارات في الحروب سابقا، والآن في الأفراح والمناسبات المهمة. تؤدى في صفين متقابلين يتوسطهما شاعر يردد المؤدون أشعاره. وغالبا ما تكون أبيات الشعر حماسية تتحدث عن الشجاعة والكرم، ولا تستخدم فيها أي مؤثرات كالطبول ونحوها، بل يعتمدون على أصواتهم الجهورية مع الضرب بالأرجل على الأرض في أداء متناغم، وهو لون محبوب وشائع عند قبائل قحطان. – ومن الألوان الشعبية الأخرى في الجنوب: – الزامل. – الخطوة. – المسيرة. وفي جازان: – السيف – العرضة – العزاوي – الطارق – الزيفة. وبهذا يجب أن تحفظ حقوق اللون الشعبي والموروث الثقافي لكل منطقة، وكل قبيلة في تلك المنطقة ..