شخصية اليوم شخصية جداوية راحلة بسيطة، تعلم المهنة على يد أستاذه الشيخ محرم، وكان يسكن في حارة المظلوم، وكان اليد اليمنى لأستاذه، كان إنسانا بسيطا، مؤمنا، قنوعا، عاش على مايجود به عليه الطيبون من اهالي جدة التاريخية الذين تكافل بعضهم ببعض في صور اجتماعية إنسانية معبرة، فعاشوا قرونا وقرونا في مدينتهم الحالمة يكتفون بالبساطة والقناعة في ظل إيمان عميق لا يتزعزع بأن الله هو الوهاب الرزاق.. كان صاحبنا "يحي" وهذه اسمه الاول يقوم بمهمة أستاذه "محرم" اذا توعك او شعر بتعب أو شغله شاغل ما، تعلم منه ان يطوف حارات جدة العريقة في هزيع الليل برمضان من كل عام، فينادي على الناس ب "الصحيان" وتناول السحور أسوة بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد كان صبيا مجدا مخلصا لدى أستاذه العم "محرم" الذي كان يعرفه اهل جدة جميعا.. وبعد وفاة الشيخ "محرم" اصبح العم يحي زايد رويجح هو مسحراتي جدة الاول.. ينطلق صوته الجهوري : ياصايم وحد الدايم تسحروا فإن في السحور بركة.. فيرسل اليه الناس مع اطفالهم ماتيسر من طعام وماء وخلافه.. ظل العم "يحي حلنقي"(وهذا هو اسمه الشعبي الذي يعرفه به الناس) قرابة 40 عاما ينادي في كل رمضان للسحور بصوت جميل.. ونغمة محبوبة بسيطة.. عشقه وعرفه اهالي جدة وأحبوه .. ورغم وجود اخرين في حارات اخرى فقد عرف "يحي حلنقي "بمسحراتي جدة الأشهر رحم الله العم يحي حلنقي واسكنه فسيح جناته.. وزمان يا عم يحي وزمان يا اهل جدة.. وكل عام وانتم بخير..