" المسحراتي " شخصية رمضان المميزة الذي ارتبط بشهر المبارك يفتقدها سكان جدة بعد غياب هذه الشخصية ذات النكهة الرمضانية المميزة منذ عدة سنوات ولم يعد يطوف حواري وشوارع المدينة ليوقظ اهلها لتناول السحور قبل اذان الفجر بساعة ونصف تقريباً، وظلت ذكرياتهالتي يرددها سكان العروس كل عام في ليالي رمضان. والمسحراتي يعرفه جميع سكان جدة حيث يحمل طبلته التي تعرف ب " البازة " او طبلة المسحراتي " ويسير داخل الأحياء وهو يطبل بطبلته ذات الوجه الواحد بالعصا، ويردد بصوته المميز عدداً من الجمل التراثية المميزة من أبرزها " اصحى يا نايم.. وحد الدائم " و " صحي النوم يا صايم " و " صحي النوم يا عبدالدائم " " يا اهل الله قوموا تسحروا". واقتصر أجر المسحراتي على بعض أهل الخير واهل الاحياء و يحصل في بعض الاحيان على مبالغ مالية او طعام او هداية خاصة مع نهاية شهر رمضان وقبل دخول العيد تقديراً لمجهوداته الكبيرة في تذكير الناس بالصيام وايقاظهم لتناول وجبة السحور. وكان المسحراتي في بداية ظهوره في جدة يحصل على بعض الحبوب مثل القمح والذرة وفي نهاية الشهر يحصل على حلويات و اقمشة او ملابس جاهزة لارتادئها في العيد ولم يكن للمسحراتي أي اجر ثابت. ويرتبط ظهور المسحراتي بالعصر العباسي، ويعتبر والي مصر عتبة بن إسحاق أول من طاف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول وجبة السحور عام 238ه، وكان يتحمل مشقة السير من مدينة العسكر إلى الفسطاط مناديا الناس "عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة". وانتشر ظهور المسحراتي في عدداً كبير من الدول الاسلامية وحضرت في المنطقة الغربية في السعودية خاصة في جدة ومكة و المدينة وينبع، والى فترات طويلة اعتمد سكان هذه المدن على صوت المسحراتي الى ان بدات تختفي هذه الشخصية من جميع مدنها بعد ظهور وسائل متعددة لايقاظ الناس من نومهم، الا ان البعض يطالب حالياً بعودتها في شهر رمضان لنكهتها الرمضانية المميزة وحفاظاً على احدى العادات التراثية الرمضانية.