زمان.. زمان.. كان الزمان ولم يعد.. كان الزمان هو الزمان لمثلنا.. من عاش في ذاك الزمان.. زمان.. يا ذاك الزمان.. الجار يعرف جاره.. الحب يجتاز الشوارع والأزقة.. جيرة في كل آن.. الآن.. يا جاري أتعرف من يجاور سورك العالي.. ومن يرى أضواء بيتك كل يوم.. كل شبر حول بيتك.. والمكان.. زمان.. يا قلب الأسى.. ويا صخب الشوارع.. والصغار الحاملين براءة الأحلام والتذكار كم كان الأمان.. الآن.. يا قلب النهار، وأدمع الباكين والنواح.. قد غاب الصغار ودفأهم.. وملاعب الأيام تذكرهم.. بحب وافتتان.. زمان.. يا لهو الشباب.. ومتعة اللقيا مع التذكار والآمال، حول الراديو والتلفاز.. لحظات.. وساعات مع الضحكات والبسمات نحفظها مع العنوان.. الآن.. كل العالم الحالي مختلطا.. رجالا أو نساء، صبايا أو شبابا، أو عجائز، من كل العوالم والديار، قريبها وبعيدها، من دون تمييز ولا حتى امتهان.. زمان، يا عصر الصبايا الكاسيات، كل العبايات التي ليست تفرق بين أم أو صغيرات، لا يرى منها سوى بعض العيون، وليس يسمع صوتها إلا وراء الستر والجدران.. الآن قد أضحت عبايات الصبايا حلية تزهو بها، لتحنط الأبدان والهامات.. والعطر الذي يغتال آلاف القلوب، ويستثير الإنس حتى الجان.. زمان.. أعراس الأهالي جمعة، من أول الأسبوع كل الجيرة، ويد بيد، الرز والحب، الملابس، والمرايا، والصواني، والقدور، أيديهن تخدمها على النيران.. الآن.. يا قلبي على ذا الآن.. ليس يفرق الأفراد بين فتاتهم، أو ما بين كل القادمات لسهرة أو حفلة.. تحظى بها مهج الصبايا.. في الفنادق، ساهرات للأذان.. وزماننا.. ما كل ما نهوى سيبقى راسيا، في كل بيت، في الشوارع، بل هو التغيير يحتل الثواني والدقائق والمساحات العتيقة كل آن.. الآن .. تختلف العصور ، وعصرنا، ما عاد مثل الأقدمين تساندوا وتجاوروا.. وما عادت بيوت الأمس صالحة لسكنى الناس والأفراد.. ما عادوا كما الجيران.. زمان.. النخوة التي حضنت قلوب الذكريات، وأسبغت طيب المكارم والهبات، على الصغار، على الكبار، ولقاؤهم بين الأزقة والشوارع كل لحظات الزمان.. الآن تحتفل القلوب بعطر تلك الذكريات، تزين الآفاق والأطراف في كل الزوايا، حقبة ترحل وتأتي حقبة تقتات من عرق السنين، ومن ثواني كل آن…. مرتبط