كنت أتحاشى في الحديث عن ساحتنا الثقافية في النواقض والمهاترات ولكن وجدت نفسي وسط ثقافة مستلبة ومثاقفة الآخرين على مصلحة ساحتنا الثقافية .. لكن دعوني أتساءل: هل يحق لنا أن نتجّرد من ثقافة مبدع يحاول الارتقاء بمن سبقه في هذا المضمار ؟ وهل ثمة أي وجود له ، بعيدا عن ظاهرة الشللية الطاغية على بعض مؤسساتنا الثقافية ؟ هنا في ساحتنا الثقافية مجموعة بشرية تتكلم وتقرأ وتتفاعل مع الأنشطة الثقافية ، وتشترك بأمسيات وندوات ومحاضرات منبرية عميقة جدا .. فهل من حقنا أن نجرّد مبدعا شاعرا او روائيا ظهر فجأة في ساحتنا الثقافية من ثقافة مشتركة مع تلك المجموعة البشرية ؟ اقصد الشللية.. . إن ما أجده عند البعض إنكار وجود مبدع ومبدعة ، يتمنيان من يمسك بيدهما وتشجيعهما في أرضية ثقافتنا .. وان تحدثت معهم حول مبدعينا الجدد حول إبداعاتهم، يأتيك الجواب سريعا كسرعة البرق ، ان ثقافة وإبداع شبابنا ..إنما هي ثقافة وإبداع لا للشقاء المعرفي ، وإنهم لم يمتلكوا المقومات الأدبية على امتداد زمن طويل ليكن بجانبهم كالتي حظيت بها الشللية .. بل وان هذه الأخيرة فرضت نفسها الجميع .ولقد وجدت من خلال حضوري في المناسبات الثقافية ان مجموعة تدعي انها مثقفة لا تعترف أبداً بوجود مبدع جديد ظهر فجأة بإصدار مجموعة شعرية او قصصية او روائية. اعلم يا مثقف .. يا من جعلت لنفسك صوتاً وصورة في زوايا ثقافتنا ان قانون العدل مثل قانون الفيزياء:( لكل فعل ردة فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه )..فصدق كلمات ليس لا إرضاء ذاتك ..لأن اية نية وأية فكرة وأية كلمة وأية تلفظ هي فعل ، وهي اعتراف صريح من داخل قلبك ..فان كانت تتضمن عدل وإنصاف فان ردة فعلها على الذات ،عدلا وإنصافا .. وان كانت تتضمن خداعا وتزييفا فإن رد فعلها على الذات ، خداع وتزييف تحاسب عليه في الدنيا والآخرة.. دع التوهج والحديث عن انجازاتك الفكرية والثقافية لتأتي بعدل وإنصاف من الآخرين هكذا أصبحت أيها المثقف المحسوب على ساحتنا ..مثل جميع التائقين إلى الحقيقة والخلاص ..بعد ضياع وتجوال وكفاح في أصقاع الأرض والتاريخ بحثا عن كنوز واقعك التعيس وأحلامك الزاهية..بين نظراتك المتعالية وتعاملك الجامح..بين حريتك العابثة ومسؤوليتك القامعة،بين بدنك المستعر وروحك المبدعة الكونية الخالدة.. اعلم يا مثقف المناسبات..ان الأبواب السبعة التي كل واحد منها يفتح على سر كي تقود لسر آخر ؟ انما هي روحك تقودك في متاهات دنيا الثقافة والتجربة الإبداعية وان تلك الأبواب تفتح لك ليس لسر آخر او إنقاذك بل ..لتعرفك بنفسك أكثر ..وتقول لك " اعرف نفسك ايها الإنسان " فهكذا كنت انت منذ ان صرت انت.. أيها المثقف لقد قتلت مبدعا ...رحماك ربي .. ويا أمان الخائفين .