- لم تكن الأمسية التي نظمتها اللجنة النسائية بالنادي الادبي الثقافي بجدة مساء أمس الاول ، والتي احيتها كل من د. عزيزة المانع ، والشاعرة د. ثريا العريض ليلة عادية للحضور وخاصة الحاضرات اللاتي اكتظت بهن القاعة. بل جاءت محملة بالكثير من الاعتراف والعرفان والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي ازدهر عصر المرأة السعودية في عهده ، وتوالت الانجازات والنجاحات التي حصدتها والتي اشارت اليها رئيسة اللجنة النسائية في النادي د. فاطمة إلياس خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأت في كلمتها التي ألقتها تحت عنوان " النساء قادمات .. العصر الذهبي للمرأة السعودية" .. والذي تم خلال هذه الأمسية تكريم الرائدات والمتميزات المبدعات من بنات الوطن الغالي. لقد بدأت د. إلياس كلمتها بشرح العصر الذهبي الذي بدأت تعيشه المرأة السعودية من خلال صورة كانت تحملها في يدها وهي تلقى كلمتها التي كانت عبارة عن صورة للملك عبد الله بن عبد العزيز وهو يتوسط مجموعة من السعوديات وأخذت تشرح هذه الصورة عندما طلبت من الجميع سواء من الحاضرات في القاعة، أو من الحضور من الرجال عبر الدائرة التلفازية المغلقة بقولها.. تأملوا معي هذه الصورة المدهشة _ عبد الله بن عبد العزيز .. الملك الإنسان .. والقائد الشجاع يجلس على عرش المحبة وقد التفت حوله ثلة من السيدات المثقفات الواعيات والفتيات الواعدات .. قوارير صلبة وغير قابلة للكسر، وكأني بها وقد استمدت قوتها من عزيمة ووهج هذا الرجل الجالس بينهن .. اباً وأخاً وملهماً .. تأملوا هذه الصورة وتأملوا هذا الحضور الأنثوي المبجل .. وقد باركه خادم الحرمين الشريفين ومنحه شارة البدء والانطلاق.. إنه بلا شك العصر الذهبي للمرأة السعودية بعد حوالي نصف قرن من الكفاح والشد والجذب نالت خلاله حقوقا كثيرة أولها حقها في التعليم وفي العمل .. وبقيت حقوقا كثيرة ستظل تنافح عنها بدعم هذه القيادة الحكيمة العادلة ، كما نافحت عنها الأجيال السابقة من النساء الرائدات اللاتي غرسن البذرة الأولى ، وها نحن اليوم نحصد ثمارها. وأخيراً.. همسة في أذن إخواني الساكنين قلوبنا وعقولنا.. أنتم الوجاء لأحلامنا وامانينا فلا تخذلونا .. ولاتخافوا من وجودنا بينكم . فنحن شقائقكم . وما وجودكم اليوم بيننا إلا اعتراف بكفاءة المرأة ورياديتها .. فإلى متى هذا العزل المقيت وهذه الريبة حتى في مجالس العلم ومعاقل الثقافة ؟ أشعر بالحزن والأسى وأنا اتحدث اليكم عبر دائرة تلفزيونية لا تستخدم إلا مع البعيدين والمتحاورين في مناطق جغرافية متباعدة فما بالنا نغالط انفسنا؟ ام ان لنا جغرافيتنا الخاصة التي نتفنن في رسم خريطيتها وفقا لأهوائنا ونظرتنا للمرأة ؟ أتعجب لحالنا وقد كنت قبل ايام امثل بلدي في الايام الثقافية السعودية في اليمن ، وكنا نجلس على المنصة ونعتلي المنابر الثقافية متلزمات بالحجاب الاسلامي ، وكان الحضور هو ذات الحضور الذي يتوارى عنا اليوم ، فما الذي يحدث وما هو تفسيركم لهذه الازدواجية العجيبة التي نختزنها نحن المثقفين والمثقفات ؟ ولماذا لا تبرز هذه الإشكالية الا في النوادي الأدبية ولإبرز هذا الكارت الأحمر الا في وجه المثقفين والمثقفات ؟ ورغم هذا الفصل المفروض على النادي، أجدني ممتنة لحضوركم أيها الساكنين قلوبنا .. والقاعة الأخرى!.. وكل عام والمرأة السعودية شامخة وفاعلة.. نائبة الوزير ثم اعتلت بعد ذلك د. عزيزة المانع الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود منصة الأمسية، ولتلقي كلمتها التي كانت عبارة " عن قراءة في تعيين امرأة نائبة للوزير" والتي بدأتها بالقول: قد يتوقع البعض من عنوان هذا الحديث (قراءة في تعيين امرأة نائبة للوزير) أن تكون القراءة مركزة على التعليم، وما يتوقعه الناس من نائبة الوزير من اصلاحات في تعليم البنات، باعتبار أن تعيين امرأة في مرتبة رفيعة لتتولى شؤون تعليم البنات خطوة رائدة نحو اصلاح أوضاع التعليم بحجة أن النساء أقرب وأعرف بشؤونهن. ولوجه الحق فإن هذا هو الوضع الطبيعي الذي كان لابد أن يقع منذ زمن، فطالما أن التعليم في مؤسساتنا التربوية، منفصل فيه تعليم الذكور عن تعليم الإناث، فإن اسناد الإشراف على تعليم البنات الى النساء هو الأقرب والمتوقع، لكن الظروف التاريخية والاجتماعية اقتضت في بدايات نشأة التعليم غير ذلك، فجرت الأمور على أن يسند الإشراف على تعليم البنات إلى رجال يختارون من بين علماء الدين، بهدف امتصاص امتعاض بعض الناس من فتح مدارس للبنات، ولبث الطمأنينة في نفوسهم أن بناتهم سيكنّ في أيد أمينة. أما اليوم وقد بات تعليم البنات مطلبا أساسيا وصار الناس يتسابقون الى الحاق بناتهم بالمدارس، فإن اسناد الاشراف على التعليم إلى إمرأة هو لايعدو أن يكون بمثابة تصحيح للوضع وإعادة الأمور إلى نصابها، ليس إلا. على أية حال، بالنسبة لي، فإني لن أنظر إلى المسألة من هذه الزاوية، فأنا ببساطة، لا أظن أن الاصلاح في التعليم أو في أي مكان آخر غيره، يرتبط بنوع المصلح، رجلا كان أم امرأة، الاصلاح في ظني، يرتبط بقدرات الشخص ومهاراته ومدى حرصه واخلاصه. لذلك فإني لست مع القول بتأنيث تعليم البنات لمجرد التأنيث، وذلك لأمرين يبدوان لي هامين: أحدهما، أن الأولوية ينبغي أن تكون دائما للشخص المناسب في المكان المناسب، بصرف النظر عن النوع رجل هو أم امرأة. والأمر الآخر، أن تأنيث التعليم، يعني ترسيخ فكرة الفصل الفكري بين الجنسين، وهو ما يؤثر على تطور العمل ونموه ، فالأفكار تتبلور وتصقل كلما تلاقحت فيما بينها وتنوعت مصادرها. إن الزاوية التي سأقرأ منها تعيين المرأة نائبة للوزير، تتصل بالمرأة نفسها، ما تأثير هذه النقلة العظيمة في مجال عمل المرأة على مكانتها في المجتمع ؟ وعلى نظرة المرأة إلى نفسها ؟ أو نظرة الآخرين إليها ؟ إن من يحاول دراسة وضع المرأة في مجتمعنا وتحديد مكانتها الاجتماعية فيه ، يحار في كيفية رسم الصورة الصادقة لذلك الوضع، فالمرأة لها صور متعددة يعارض بعضها بعضا، ويتضاد بعضها مع الآخر، وهي صور تعكس الوضع المتأرجح الذي تعيشه النساء في بلادنا. فما بين نهوض بالمرأة وارتقاء بعملها إلى منصب نائبة للوزير وتخويلها صلاحية البت في الشؤون التعليمية المهمة ، إلى انخفاض يجردها من أبسط الصلاحيات الخاصة بها كصلاحية تجديد جواز سفرها مثلا. وما بين تمكين لها يخولها إدارة مؤسسة علمية عليا وحمل جميع مسؤولياتها، إلى تجريد وإضعاف، يحصر أشكال العمل أمامها حتى ليبلغ الأمر حد حظر اشتغالها بالبيع في محلات الملابس النسائية ! هذه الصورالمتناقضة في التعامل مع المرأة تعكس طبيعة المرحلة التاريخية التي يمر بها المجتمع، فهذه المرحلة مشبعة بالتغيرات الحادة الكثيرة، التي امتد أثرها إلى وضع المرأة الاجتماعي واسلوب التعامل معها، وهو أثر يمكن رؤيته واضحا في انبثاق بضعة توجهات اجتماعية متضادة في الموقف من المرأة ودورها في المجتمع. ومن هذه التوجهات المتضادة التي تحدد الموقف الاجتماعي من المرأة تبرز أمامنا ثلاثة توجهات هي .. توجه محافظ جدا متشبث بالتقليدية في موقفه، يدعم عزلة المرأة ويجتهد من اجل ابقائها داخل البيت وابعادها عن كل الاسهامات العملية خارجه . التوجه الثاني، توجه ليبرالي، يرى أن الحضارة الحقة تكمن في اتباع المسلك الغربي في نمط الحياة التي تعيشها المرأة، حتى وإن رافق ذلك شيء من التحلل من بعض القيود الدينية والاجتماعية .التوجه الثالث، توجه يميل إلى أن يكون ممثلا للوسطية يريد نهوضا للمرأة وانتفاعا بطاقتها ولكن دون اخلال بالقيم الدينية والاجتماعية وكما هو متوقع، فإن بروز التوجهات المتضادة في أي مجتمع ، غالبا ما يصحبه ظهور الصراع والتصادم فيما بينها، حيث يسعى أصحاب كل توجه إلى دعم أفكارهم لفرضها على المجتمع . وفي خضم هذا الصراع بين التوجهات الثلاثة ، نجد أن وضع المرأة في المجتمع في حالة تأرجح مستمرة ، مرة ذات اليمين وأخرى ذات اليسار، ومرة في علو وأخرى في انخفاض، فهي في حالة شد وجذب دائبة بين تلك التوجهات الثلاثة. واذا كان التوجه المحافظ ، الذي يهدف إلى الحد من مشاركة المرأة الفاعلة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية ، سببا في حرمان المجتمع من اسهامات النساء النافعة ، فإن التوجه الليبرالي هو أيضا لايقل سوءا في حرمان المجتمع من الانتفاع من عطاء المرأة ، وذلك حين يضع هدفه الأول محاكاة المرأة الغربية ، وليس تلبية الاحتياجات الاجتماعية ، أواحتياجات المرأة نفسها ، وحين يكون الهدف محاكاة المرأة الغربية ، فإن التركيز يكون منصبا على الزج بالمرأة لخوض مختلف وجوه الحياة الاجتماعية دون مراعاة لأي اعتبارات أخرى ، فالرغبة في المباهاة أمام العالم والظهور بمظهر المعاصرة ومجاراة التقدم تصرف النظرعن رؤية التطرف الذي يتضمن أحيانا ما يخدش قيم المجتمع وتوجهاته ، فينعكس ذلك سلبا على مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية . أما التوجه الثالث الذي يرفع شعار الوسطية ، فإنه يظهر داعيا إلى تمكين المرأة عمليا، ولكن مع الحصر في دائرة العمل النسائي وحدها فقط، بمعنى أن تتولى المرأة الاشراف على شؤون النساء كتعليمهن ورعايتهن الصحية، ومتابعة قضاياهن الاقتصادية أو الاجتماعية أو غير ذلك مما يخص المراة من شؤون هذه التوجهات الفكرية المتضادة فيما بينها فيما يتعلق بشأن مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية ، تعبر عن التذبذب الذي يسود الفكر الاجتماعي ، كما تعبر عن التشكك الذي لايزال قويا مسيطراً على أذهان البعض ، في أهمية اسهام المرأة في التنمية الاجتماعية. وهذه مشكلة كبرى، فوجود الشك لدى شريحة كبيرة من الناس حول مدى حاجة المجتمع إلى اسهامات المرأة لدعم التنمية الاجتماعية ، يمثل عائقا ضخما أمام المرأة، يحول دون شق طريقها في المشاركة الاجتماعية الفعالة، كما أنه يضيع على المجتمع فرصة الانتفاع بكفاءات النساء وطاقاتهن المتوثبة للعمل والانتاج إن هذا الأمر يجعل مشاركة المرأة الفعلية بصورة ايجابية في التنمية الاجتماعية، مسألة تحتاج إلى مساندة الإرادة السياسية، لتمهد الطريق وتفتح الأبواب وتدعم مشاركة المرأة الحيوية في البناء الاجتماعي. لذلك فإنه حين صدر الأمر الملكي بتعيين امرأة نائبة لوزير التربية والتعليم، نظر الناس إلى الأمر كأنه فتح كبير للنساء في المملكة. فهذا التعيين يقدم رسالة إيجابية واضحة لعموم الناس حول التصور الذي تتبناه الدولة للمرأة ومكانتها في المجتمع، كما أنه يعد اعترافا جليا من الحكومة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ، بكمال أهلية المرأة ، وذلك عند تكليفها بمنصب كبير كهذا. فضلا عن أن هذا التكليف هو بمثابة دليل قاطع على ثقة الحكومة في قدرات المرأة وحكمتها ورجاحة عقلها والاطمئنان التام إلى حسن تصرفها وتمكنها من التعامل مع المواقف المختلفة بتعقل واقتدار. فهل هذه الرسالة الإيجابية المتضمنة في تكليف امرأة بمنصب نائبة للوزير قادرة على أن تمحو ما رسخ في أذهان الناس عبر الموروث الثقافي عن قصور المرأة وعدم قدرتها على التميز؟ أوأن تقضي على ما شاع بينهم من طبقية تعلي من شأن الرجل وتخفض من شأن المرأة ؟ وهل هي قادرة على أن تمحو الصور النقيضة التي تجرد فيها المرأة من الصلاحيات الخاصة التي تتعلق بتقرير مصيرها الشخصي مثل الالتحاق بالدراسة أو العمل أو السفر خارج المملكة أو ما شابه ذلك من الشؤون التي تكف فيها يد المرأة وتسحب منها صلاحية انجاز أي شيء منها ؟ وهل سيكون لهذه الرسالة تأثير يعمل على محو التمييز القائم في المجتمع ضد المرأة، سواء كان على مستوى المناصب القيادية والمشاركة في اتخاذ القرارات في مجال العمل والنشاطات الاجتماعية ، أو على مستوى المؤسسات التي ما زال بعضها مصرا على التمييز ضد المرأة ، مثل الصندوق العقاري الذي يضع شروطا لإقراض المراة لايضع مثلها على الرجل، أو الجامعات التي خصت أعضاء هيئة التدريس الرجال بمنح الأراضي واستبعدت منها النساء، أو على مستوى القوانين حيث لايزال أولاد المواطنة المتزوجة من غير مواطن لايحصلون على الجنسية السعودية تبعا لجنسية أمهم كما هو الحال مع الرجل ، وعليهم الانتظار حتى يبلغوا سن 18 كي يحق لهم التقدم بطلب التجنس كأي غريب آخر، وقد يقبل الطلب وقد لا يقبل . وهل يتوقع من الإعلام أن يتأثر بمضمون هذه الرسالة ؟ فيغير نهجه الذي اختطه في التعامل مع المرأة فيتوقف عن بث الصور المشوهة التي دأب على ترويجها عن النساء، سواء فيما يطرحه الإعلام المرئي من برامج تضع النساء في موضع الدمى المسلية، أو تظهرهن في مواقف العجز عن التفكير المستقل واتخاذ القرار، أو تسطح دورهن في المجتمع لتقصره على الأمور الهامشية في الحياة، أو فيما تنشره الصحف من كتابات ورسوم كاركتيرية تصنع من النساء مادة للفكاهة والتندر؟ أخيرا ما أثر هذه الرسالة على القضاء؟ هل ستفلح في أن تجعله يعيد النظر في موقفه من بعض القضايا المتصلة بالأحوال الشخصية والتي غالبا تتجاهل فيها مصالح المرأة، مثل تطليق المرأة من زوجها على كره منه ومنها، لارضاء رغبة بعض الأقارب، أو تطليق الزوجة دون علم منها، أو اطلاق حرية الرجل في ان يتزوج أكثر من مرة دون اخبار الزوجة ودون اثبات حالات الطلاق والزواج في السجل المدني للرجل. ومثل تزويج الفتيات قبل سن البلوغ، أو تزويجهن شغارا ومن غير موافقتهن ؟ إن هذه التساؤلات التي تلوح في الذهن، تعكس مدى التوقعات العظيمة التي تداعب مخيلة النساء، بناء على هذا القرار الجسور باسناد منصب قيادي كبير في الحكومة إلى امرأة. ولعلنا في غني عن القول إن اسناد مثل هذا المنصب الكبير إلى المرأة، يجعلها محط الأنظار لمراقبة عملها ومتابعة مدى ما تحققه من انجازات، فالمرأة بهذا التكليف بات عليها عبء ضخم للغاية، يتطلب منها أن تبذل كل طاقتها وجهدها لتحقق النجاح في عملها وتثبت جدارتها. ذاك أن اي اخفاق منها في القيام بالمهام الضخمة المسندة اليها، قد يتخذه الذين يراقبونها ويترصدون التقاط زلاتها، دليلا لهم يؤكدون به اتهاماتهم للمرأة بالعجز والقصور وعدم الكفاءة ، ومن ثم يجعلونه مبررا لتأكيد صواب رأيهم وإثبات صدق أقوالهم في عزلهاوتهميش دورها . ومن هنا يمكن القول إن ارتقاء المرأة هذا المنصب العالي، ومن قبله منصب مديرة للجامعة، فيه تحد كبير لها، وعليها أن تكون يقظة واعية بما يحيط بها من ظروف وعوامل قد تكون سببا في الاخفاق إن لم تتدارك بذكاء وحكمة. وهناك عدد من التحديات المتشابكة فيما بينها والتي يتوقع أن تواجهها النساء في حياتهن العملية القادمة وعليهن مواجهتها بحكمة وصبر. ومن أبرز هذه التحديات، مقاومة المجتمع للتغيير، وصعوبة تقبل فئة كبيرة من الناس وجود امرأة في منصب قيادي رفيع، خاصة إن كان بين المرؤوسين رجال، فما زال بعض الرجال يأنفون من أن ترأسهم امرأة ويحتاجون إلى زمن طويل قبل أن يتقبلوا هذا التغيير الطاريء على حياتهم. وهناك أيضا، تحدٍ آخر يقابل النساء لا يقل أهمية، هو ذلك الموروث الراسخ في أذهان الناس من الثقة في أداء الرجل أكثر من الثقة في أداء المرأة، فالعمل الواحد ينجزه الرجل وتنجزه المرأة بالكفاءة نفسها، لكن الناس ينظرون الى انجاز الرجل بتقدير أعظم، فما زال هناك أناس يثقون في الطبيب أكثر من الطبيبة، ويفضلون الأستاذ على الأستاذة، ويرحبون بان يكون لهم مدير لا مديرة، رغم أنهم في ذلك منساقون وراء ظن واهم ليس لديهم ما يثبته حقا. وهذا الموقف الذي تواجهه المرأة في عملها، يحتم عليها أن تضاعف من جهدها، وأن تستميت في سبيل اتقان ما تؤديه، وأن تتحلى بالصبر الطويل إلى أن تتغير تلك النظرة المجحفة إلى ما تنجزه النساء من أعمال. أما ثالث هذه التحديات التي تواجه المرأة في العمل، فهو ما يسيطر على أذهان كثير من الناس، الذين تشبعوا بالموروث الثقافي، من أن المرأة لاتحسن التفكير ولا تجيد التعامل مع المواقف العقلية ومن ثم فإن المتوقع منها أن يغلبها الاندفاع العاطفي وأن تخفق عند التعامل مع المواقف المهمة المتطلبة النظر إليها بعقلانية وتبصر.وهذه التحديات التي تقف في وجه الانطلاقة النسائية نحو الانفتاح والاسهام الواسع في التنمية الاجتماعية، تتطلب من النساء أن يقابلنها بعزيمة وحنكة للتغلب عليها، وذلك يقتضي منهن أمرين أساسيين: أحدهما، الاجتهاد في دعم التضامن بينهن، وتوثيق العلائق وترسيخ التعاون في ما يقمن به من نشاطات وأعمال،فليس هناك ما يتعارض مطلقا بين اطلاق مجالات العمل للمرأة وبين التمسك بالفضيلة والاحتشام، ولنا في بعض الدول الاسلامية المجاورة خير مثال على حياة المرأة المسلمة المعاصرة كما ينبغي لها أن تكون، فالمرأة فيها تظهر مشاركة في الحياة الاجتماعية في كل صورها السياسية والتشريعية والفكرية والرياضية، وتعمل جنبا إلى جنب في تعاون وإخاء مع الرجل، في الوقت الذي هي محتفظة فيه بزيها الاسلامي المحتشم، وبالاخلاق الفاضلة التي يلقنها لها دينها العظيم. إننا في هذه الأيام، أشد ما نكون حاجة إلى أن نميز بين ما تدعونا إليه بعض العادات والتقاليد، المتسترة تحت اسم الدين والتي تناهض خروج المرأة واشتغالها في شؤون المجتمع وقضاياه، وبين ما لايتنافى مع معطيات الشريعة السمحاء، مما تقتضيه الحياة المعاصرة من الانتفاع بالطاقات النسائية المتقدة حماسا نحو العمل والعطاء. _ جانب من الحفل جاءت كلمة رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة ، د. عبد المحسن القحطاني بأن قام بتعزيته لإحدى الرائدات المكرمات وهي الفنانة صفية بن زقر بوفاة فقيد الصحافة وبيت المال الشيخ وليد بن زقر ، مستعرضا بعد ذلك برنامج اللجنة النسائية بالنادي برئاسة د. فاطمة إلياس وهو ثقافي اجتماعي والذي جاء حافلا ً بايامه الكثيرة . والذي اولها بداناها باليوم العالمي للمرأة وسيعقبه بإذن الله يوم الأسرة ثم يوم الطفل ، شاكرا دور اللجنة النسائية على جهودها الواضحة والتي تحرص دائما لمشاركة والاحتفاء بجميع المناسبات التي تخدم المجتمع، ونوه د. القحطاني بالتأييد الذي لمسته اللجنة النسائية من اعضاء مجلس الادارة في النادي عندما فكرت بإقامة هذه الأمسية الليلة وتكريم الرائدات السعوديات كل حسب تخصصها وإن دل ذلك للاحساس بأن المرأة ثنائية الرجل لاتنفصل ، ولا تستغني عنه في اي حال من الأحوال ولاتصلح الحياة إلا لكليهما. _ بلغ عدد المكرمات من رائدات ومتميزات في الأمسية حوالى "6" رائدات هن : 1- دروع الريادة النسائية الرائدة: 1 أ. أسماء زعزوع "ماما اسما" الإعلامية الرائدة. 2_ أ. استاذة ثريا قابل "الأديبة المبدعة الرائدة.. " 3. أ. صفية بن زقر "الفنانة المبدعة الرائدة.." 4. أ.د. سميرة إسلام "العالمة الرائدة.." 5. أ. الجوهرة العنقري "الناشطة الحقوقية والاجتماعية . 6. د. فاتنة شاكر " الكاتبة الرائدة..". أما عدد المتميزات فهن "9" وهم : 2. دروع التميز لمجمل الإنجازات الإبداعية والإنسانية والاجتماعية. 1. د. أمل شطا "الأديبة الروائية المبدعة" 2. أ. فريدة فارسي "التربوية الناشطة في مجال العمل الاجتماعي والإنساني" 3. أ. دلال عزيز ضياء "الإعلامية المتميزة" 4. د. نادية باعشن "الناشطة في مجال العمل الاجتماعي والإنساني" 5. د. سامية العمودي "الطبيبة والناشطة في مجال العمل الاجتماعي والانساني" 6. د. لمياء باعشن . "الأديبة والناقدة المبدعة" 7. د. أشجان هندي "الأديبة الشاعرة المبدعة" 8. أمجاد رضا "الإعلامية والكاتبة الصحفية المتميزة. 9. أ. سوزان باعقيل "الفنانة المبدعة"