كنا في الصغر نفرح عند هطول الأمطار ونرقص ونردد بكل براءة وطُهر يشبه قطراتها: ( يا مطرة حطي حطي ) ,ولكننا أصبحنا في الكبر نخشى القطرة منها خوفاً وفزعاً وهلعاً على ذوينا, وأرواحنا , وأولادنا , وبيوتنا , وممتلكاتنا ,وبتنا نغني على (بلوانا) :ارجوك ابعد ابعد ترى في الجو غيم ! فلا تزال الكارثتان اللتان حلتا على عروسنا الحبيبة (جدة) عالقتين في ذاكرتي رغم الزهايمر المبكر الذي أصابني وأصابها إلا انها أبت أن تمحي تلك المصائب و الكوارث منها .. ربما لأني قد كنت أحد «السابحين» عفواً اقصد المتضررين منها ولولا عناية الله وحفظه لكنت في عداد الأموات والشهداء الذين راحوا ضحية بلا ثمن للفساد الذي نخر عظام الأنظمة والمؤسسات والقطاعات والوزارات نخراً حتى أوشك على السقوط في حفرة خبائث المفسدين ،و كلي إيمان وثقة بالله بأن من حفر حفرةً لأخيه وقع فيها. وبعد كارثة سيول تبوك التي طفح فيها الفساد و تعرت فيها البنى التحتية الهشة وكشفت خيانة الأمانات وثقة ولي الأمر الذي ائتمن المسؤولين عنها ! ومن ثم فإنه لابد من الوقوف بحزم وجدية على تلك المآسي التي أزهقت أرواح الكثير من الأبرياء ودمرت منازلهم وعاثت بأرضهم خراباً و فسادا ! ولا بد من محاسبة المسؤولين المستهترين بأرواح المواطنين ,فليس من العدالة ابداً أن ينام المفسدون قريري الأعين في بيوتهم , و المتضررون من ابناء هذا الوطن تحت رحمة سقوف الشقق المفروشة و تحت إعانة المحسنين من الناس!. اكتب اليوم بقلمي وبعالي صوتي «عل و عسى» أن يسمع المسؤولون عن أمن و رخاء هذا الوطن و مواطنيه طلبي كمواطنهة محبة له كغيري من ابنائه المخلصين في أن يُحاسب كل المفسدين في الأرض .. وعلى رأسهم المسؤولون عن المشاريع المتهالكة وانشاء البني التحتية الهالكة ! اسأل الله جل و علا أن يدمر الفساد والمفسدين أجمعين .اللهم آمين .. اللهم آمين. rzamka@ [email protected]