اكثر من 250 الف مبتعث لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي على مدى الاعوام الماضية، واكثر من 400 جامعة عالمية تشارك في المعرض والمؤتمر السنوي لوزارة التعليم العالي الذي اختتم اعماله اخيرا في الرياض تبحث وتتنافس على استقطاب الاتفاقيات الثنائية مع الجامعات السعودية والدارسين في كلياتها اضافة الى سبر اغوار اسرار وتوجهات التعليم العالي في المملكة مستقبلا من خلال توطيد العلاقة مع الجامعات السعودية وزارة التعليم العالي، والأخيرة تكاد او هي استنفذت افكارها بالمعرض اضافة الى حث ودفع الجامعات الدولية العريقة للمشاركة في المعرض لتقدم لهم مزيدا من الطلاب الذين تدعم دراساتهم الاكاديمية الدولة بصورة اساسية .. يقول مساعد عميد الشؤون الدولية في جامعة مانشستر ستيفن فنت – حسب الوطن " نبحث عن شراكات مع الجامعات السعودية ومراكز البحث العلمي فيها " وتسابقت الجامعات الاهلية والحكومية من قبلها على ابرام اتفاقيات مختلفة مع الجامعات العارضة المشاركة في المعرض والمؤتمر شملت تطوير مناهج، تفعيل الدعم الاكاديمي للطلاب، التدريب التربوي، الأبحاث الهندسية والنانو وتكنولوجيا المعلومات .. طبعا لا يعلن عن كيفية ابرام هذه الاتفاقيات والشروط التي تفرض على الجامعات السعودية، قيمتها ومددها ، عوائدها – ربما غياب الصحافة المتخصصة وغياب الصحافيين – وهل وزارة التعليم العالي باعتبارها الوصي وناظر الوقف التعليم الجامعي تبارك الاتفاقيات المبرمة ام تسعى الى الانتقاص منها مستقبلا وتقويضها؟ لأننا نعلم ان الوزارة تصر على عدم استقلالية الجامعات الوطنية وانفرادها وتميزها في التخصصات، ووزير التعليم العالي يراس المجلس العلمي لكل الجامعات الحكومية، وندرك ان سوق العمل يرفض وبامتعاض مخرجات بعض الجامعات الوطنية باستثناء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بعض منسوبي وزارة التعليم العالي امضوا ما يزيد على 30 عاما في مواقعهم ولا جديد، الجامعات الجديدة رؤية ملك واحتياج وطن ليس لوزارة التعليم العالي الا توصية فيها، اين مراكز البحوث في جامعاتنا؟ ماذا قدمت للتنمية والوطن والانسان حتى تاريخه، كشف الحساب ربما سيقدم وزارة التعليم العالي بأكبر مديونية للوطن! هل اثمر المعرض والمؤتمر خلال السنوات الماضية عن أية ايجابيات تحسب لصالح التعليم العالي، ام ان الامر بات عادة سنوية، وارضاء لذائقة الظهور والانفاق؟ ماهو الفرق بين توجه وزارة التعليم العالي "الحالي" المؤتمر السنوي لاستقطاب الجامعات العالمية والزيادة المطردة في عدد الجامعات الحكومية والاهلية وتوجهات الدول المجاورة تحديدا قطر والامارات في استقطاب الجامعات الدولية المرموقة الى اراضيها للعمل ( الاولى استقطبت نحو 30 جامعة عالمية بالتحالف للعمل على اراضيها وفق اشتراطات تمنحها امتيازات، والثانية استقطبت عددا محدودا من الجامعات التي تريد خبراتها وفق برامجها التنموية، ولعل في مقدمتها الجامعة الاميركية في دبي ) ماذا لو اطلقت وزارة التعليم العالي عقال الجامعات نحو الابداع والإنجاز هل ستخسر غير السيطرة .. أتساءل فقط والله المستعان.