عبدالرحمن الزهراني صدم الشارع الأهلاوي وأصيب بخيبة أمل كبيرة وسكن عقول محبيه الذهول بعد تغريدة الأمير فيصل بن خالد بقرب رحيل والده رمز الأهلي وقلبه عن رئاسة هيئة أعضاء الشرف لظروفه الخاصة.وعشاق الملكي لم يتخيلوا أن تأتي لحظة يعلن من خلالها عراب الأهلي وقلبه النابض صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله استقالته أو ابتعاده عن القلعة الخضراء لأي سبب من الأسباب لعلم هؤلاء العشاق أن ما يربط خالد بالأهلي أكبر من منصب فالعشق عنوانه والأهلي بيته وجمهوره أهله وناسه الأمر الذي جعله طيلة السنوات الماضية يقدم الغالي والنفيس في سبيل الإرتقاء بهذا الكيان العظيم فحب الأهلي الذي يجري داخل عروقه وهواء القلعة الذي يتنفسه يجعلهم على يقين بغياب هذه اللحظة المريرة. وبعد أن تردد مؤخراً لأسماع العشاق بخبر الاستقالة والابتعاد جن جنونهم ورددوا بصوت واحد: مستحيل أن تكون حقيقة بل هذه إشاعة حتماً أنها كذبة أبريل، وأكدوا أنه في حال أن صدق الخبر فالخاسر الأكبر هو الكيان الذي سيفتقد لقلبه النابض وشريانه والذي جعل البطولات تتجاوز حاجز الألفية في كافة الألعاب بفضل الدعم السخي والجهد الوافر والفكر الكبير وسياسة النادي الشامل التي طبقها منذ البداية وأهتم ببناء جيل محترف يخدم كرة الوطن لسنوات طويلة ويصل بها لمصاف العالمية. خالد الحب والوفاء: القريبون من الأمير خالد يدركون تماماً حبه للجميع وتقديره لأبناء الوطن بشكل خاص فيده الحانية وصلت لكثير من المحتاجين وقلبه الكبير اتسع لهموم أبناء وطنه وظل يعمل الخير ويبذل كل ما يستطيع بعيداً عن الفلاشات والأضواء إيماناً منه بأن ما يقوم به لا يستحق الإشادة وأنه يطلب الأجر من الله كما أن وفاءه لا ينكره إلا جاحد فقد أنشأ مركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب في 28 مايو 2009م وفاءً وعرفانًا لرائد الرياضة ورمز النادي الأهلي الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله- الذي يدين الأمير خالد له بالفضل الكبير كما كرم عدداً كبيراً من نجوم النادي في كافة الألعاب بإقامة مهرجان اعتزال تقديراً لما قدموه في خدمة الكيان الكبير . معشوق الرياضيين: الشارع الرياضي السعودي المليء بالمتناقضات والصراعات على مر تاريخه لم يتفق على حب شخصية رياضية بقدر ما أتفق على شخصية الأمير خالد الذي جمع الخلق الرفيع والتواضع الجم والفكر النير والتأثير الكبير في الوسط الرياضي فسموه كان ينظر للرياضة كمنافسة شريفة لتجمع أبناء الوطن وتزيد من ألفتهم وتقوي أواصر المحبة بينهم مبتعداً عن الإثارة المبتذلة والتبرير غير المنطقي لذلك لم يخرج يوماً من الأيام عن المألوف برغم الأحداث المؤلمة التي تجرعها فريقه من حين لآخر ولكنه في كل مرة يثبت أنه الجبل الراسي في الوسط الرياضي وحكيم رياضة الوطن. تاريخ رياضي ناصع البياض: على مر 43 عاماً قضاها الأمير خالد في الوسط الرياضي منذ أن بدأ لاعباً في عام 1391 ه-1971م بالنادي الأهلي وتحديداً في مركز الوسط ومروراً بوصوله لسدة رئاسة النادي في عام 1395 ه - 1975م لأول مرة ومن بعد ذلك في عام 1406 ه - 1996م وحتى وصوله رئيسا لهيئة أعضاء الشرف لمرتين أخرها في عام 1428ه - 2008م وتاريخ سموه ناصع البياض بشهادة المنافسين قبل عشاقه ليصبح قدوة ومثالاً يحتذى به عطفاً على خلقه الرفيع وتواضعه الجم ووقفته الصادقة مع الجميع ولهمه الأول بخدمة الكرة السعودية بكل ما يستطيع. مسيرته الرياضية: تقلد سموه عدداً من المناصب الرياضية خلال أكثر من أربعة عقود قضاها بحث من خلالها سموه عن نهضة وتطوير الرياضة السعودية ووصوله لمصاف العالمية فبالإضافة لعمله في النادي الأهلي كرئيس ورئيس هيئة أعضاء الشرف عمل كعضو لجنة دراسة وتطوير الوضع الرياضي والشبابي بالمملكة العربية السعودية بناءً على أمر سامٍ..ورئيس لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن لجنة دراسة وتطوير الوضع الرياضي والشبابي بالمملكة العربية السعودية وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقًا ورئيس الاتحاد السعودي لتنس الطاولة سابقا أيضاً. وأولوياته: فترة رئاسته الأولى في عام 1395ه - 1975م التي استمرت لمدة أربع سنوات كانت حافلة بالعديد من البطولات الكروية حيث حقق الأهلي في فترة رئاسته الأولى بطولة كأس الملك عام 1397ه ثم جمع الدوري الممتاز وكأس الملك عام 1398ه ثم كأس الملك عام 1399ه ، ثم تولى رئاسة النادي في فترة رئاسية ثانية امتدت من عام 1986م حتى عام 1992م ، وزار النادي في عهده شخصيات رياضية كبيرة في مقدمتهم الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) جواو هافيلانج وجعل للنادي الأهلي الأولوية في العديد من المبادرات الرياضية الفريدة فكان النادي الأهلي أول من أقام مهرجاناً لليوبيل الذهبي عام 1987م لعدة أيام وتضمن فعاليات مختلفة وتم خلاله تكريم رجالات النادي ورؤسائه ونجومه بمشاركة النجم العالمي دييجو مارادونا وأول من أقام حفلات التكريم ومهرجانات الاعتزال للنجوم ولم يقتصر ذلك على كرة القدم بل امتد حتى لنجوم الألعاب المختلفة كما قام بإحضار أفضل المدربين البرازيليين وعلى رأسهم سانتانا وديدي وأحضر المنتخب البرازيلي بكامل نجومه للعب لقاء ودي كأول نادي عربي وآسيوي كما حقق الفريق في عهد رئاسته لأعضاء الشرف عدداً من البطولات المحلية والخارجية في كافة الألعاب ليتجاوز النادي ببطولاته حاجز الألف. عراب النادي الشامل: لم يقتصر إهتمام الأمير خالد بن عبدالله بكرة القدم في ناديه بل وصلت رعايته وأهتمامه بكافة ألعاب النادي الجماعية والفردية إيماناً منه بمنح كل الرياضيين دعمه السخي واهتمامه فقد أنشأ وأسهم في تطوير الألعاب المختلفة في النادي الأهلي حيث كان لألعاب الأهلي ولازال الريادة الذهبية والمنافسة الدائمة على بطولات الألعاب المختلفة وسمي الأهلي (بقلعة الكؤوس والنادي النموذجي وسفير الوطن) عطفًا على ما يجده من اهتمام ودافعية مثلى لتحقيق الإنجازات كما أن لاعبي الأهلي في كافة الألعاب يمثلون الرافد الرئيسي لدعم المنتخبات الوطنية والوصول بها لشاطئ الإنجازات. الأكاديمية وفكر بناء المستقبل: لم يهتم الأمير خالد بالإنجاز الوقتي الذي يجير له من خلال تحقيق إنجاز وبطولة في موسم والبعد لمواسم عديدة فأهتم ببناء قاعدة صلبة لصناعة جيل المستقبل فأنشأ أول أكاديمية رياضية في كرة القدم في المملكة العربية السعودية على أسس حديثة في 18 يونيو 2005م كما أنشأ مركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب في 28 مايو 2009م وفا وشهد هذان الصرحان زيارات العديد من الشخصيات الرياضية المحلية والعالمية الذين أشادوا بما وجدوه من إمكانات وعمل رياضي منظم وفكر حديث الهدف منها صناعة جيل رياضي محترف يستطيع في قادم الأيام الوصول لمصاف العالمية من خلال تكامل اللاعب فنياً وثقافياً وعلمياً مطبقاً للاحتراف الحقيقي الذي يطور من مستواه . عطاء بلا حدود: في ظل أهمية المال لتسيير أمور الأندية ومع زيادة فواتير الصرف مقابل جفاف الموارد المالية للأندية بعد رحيل الرعاة الرسميين ظل الأهلي الوحيد الذي لا يشتكي من تأخر رواتب ولا عقود لاعبين ويحضر أفضل المدربين والمحترفين ويجدد عقود نجومه بكل بساطة لأن هناك رجلاً بحجم الأمير خالد يقف مع النادي بقلبه قبل ماله ويبذل الغالي والنفيس لرفعته فالأمير خالد ظل النهر الجاري الذي يروي سكان القلعة فعطاءه اللامحدود تتمناه الكثير من الأندية والتي تحسد الأهلي على خالد وتراهن أنها لو أمتلكت رجلاً بنصف عشق ودعم خالد لأكلت الأخضر واليابس . وترحل صرختي تذبل: ما زال عشاق الأهلي يمنون النفس أن يستجيب سمو الأمير خالد لرغبتهم في البقاء وإلغاء فكرة الرحيل التي أزعجتهم كثيراً بعد تغريدة نجله العاشق الأمير فيصل في مواقع التواصل الأجتماعي تويتر ولسان حالهم يردد (وترحل صرختي تذبل) فإضافة لحبهم الكبير لسموه وتقديرهم لما قدمه سموه من فكر وجهد ومال للنادي الملكي في مختلف الظروف إلا أنهم يخافون كثيراً من آثار ابتعاد الأمير خالد بن عبدالله في أن يدخل النادي في نفق مظلم ويعود لسنوات الحرمان. فالأهلاويون كافة يعرفون مدى أهمية وجود سموه على رأس الهرم بقلعتهم من أجل تذليل الصعاب واستمرار الدعم الذي يقف خلفه وحيداً لسنوات طويلة وجعل من هذا الكيان علامة بارزة في وطن العطاء . لمن تترك الأهلي ؟ هذا السؤال الذي تطرحه جماهير الأهلي في هذا التوقيت بعد أن شعرت بأن ناديها بشكل عام بمختلف ألعابه يسير في الطريق الصحيح وفريق كرة القدم بشكل خاص أقترب من تحقيق أحلامه من خلال وجود فريق قوي يحتاج فقط لتدعيمه بأجانب مؤثرين ليحقق لقب الدوري الذي غاب عنه طويلاً وحضور اللقب الآسيوي المنتظر فما زرعه خالد على طول السنين تريد جماهير الأهلي أن يكون خالد في قلب الحدث عندما يأتي جني الثمار ولا يجعل لغيابه أثراً في تبخر الأحلام والعودة للعمل من جديد وعدم الالتفات لأعداء النجاح الذين يدركون أن في بقاء خالد قوة للأهلي وفي رحيله الضعف والهوان.