محمد الحربي أمسية غير عادية عن الشيخ محمد سرور الصبان الوزير والأديب والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وأول أمين لها, جمع كبير من المثقفين والوزراء السابقين والكتاب والأكاديميين اجتمعوا في اثنينية الأستاذ عبدالمقصود خوجة الثقافية المعروفة لتكريم واحد من الرموز في بلادنا وهو الشيخ محمد سرور الصبان وكان من أبرز حضور الأمسية الثقافية: معالي الأستاذ هاشم محي الدين ناظر- معالي الاستاذ مدني علاقي- الدكتور عاصم حمدان - الدكتور عبدالله مناع- الاستاذ محمد سعيد طيب- الدكتور محمد سرور الصبان- الاستاذ قينان الغامدي- الدكتور واصف كابلي- الاستاذ علي محمد حسون- الزميل الاستاذ خالد الحسيني - الدكتور عبدالله باسلامة- الاستاذ محمد عمر العامودي- الاستاذ امين فارسي- معالي الدكتور رضا عبيد- الاستاذ مصطفى صبري- الاستاذ احسان طيب- الاعلامي عبدالقادر كمال- الدكتور وديع كابليوالاعلامي رفقي الطيب. بدأت الأمسية بكلمة شاملة للاستاذ عبدالمقصود خوجة استعرض فيها جوانب تاريخية عن حياة الشيخ محمد سرور الصبان والاعمال التاريخية التي قام بها واستعرض ايضا الحساسية التي كانت بين والده عبدالمقصود خوجة ومحمد سرور الصبان ونشر بعض الوثائق والصور لاستقبال دولة النجاح باشا لوالده وهو يعالج في المستشفى في القاهرة وزيارة النحاس باشا لوالده في المستشفى. كما تحدث عن زيارة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز للشيخ عبدالمقصود خوجة في منزله للاطمئنان على صحته. وقدم مجموعة من الوثائق التي وقع عليها الشيخ محمد سرور الصبان وكيف تم تخصيص مبلغ مكافأة له ألف ريال عربي كل شهر في بيروت وتحدث عن الخدمات التي كانت تؤدى من مكتب الشيخ حسين العويني وكان يسمى دولة الرئيس حسين العويني.وتحدث الشيخ عبدالمقصود خوجة عن فترة عمله مع الشيخ عبدالله أبو الخير وكيف أن الشيخ محمد سرور الصبان تدخل لصرف رواتبه المتأخرة وكان في ذلك الوقت اصغر موظف في الدولة يتناول (1200) راتب ضمن الكادر الوظيفي للدولة.. وكان حول الشيخ محمد سرور الصبان الكثير من الادباء منهم محمد حسين زيدان والسيد محمد حسن فقي والسيد حسن كتبي وحسين سرحان. وقال ان الشيخ محمد سرور الصبان لم يعين وزيرا للمالية إلا في 1/ 1/ 1373ه وهو كان من قبل وزيرا للدولة وتحدث عن اسماء المحيطين بوزير المالية وكان الشيخ عبدالله السليمان هو وزير المالية ومدير مكتبه احمد موصلي وقال لقد اخذ قصرا في مصر هو "قصر العروبة" وكان يستقبل فيه الزوار والادباء والمثقفين و استقر في القاهرة إلى أن عاد إلى المملكة وعين أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي واعطاها وزناً قوياً ودفعة مهمة إلى الأمام. وتحدث عن علاقة الشيخ محمد سرور الصبان مع الشيخ عبدالعزيز بن باز. تكريم بعض الرموز القديمة: ثم تحدث الدكتور محمد سرور الصبان وقدم شكره للشيخ عبدالمقصود خوجة عن هذه البادرة الكريمة وهي تكريم من رحل عن دنيانا وفي تصوري ان هذه الامسية تفتح الباب لتكريم عدد من الرموز القديمة والاختيار للمتحدثين في الامسية وكلنا يذكر تغريدة الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي قال ان محمد سرور الصبان هو مجموعة رجل في رجال وقد اخترت المتحدثين وهم الدكتور عاصم حمدان وسعد الدويشد وابنة المرحوم الاستاذة فريدة محمد سرور الصبان. وقال: محمد سرور الصبان كان شخصية قوية محبوبة من الجميع.. وتحدث عن وثيقة قدمها الدكتور عبدالله باسلامة عن والده الشيخ حسين باسلامة والدارة طبعت هذا الكتاب وفيه الكثير من الوثائق والمذكرات التي تحوي عدة نقاط وهو كتاب يوميات "حسين عبدالله باسلامة" وطرح عدة علامات استفهام حول التسلسل الوظيفي لمحمد سرور الصبان والمشكلات التي واجهها من بعض المحيطين بالشيخ عبدالله سلمان في ذلك الوقت. والاستاذ حسين بافقيه قدم محاضرة عن الشيخ محمد سرور الصبان في القنفذة وبعد ذلك الدكتورة خديجة الصبان لتحليل شعر محمد سعيد الصبان ونختتم بالمستشار للاستاذ محمد سعيد طيب واتصور ان نبدأ وفق هذا الجانب.. وتحدث الدكتور محمد سرور الصبان عن الجانب الاقتصادي في حياة الشيخ محمد سرور الصبان وكيف أنه بدأ العمل بالتجارة قبل ان يلتحق بالعمل الحكومي.. وقد التحق بالعمل الحكومي وقدم طلباً باعفائه من العمل الحكومي ولكن الملك عبدالعزيز اصدر قرارا بأنه لا يجوز لمحمد سرور الصبان الجمع بين العمل الخاص والعمل الحكومي. وقال انه ولد في القنفذة ثم انتقل الى جدة وانشأ العديد من الشركات العائلية واتجه الى تكوين كيانات عائلية وتوسع في النشاطات التجارية وكان هناك عبء مالي لتنويع النشاط التجاري كما انه اسس المكتبة الحجازية ولم يكن هدفها الربح ولكن خدمة المثقفين من ابناء الحجاز وانشأ شركة الفلاح للسيارات وامتلك شركة القناعة للسيارات واندمجت الشركتان في الشركة العربية للسيارات وهي مخصصة لنقل الحجاج والمعتمرين مما يدل على الحس الاقتصادي وانشأ الشركة العربية للصادرات وهي تهتم بتطور العدد المحدود من السلع في مكة.. وانشأ شركة كهرباء جيزان والشركة العربية التي اشترت جريدة صوت الحجاز وانشأ بعض الجمعيات الخيرية مثل جمعية الاسعاف. وتحدث بعض ضيوف الاثنينية وفي مقدمتهم الدكتور عاصم حمدان الذي قال في كلمته::"تتشابه الامم على تباين واختلاف مرجعياتها الحضارية والفكرية والثقافية في كثير من التصورات ازاء الحياة والكون ما يعتري النفس البشرية من قوة وضعف وسمو وهبوط وجاه وخمول، واجدني في هذه الليلة مدفوعاً بزخم مناسبة تستعيد ذكرى تقترب بداياتها من قرن من الزمن، للاستشهاد بمقولة فلسفية رائعة للمفكر البريطاني دينيس هيبلي فلقد كان يتحدث في مناسبة تأبينية أو رثائية خصصت للزعيم العمالي هيو جيتسكيل والذي كان يمزج في خطبه بين السياسة والادب في نسق وتأثير بديعين بحيث تدفع عباراته المتقنة في صنعتها الادبية الرفيعة الى وقوف خصومه احتراماً له واعترافا بفصاحته التي قد لا يقوون على مضاهاتها، وذلك مترع خاص عند أولئك القوم الذين تمثلوا الكثير من العمق والفاعلية قبول الرأي الآخر واحترامه.. واعود لمقولة هييلي المتفردة بأن الكتابة شبيهة بالسياسة حيث تبدوا واحدة من النزعات التي تتطلب احترافية عالية وحضورا لافتا يستغرق حياة اصحابها بحيث تفضي في بعض الحالات الى رحيل المشتغلين بها في ربيع حياتهم. والرائد الصبان الذي وصفه الاستاذ الزيدان بعبارة مجنحة يقول فيها: محمد سرور نشر الادب فكان بذلك اكثر من صانعيه، هذا الرائد الذي يحتضن خدين الادباء وشيخهم بحق وجدارة اعني ابا محمد سعيد، مناسبة ذكراه هذا الرائد للتاريخ يتداخل في شخصيته الادبي بالاجتماعي، والاقتصادي بالسياسي، ولكن لندرة ما كتب عنه وقلة من توفر على دراسته، وجدتني محتارا من ابدأ في الحديث عنه، ولهذا لجأت الى نصوص محدودة ولكنها جامعة ومؤثرة للكشف عن مكامن عبقريته وتفرده وجدارته, وتعكس هذه النصوص وسواها على اعجاب جيل الرواد على ما بينهم من اختلاف في الذوق والمنزع والتصور على اعجابهم بهذا السرور ولابد من القول بأن فاجعة رحيله بحيث اضحوا بلا زعيم أو اب روحي يجمع شتاتهم. لقد اطلق رحيل الصبان ألسنتهم من عقالهم فتسارعوا الى منابر الصحف كما اتذكر ينعونه ويعددون مآثره فانسكب من ذلك النعي ذوب العواطف وصادق المشاعر اي اديب كنت يا ابا حسن ومن اي منهل تغذيت؟ واي فلسفة انتهجت؟ بحيث كنت بسعة صدرك وسماحة خلقك تسمع الصعب او القاسي من القول فتشيع عنه وتبتسم في وجوه من تجرؤوا على النطق به جهراً أو حَملهم شيء من الحياء على الهمس وهنا تكمن العظمة ويعيش الخلود. السيرة المختصرة لمعالي الشيخ محمد سرور الصبان (يرحمه الله) محمد بن سرور الصبان (1898 م-1971 م) ولد بالقنفذة سنة 1316ه ثم انتقلت أسرته إلى جدة عام 1320ه وتلقى في كتاتيبها الدروس العربية والشرعية. انتقل مع أسرته إلى مكة وهناك دخل مدرسة الخياط القديمة ثم اشتغل مع والده في التجارة، عين مبكراً كاتب يومية بإدارة بلدية مكةالمكرمة في عام 1336ه ثم رقي إلى وظيفة محاسب، عينه الملك عبدالعزيز آل سعود رئيس كتاب بلدية مكةالمكرمة في عام 1343ه ثم سكرتيراً للمجلس الأهلي وترقى في الوظائف الحكومية حتى عين وزيراً للمالية، عينه الملك فيصل بن عبدالعزيز أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي بمكةالمكرمة سنة 1382ه 1962م كما أنشأ مكتبة ثقافية عامة في كل من مكةالمكرمةوجدة. يعتبر الصبّان من رواد وواضعي النواة الأولى لمؤسسات المجتمع المدني مثل: جمعية الإسعاف الخيري : تأسست عام 1934م، جمعية قرش فلسطين التي تأسست عام 1935م)- لجنة الدفاع عن فلسطين التي تأسست عام 1937م- أسس عدداً من الشركات الاقتصادية مثل: شركة الفلاح للسيارات، والشركة العربية للتوفير والاقتصاد، والشركة العربية للصادرات، والشركة العربية للطبع والنشر عام 1935، وشركة ملح، وكهرباء جازان، وشركة الزهراء للعمارة، وشركة مصحف مكة.