أكد الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير أهمية نقل التراث العسيري للأجيال المعاصرة وربطهم به. وبين خلال تشريفه حفل قرية عسير بالجنادرية 29 الذي يأتي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - أن هذا التراث كنز يجب الحفاظ عليه ، ونقله بالصورة المشرفة للآخرين. ووعد أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أن تكون عسير مختلفة الشكل والمضمون خلال ثلاثة أعوام على الأكثر من حيث المشاريع التي ستنفذ في المنطقة. وأضاف:" هذا جهد كبير يحتاج إلى تعاون من الجهات المعنية وتظافر للجهود لنحقق ما نصبوا إليه" . وقال:" أنا سعيد جدا بما شاهدته وبإذن الله تستمر هذه المشاركة في المهرجان ويستمر هذا الدعم من سمو سيدي خادم الحرمين الشريفين لجميع مناطق المملكة وأنا سعيد أن أكون مع إخوتي وأحبابي في كل عام في قرية عسير لأني أشعر بأني منهم وهم مني وأنا أشجع الأسر المنتجة وأشجع الحرفيين والفرق الشعبية لما لهم من دور بارز في كل المناسبات الوطنية والاجتماعية وهذا شيء يسعد الجميع." ووعد بأن تكون قرية عسير مختلفة في السنوات القادمة وقال سموه:" في السنة القادمة ستشاهدون قرية مختلفة بإذنه تعالى" . ووجه الأمير فيصل دعوة عامة لزيارة قرية عسير في الجنادرية وإلى زيارة منطقة عسير في فصل الصيف والاستمتاع بما يقدم في عسير القرية أو عسير المنطقة. وبمناسبة توقيع الاتفاقية التي جمعت بين مؤسسة الأمير محمد بن فهد الخيرية وجمعية البر بأبها وجه الشكر للأمير محمد بن فهد على هذا الدعم وهذه الشراكة وقال:"أتمنى إن شاء الله أن يتواصل هذا الدعم" ووعد أن يكون صيف عسير هذا العام مختلفا اختلافا نوعيا من حيث المناشط والتنوع في تقديم كل ما يلبي احتياجات زوار المنطقة مشيرا إلى أن هناك اجتماعات في نهاية كل موسم لمعرفة الفعاليات التي تحظى بإقبال كبير من غيرها ليتم رسم خطة للعام الذي يليه.وأضاف:" هذا الصيف بإذن الله تعالى سنبتكر في المناشط الصيفية لتتواكب مع طموحات الزوار ". وكان الأمير فيصل قد تجول لدى وصوله إلى مقر الحفل في المعرض المصاحب الذي اشتمل على أجنحة الجهات الرسمية المشاركة واستمع إلى شرح مفصل من المشرف على إدارة التخطيط والجودة بمدينة الملك فيصل الطبية الدكتور أحمد الجرعي لمشروع المدينة والمراحل التي أنجزت منه ، كما شاهد سموه صورا تعريفية بالمشروع ومراحل تطوره . عقب ذلك استمع إلى شرح من أمين مجلس شباب منطقة عسير عادل آل عمر في الجناح الخاص بالمجلس تناول فيه آل عمر أبرز منجزات المجلس خلال العام المنصرم وتطلعات الشباب والشابات في المنطقة وما قدمه المجلس لهم، كما شاهد سموه عرضا مرئيا يستعرض فيلمين الأول تناول منجزات المجلس والآخر قدم لوحة وطنية مميزة ، ثم دشن سموه الجناح الخاص بنادي عسير الفوتوغرافي الذي يحتوي على 32 صورة فوتوغرافية قدمها 26 مصوراً ومصورة من المنطقة . وتسلم هدية تذكارية من أمين نادي عسير الفوتوغرافي أحمد حاضر عبارة عن صورة جوية لمدينة أبها . وفي السياق ذاته شهد كذلك توقيع اتفاقية جمعية البر بأبها مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد الخيرية بحضور أمين عام جمعية البر بأبها محمد بن فحاس وأمين عام مؤسسة الأمير محمد بن فهد الدكتور عيسى بن حسن الأنصاري ، التي تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية إلى مساعدة المجتمع وإيماناً بأهمية تهيئة البيئة المناسبة لذلك من خلال برامج مخططة واستغلال الموارد المالية والفنية والإدارية المتاحة. عقب ذلك زار الأمير فيصل بن خالد جناح جمعية الثقافة والفنون حيث استقبله مدير الجمعية أحمد السروي وبعض منسوبيها حيث تشارك الجمعية بمعرض بصري قدمت من خلاله الجمعية 60 لوحة فنية جمعت بين اللوحات التشكيلية والتصوير الضوئي.واطلع على مجسم (فيزياء التاريخ ) للفنان عبد العزيز مهدي وهو أحد المجسمات الإبداعية النوعية الذي شارك في العديد من المحافل وخطف الأضواء، واسمتع إلى شرح مفصل عن الدور البارز الذي تقدمه الجمعية في تنمية المواهب الشابة في عسير والمناشط النوعية فنية وثقافية التي تقدمها الجمعية لتتواكب مع تطلعات أبناء وبنات المنطقة وتخدم الفن والثقافة بشكل لائق. كما اطلع على الجناح على معرض مراكز النمو واستمع إلى شرح من المشرف على مراكز النمو عبد الله بن عفتان عن الدور المجتمعي البارز لهذه المراكز التي تعكس مدى تفاعل المجتمع مع بعضها البعض ودور القيادة الكريمة في الاهتمام بالطبقات الفقيرة في المجتمع الذي يستعرض المراكز في المنطقة ويوضح الجهود المبذولة في هذه المراكز . واختتم الأمير جولته في المعرض بالوقوف على جناح جامعة الملك خالد بأبها الذي يستعرض منجزات الجامعة وما تقدمه لأبناء وبنات المنطقة بالإضافة إلى اطلاع سموه على عروض مرئية من إنتاج الجامعة يقدمها عدد من الطلاب فيها واستمع إلى شرح عن مشروع المدينة الجامعية ومراحل إنجازها. ثم شاهد متحف هجرة بلقرب ببيشة التي تميزت هذا العام بتنوع ما قدمته من أجنحة حيث احتوت على معرض يقدم بيرقاً استلمته القبيلة من يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في بداية الدولة السعودية ، كما اشتمل المعرض على مجموعة من الأحجار النادرة من محافظة بيشة بالإضافة إلى قسم متخصص لعرض بعض الأسلحة وقسمين لزي الرجل وزي المرأة وكذلك قسم متخصص لعرض بعض لوازم الإبل والأواني المنزلية وأدوات الزراعة. بعدها زار فرع الأسر المنتجة التي كانت مشاركتها هذا العام في المهرجان فاعلة ومتميزة حيث قدم الشاب سعيد القحطاني معرضا متميزا للعود والعطور وشرح لسمو الأمير قصة النجاح التي حققها بفضل الله تعالى ثم بفضل دعم سموه الكريم حيث تمكن من الوصول إلى عمل مصنع وخطوط إنتاج مميزة في صناعة العود والعطور وقدم القحطاني بهذه المناسبة هدية تذكارية لسموه الكريم من إنتاج مصنعه كما تفقد سموه محلات الحرفيين ومحلات بيع السمن والعسل والملبوسات العسيرية والتحف والآثار . عقب ذلك شهد الحفل المعد من قبل الأهالي بهذه المناسبة والذي بدئ بكلمة لرجل الأعمال علي بن سليمان الشهري نيابة عن الداعمين والمشاركين في المهرجان في جناح قرية عسير أثنى فيها على الأمير فيصل بما يبذله من جهود مضنية للارتقاء بنقل ثقافة وتراث المنطقة في مهرجانات الجنادرية كل عام بطريقة نوعية ومميزة مؤكدا أن قرية عسير باتت المقصد الأول لدى الكثير من زوار المهرجان طيلة السنوات الماضية ولافتا إلى التطور الكبير الذي تشهده القرية من عام إلى آخر. بعدها انطلقت فعاليات الأوبريت الذي قدمه أكثر من 150 شابا من ثلاث فرق شعبية منها فرقة بيشة وفرقة بني مليك ومن تأليف الشاعر عبد الله الشريف واخراج مسرحي أسامة ماطر حيث تم عرض سبع لوحات فلكلورية من تراث منطقة عسير وسط تفاعل كبير من قبل الحضور الكثيف الذي شهدته القرية . وقبل الختام كرم المشاركين والداعمين واللجان المشرفة والمنظمة في جناح المنطقة. من جهته أعرب رئيس اللجنة العليا المنظمة لجناح قرية عسير المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية 29 ) عن سعادته بتشريف سمو أمير المنطقة لحفل الأهالي بالقرية مؤكداً أن سموه الداعم الأول للجناح وهو الأمر الذي حقق الكثير من النجاحات للقرية.