الكثير يبحث عن الشهرة في شتى المجالات المختلفة وهي ليست مقتصرة على تخصص دون الآخر،فهي قد تكون في المجال الفني أو السياسي أو الرياضي أو الاقتصادي أو الإعلامي والمجالات متنوعة وكل يبحث عن طريقة للشهرة في تخصصه وتأتي الشهرة بعد تعب وعمل متواصل وجهد أو أنها قد تأتي بالحظ فالبعض يشتهرون لأن الفرص قُدمت لهم وجعلت منهم مشاهير ومن ثم حاولوا تثبيت أقدامهم، والشهرة ليست دائماً محمودة فهناك من يشتهر بالظلم أو يشتهر بسوء التصرف والتخطيط وهناك من يشتهر بالعدوانية والعنف والدموية كحال كثير من زعماء السياسة مثل هتلر،وهناك من يشتهر بالطيبة، وهناك أطباء يذاع صيتهم في الجراحات الطبية، وهناك مدراء اشتهروا بالحزم والحكمة وآخرون بالطيش وعشوائية القرارات. ومهما كان مجال الشهرة إلا أن بالتأكيد أن المشهور يحاول الحفاظ على سمعته وعلى شكله أمام الآخرين وهذا ليس بالأمر الهين لأنه متى ما كان معروفاً لدى الجمهور أو عامة الناس فإن كل تحركاته وأفعاله تكون محسوبة عليه وقد تفسر وتؤل بأكثر من طريقة خاصة إذا تم تداول أفعاله وكانت حديث المجالس أو مانشيتات للصحف والمجلات التي تبحث عن أخبار المشاهير لأنها توفر مادة غنية لبعض القراء المهتمين بملاحقة أخبار النجوم والمشاهير وكأن الصحف لا تحتوي إلا على أخبارهم. ولكل مشهور فئة يعجبون به والبعض منهم يتخذه قدوة فيقلدون طريقة ارتدائه لملابسه أو يكررون كلمات يرددها أو يغيرون أشكالهم ليصبحوا نسخة مشوهة منه أو غيرها من الأمور التي يتبعها المعجبون، ولكن متى يسقط المشهور؟ ومتى تهتز ثقة جمهوره به؟ فخطأ واحد كفيل بأن ينسف تاريخ المشهور فمثلاً خطأ طبي واحد قد يتسبب بنهاية طبيب للأبد، أو تصريح سلبي لأحد صناع القرار يجعله من عامة الشعب ولا يُنظر إليه باحترام، أو إجابة فنان أو إعلامي أو شاعر عن سؤال بطريقة استفزازية للرأي العام تحطم الصورة الجميلة عنه وتعرض تاريخه لمهب الريح، الحال نفسه مع المسؤول أو المدير الذي يعتقد أنه يعيش في برجه العاجي وأنه الوحيد القادر على التحكم في مصير الموظفين يمكن لغلطة واحدة أن تجعله خارج المنظومة الوظيفية ، وهذا دليل على اختلال في الشخصية وأن الصورة الجميلة التي نراها لهذا الفنان هي مجرد قناع وهمي تخفي وراءه شخصية لا تحترم تاريخها ولا تتحكم في نفسها في أسوء الظروف وهذا أمر غير مقبول من المشاهير. * الاحترام مطلوب من كل الناس مهما اختلفت مواقعهم وعلى الإنسان أن يعطي الانطباع الإيجابي عنه لاسيما إن كان شخصية عامة ومشهورا فأي غلطة تكلفه سمعته واحترام الناس له. * كثير من الناس نُبهر بشخصياتهم من خلال شهرتهم ولكن متى ما تقربنا منهم ورأينا الوجه الآخر نصاب بالغثيان لسوء طباعهم وتنكشف ازدواجية شخصياتهم.