تنطلق خلال الفترة من 3_ 5 رجب 1446هجرية الموافق 3_ 5 يناير 2025 م، فعاليات مؤتمر مكة الدولي السادس للغة العربية وآدابها، تحت شعار: [ اللغة العربية وتحديات الرقمنة] بمشاركة كوكبة متميزة من الأكاديميين والباحثين وطلاب الدراسات العليا، يمثلون [17] دوله عربية واسلامية وأجنبية. ويتضمن المؤتمر 10 جلسات علمية، يعرض خلالها (40) بحثاً علمياً محكماً، تناقش مختلف مجالات اللغة العربية وآدابها، إضافة الى (10) ملصقات علمية، حول مشاريع بحثية، ومبادرات، وتجارب ناجحة، جميعها في مجال اللغة العربية وآدابها، كما تقام ورشة عمل تدريبية بعنوان "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية". في تصريح صحفي لرئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور ظافر بن غرمان العمري، أعلن أن محاور ومجالات المؤتمر، تضمنت تطوير المهارات اللغوية، واستراتيجيات تدريسها، ومقرراتها، وتعريب العلوم الطبيعية، والتجريبية في الجامعات العربية، توظيف اللسانيات التطبيقية في تعليم اللغة العربية، وتعلُّمها، واللغة العربية والمقاربات البينية مع العلوم والمجالات الأخرى، اللغة العربية والهوية الشخصية والوطنية والإسلامية، إعداد معلمي اللغة العربية لأهلها وللناطقين بغيرها، و السياسات اللغوية، وتعزيز مكانة اللغة العربية، واللغة العربية وتطبيقات الحوسبة، والذكاء الاصطناعي، واللغة العربية وجهود المؤسسات والهيئات الدولية والمحلية في دعمها، ورقمنة المحتوى اللغوي والأدبي في العربية، بالإضافة الى تطوير مهارات معلمي اللغة العربية في التعليم العام، والتعليم العالي، وفي معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها" وياتي انعقاد المؤتمر، مواكبا للذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية في الأممالمتحدة بتاريخ 18ديسمبر 1973، والذي نصّ على إدخال اللغة العربية، ضمن مجموعة اللغات الرسمية المعمول بها في الأممالمتحدة، على الرغم من أن النسبة الأكبر من الدول الأعضاء في مجلس الأممالمتحدة، تتحدّث بلغاتٍ أخرى غيرها، وبناءً على ذلك القرار، اعتمدت اليونسكو اليوم العالمي للغة العربية عام 2012 للاحتفال بهذه اللغة سنويًا؛ انطلاقًا من رؤيتها المتمثلة في تعزيز تعدُّد اللغات، وتنوّع الثقافات تحت مظلة الأممالمتحدة، التي اعتمدت بدورها شعارًا متميزًا لليوم العالمي للغة العربية، يرمي إلى توعية العالم بتاريخها المشرّف، وأهميتها العظمى التي سادت لقرون طويلة من تاريخها، بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا، أو غير مباشر، في كثير من اللغات الأخرى، من مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية، وبعض اللغات الإفريقية مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وبخاصةً المتوسطية منها من مثل الإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية، وماقامت به اللغة العربية من دور فعّال في إنتاج ونقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة.، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي. ولعل من نافلة القول، إن لغتنا العربية تواجه اليوم العديد من التحديات التي تتطلب مزيداً من الجهود المستمرة للحفاظ على مكانتها، وتعزيز استخدامها فى مختلف المجالات، بما فى ذلك التعليم والإعلام، والتتنسيقً بين الدول والمنظمات العلمية والفكرية، لتطوير المناهج، ورفع مستوى إلمام الأجيال الجديدة بلغتهم، وتضافر الجهود لحمايتها، وتعزيز حضورها، كما أن مجابهة هذه التحديات، تتطلب تضافر جميع الجهود لنشر الثقافة الإسلامية، وتطوير المناهج التعليمية، ممّا يؤدى إلى قوة اللغة فى العالم العربى والاسلامي، وتقديم الدعم المالى لمشروعات تعليم اللغة العربية، بما فى ذلك المدارس والمعاهد. كما أن للإعلام دوراً هاماً في تكوين الهوية الثقافية اللغوية.ولعلنا نشيرهنا إلى أن مؤتمر مكة الدولي للغة العربية وآدابها، هو واحد من أهم المؤتمرات التي تستحق الوقوف عندها، لما يحظي به منذ بدايته من حضورٍ كبير، واهتمام واسع، ونقاشات معمّقة، في انعكاس واضح، بأنه لا يزال لدينا من يدافع عن لغته، وسط التحديات التي تواجههم، وتواجهها في عالم اليوم. ولاشك بأن تنظيم مثل هذه المؤتمرات والندوَات الفكرية والعلمية، يساهم في تحقيق التواصل بين الباحثين والأكاديميين المختصين في اللغة العربية وفي المناهج وفي المجال التقني، وتبادل الخبرات بينهم، وعرض أحدث الدراسات والبحوث العلمية في الحقول الاختصاصية التي تعزِّز شعور أفراد المجتمع بالانتماء إلى اللغة العربية الشريفة لغة القرآن الكريم، و إبراز جهود الأفراد والمؤسسات والهيئات والحكومات في مجال تعلم اللغة العربية وتعليمها واقعيّاً وافتراضيّاً، إضافة الى عرض آخر التطبيقات والوسائل التقنية المستخدمة في التعلم والتعليم الإلكتروني، ويضعنا أمام أهمية الدور الذي ينبغي أن تقوم به جميع الجهات في الحفاظ على لغة الضاد، إذ أن حمايتها لا تقف عند حدود جهةٍ بعينها، بل ينبغي أن تتكاتف فيه جميع عناصر المجتمع، أفراداً وجهات رسمية وغيرها، خاصةً في ظل حجم ما يهدد اللغة من أخطار عديدة. ولعلنا نختم بأبيات من قصيدة شاعر النيل حافظ إبراهيم التي يلخص من خلالها عظمة اللغة العربية وتفوّقها في الفصاحة والبلاغة، وقدرتها على التكيُّف والتبلور، واستيعاب كلّ جديدٍ في كل العصور: وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً وَمَا ضِقْتُ عَنْ آى بهِ وَعِظِاتِ فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ.. آلَةٍ وتنسيقِ أَسْمَاءٍ.لمُخْتَرَعَاتِ أنا البحرُ فى أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتى؟