الذهاب إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف حلم كل مسلمٍ يعيش في هذه الحياة، ولا سيما من كان حديثا الزواج ولم يتجاوز الثلاثين من العمر، وهنا قصة زوجين من جمهورية البوسنة والهرسك منذ أن أعلنا زواجهما تمنّيا قضاء شهر العسل في إحدى الدول المجاورة حتى لا تزيد عليهما التكاليف، نظراً لأنهما لا يملكان المال الكافي للسفر بعيداً، ولم يمضِ عام حتى جاءتهما البشرى من سفارة المملكة العربية السعودية في سراييفو، وأُبلغا بأنهما قد رُشِّحا لزيارة الحرمين الشريفين ضمن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة، والذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في الدفعة الثانية لهذا العام 1446ه والبالغ عددهم 250 معتمراً ومعتمرة ينتمون ل 14 دولة أوروبية. وأوضحت المعتمرة مرسيها رمضان: "تزوجنا في يناير الماضي وكنا نحلم بسفرةٍ خارج الديار تكون قريبة من بلدنا، ولم نتمكن من السفر لظروف قلة الموارد، وكنتُ واثقة بأن ربي يعوضني خيراً، وصبرتُ ومضيتُ على ذلك أحد عشر شهراً حتى جاءت البشرى من سفارة المملكة العربية السعودية في سراييفو وأبلغونا بأننا سنكون ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة في الدفعة الثانية لزيارة الحرمين الشريفين وأداء العمرة، وأجهشتُ بالبكاء ودعوتُ الله لهذه المملكة التي لطالما تمسح دموعنا وتفرح قلوبنا، فجزاهم الله خيراً". وأضافت مرسيها: "تلقيتُ مكالمة من السفارة السعودية آنذاك، وكنتُ أرافق والدتي التي تعاني من جلطة في الدماغ وكانت منومة في إحدى المستشفيات، وكنت حزينة لسوء حالتها، فبدّل الله حزني إلى فرح. وأبلغتُ زوجي بالخبر، فقال: هذه منحة ربانية وفرصة عظيمة ندعو الله من جوار البيت الحرام، وهكذا مضينا حتى وصلنا المدينةالمنورة، ولله الحمد". وبينت مرسيها: "منذ وصولنا إلى المدينةالمنورة وعينيّ لم تتوقفا عن الدموع أبداً، ولساني لم يتوقف عن الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- اللذين كانا سبباً بعد الله عز وجل في قدومي إلى الديار المقدسة، ومشاعري لا توصف، خصوصاً أنني أتيتُ لأول مرة في العمر وبرفقة زوجي، وكنا نتمناها منذ حين الزواج، فأجاب الله دعاءنا واكتملت أمنية العمرة، ولله الحمد". وعن الخدمات المقدمة لهم من البرنامج قال المعتمر الزوج "طاهر بوتشش": "الخدمات متكاملة من كل النواحي، حيث إننا وصلنا المدينةالمنورة قرب الفجر وفي وقت متأخر من الليل، فرأينا جموعاً من العاملين في وزارة الشؤون الإسلامية ينتظرون لاستقبالنا، فعاملونا كأننا ملوك، وشعرتُ بأني لم أخرج من دياري، وأحسستُ بأني من أهل المملكة بسبب حسن التعامل وروعة الأخلاق، فالجميع كان في خدمتنا على مدار الساعة، فجزاهم الله خيراً". وفي ختام حديثهما رفعا الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- على هذه المنحة الملكية الكريمة، كما رفعا الشكر لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلةً بمعالي وزيرها الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال وتنفيذ البرنامج بصورة متكاملة ومتميزة، سائلين الله أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها ومزيداً من التقدم والنماء.